الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 44 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز

الخطاب كان مدفون جنبه يعنى كانت بتستحى من واحد مېت حضرتك بقى مش عاوزنى استحى من راجل عايش لمجرد أنه دكتور
أطرق بلال برأسه ولاحت أبتسامة رضا على شفتيه ثم قال بصوته العذب مطمئنا
حالتك أصلا مش محتاجة كشف يعنى أنا مكنتش هكشف عليكى اصلا زى ما قلتلك حالتك واضحة من الأشعة وكويسة أوى واحب اطمنك العلاج الطبيعى مش هيطول ومش هيحتاج ان راجل يلمسك ممكن تهدى بقى علشان نعرف نتفاهم
هدأت عبير قليلا وتبادل والدها ووالدتها النظرات القلقة من المرحلة القادمة نهض بلال واقفا وأبعد مقعده قليلا وقال بحزم
قومى اقفى لو سمحتى
نظرت إلى والدها الذى كان يقف بجوارها ومدت يدها له ليساعدها ولكن بلال أوقفها قائلا
لالالا محدش هيساعدك أنت هتقفى لوحدك
حاولت عبير النهوض وأخيرا نهضت بصعوبة وهى تتألم فقال بابتسامة 
ماشاء الله مكنتش متوقع تجيبيها لوحدك فى الأول كده
ثم أشار إلى أحد الأجهزة بعيدا وقال
شايفة الجهاز ده روحى اقعدى على الكرسى اللى جانبه
كانت تمشى بصعوبة بالغة وهى تكتم آلامها بداخلها وأخيرا وصلت إليه وجلست بصعوبة وحدها أقترب منها وضغط أحد أزرار الجهاز وهو يقول
ده جهاز ممتاز أوى لحالتك يالا أرفعى رجلك وحطيها هنا تحت النور ده بالظبط 
فعلت كما أمرها ثم قالت بتوتر
على فكرة لو هتقولى
تدليك مش هعمله
أبتسم وهو يتجه لمكتبه وقال
تدليك ايه بس ده موضة قديمة فى العلاج
جلس خلف مكتبه وهو يكتب فى ملفها ميعاد أول الجلسات فقال والدها
هو العلاج ده هياخد كام جلسة يا دكتور
بلال 
السؤال ده لسه شوية عليه يا حاج أحنا لسه بنقول يا هادى
وضعت عزة سماعة الهاتف فى يأس ونظرات الحزن تطل من عينيها وتفصح عن نفسها جلست والدتها بجوارها وهى تقول 
مش عاوز يكلمك ليه
ألتفتت عزة لها متعجبة وقالت
هو مين ده يا ماما
خطيبك
مين اللى قالك كده يا ماما ده انا لسه كنت كنت بكلمه أهو
أمسكتها والدتها بكتفها ونظرت لعينيها بقوة قائلة
ماهو لو مقولتيش هروح أقول لبوكى وهو بقى يقررك بمعرفته
قالت والدتها هذه الكلمة وهمت بأن تنصرف ولكن عزة أمسكتها من يدها وانحنت تقبل كفها قائلة برجاء
لا يا ماما الله يخليكى بلاش تدخلى بابا فى الحكاية
أعتدلت أمها فى جلستها وهى تقول
قولى يا عزة ايه اللى حصل بينكوا اللى جه يدينى العنوان ده مش عمرو اللى احنا نعرفه ده كأنه واحد تانى وانا متأكدة أنك عملتى مصېبة
أطرقت عزة برأسها و روت لها بخفوت ما حدث وما قالت فى المكالمة الهاتفية التى كانت بينها وبين عمرو نظرت لها أمها بضيق وقالت پغضب
أنت يابت غبية ولا مبتفهميش
وضړبت على قدمها بانفعال وهى تقول
والله أعلم بقى فهم ايه دلوقتى ويمكن يروح يقول لأمه على كلامك وأمه تيجى تتكلم هنا وتبقى مشكلة
قالت عزة متبرمة
هتقول أيه يعنى وبعدين هو اللى فهم غلط
قالت أمها بعصبية
لاء مفهمش غلط يا عاقلة يا كاملة أى عيل صغير يفهم أنك بتبصى لفارس نظرة غير اللى بتبصيها لخطيبك ويارب يكون فهم كده وبس والشيطان ميكونش لعب بعقله وفهمه حاجة تانية
هبت واقفة وأمسكتها من يدها بقوة وهى تقول آمره
أتفضلى روحى ألبسى علشان نعملهم زيارة ونشوف ميتهم أيه يلا بسرعة واسمعى متجبيش سيرة عن حاجة قدام امه أتعاملى عادى كأن مفيش حاجة
رحبت والدة عمرو بعزة ووالدتها وعانقتهما بحرارة مما جعل والدة عزة تطمئن أن عمرو لم يتكلم معها فى شىء نهضت والدته وهى تقول بترحاب شديد
ثوانى هعمل الشاى وأشوف عمرو صاحى ولا نايم لسه
تبادلت عزة النظرات مع والدتها التى همست لها
كده يبقى مقالش حاجة لامه اصل أنا عارفاها اللى فى قلبها على لسانها مبتعرفش تخبى
خرج عمرو من غرفته فوقع نظره على عزة ووالدتها تجلس بجوارها حاول رسم ابتسامة على شفتيه وهو يقول
اهلا وسهلا أزى حضرتك يا طنط
ثم قال وكانه يجبر نفسه على الحديث معها قائلا
ازيك يا عزة
أبتسمت والدتها وهى تقول له 
أزيك أنت يا حبيبى أخبار شغلك ايه
جلس دون أن ينظر إليهما وهو يقول
الحمد لله تمام
لكزتها أمها فى يدها لتتكلم معه ونظرت لها بحدة فقالت عزة على الفور بصوت ضعيف
أزيك يا عمرو
هب واقفا وهو يقول بجفاء
الحمد لله طب عن اذنكم بقى علشان عندى مشوار مهم
أوقفته والدتها وهى تقول واقفة
استنى يا عمرو عزة عاوزه تقولك كلمتين
نظرت إلى عزة بضيق وهى تقول 
قولى لخطيبك
اللى انت عايزاه على ما أدخل أعمل فنجان القهوة بتاعى مع خالتك يا عزة
تبعتها بنظرها حتى دخلت المطبخ خلف والدته وقالت بأسف 
عمرو انا آسفه أنت والله فهمت غلط
أشاح بوجهه بعيدا ولم يرد كانت مشاعره متضاربة كالأمواج المتلاطمة يريد أن يسامحها ويبتسم لها ويمزح معها كما اعتاد ويزيل نظرات الحزن من عينيها ولكنه لم يستطع طال صمته فقالت بحزن
والله ما كان قصدى انا كده متسرعة فى كلامى ومبفكرش فيه الاول قبل ما اقوله
ألتفت إليها حانقا ونطق بما يعتمل بصدره منذ سنوات وقال
أنت فعلا مفكرتيش فيه 
43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 141 صفحات