الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

ابناء يعقوب بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 34 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز


أشوف مريم مالها.
ترجلت من السيارة أمام المستشفى ودخلت إلى ردهة الانتظار فوجدت ابنة خالها في انتظارها وتبكي بشدة سألتها بقلق وخوف
فيه إيه يا أمنية خالو حصله حاجة
ارتمت بين ذراعيها وأجابت من بين دموعها الغزيرة كغيث الشتاء
ماما ماما تعبت فجأة وجبناها على هنا الدكتور بعد ما طلب تحاليل وأشعة اكتشف عندها کانسر في العضم.

رددت مريم بحزن وهي تربت على أمنية
لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يشفيها ويعافيها هي فين دلوقتي
أجابت وهي تشير نحو الرواق
لسه منقولة في أوضة هناك سيبتها ترتاح وتنام حبة الۏجع كان صعب عليها قوي الدكتور حقنها بمسكن و نامت من حوالي ساعة.
مش تقولي إنك ماشية عشان جاية على هنا.
التفتت مريم إليه فأجابت
معلش يا يوسف أصل أمنية كانت عمالة ټعيط ومافهمتش منها غير إنها هنا في المستشفي.
أنا قابلت عم عرفة برة بيشتري حاجات وراجع ألف سلامة على طنط أم محمود يا أمنية.
أجابت وما زالت تبكي
ادعي ليها بالله عليك يا يوسف
أنا خاېفة يحصلها حاجة أنا بحب ماما قوي وماقدرش أعيش من غيرها.
قامت مريم بمعانقتها وقالت بمواساة
يا حبيبتي ربنا يديها الصحة ويبارك لك فيها ادعي ليها وهي هتقوم بالسلامة.
اقتربت نحوهم ممرضة لتسألهم
مدام أمنية والدتك صحيت وعمالة تقول هاتولي
مريم.
أنا مريم.
فأشارت إليها الممرضة
طيب تعالي معايا عشان هي عايزاكي.
وقبل أن تذهب أمسكت أمنية يدها وقالت لها
أنا عارفة إنها زعلتك كتير بس بالله عليكي سامحيها هي قلبها أبيض وبتحبك.
أومأت إليها وأجابت
اطمني يا أمنية أنا مسامحها من غير حاجة لأنها في مقام ماما الله يرحمها وربتني زي ما ربتك
بالظبط من غير ما تفرق في المعاملة.
وعند هويدا الممددة على المضجع المعدني الخاص بالمرضى دخلت مريم فرأتها هويدا ورفعت يدها بصعوبة وهي تقول بصوت يكافح الخروج من بين شفتيها حيث هزمها المړض المفاجئ شړ هزيمة
تعالي يا مريم تعالي يا حبيبتي.
ذهبت إليها وجلست على مقعد مجاور لها أمسكت بيدها بين كفيها وابتسمت لها قائلة
ألف سلامة عليكي يا ماما هويدا.
ياه لسه فاكراها لما كنتي صغيرة وبتقوليها ليا.
هزت رأسها بالإيجاب وأخبرتها بامتنان
أنا عمري ما أنسى الحلو اللي قدمتيه ليا مهما كان مقابله مواقف سيئة خلاص تقريبا نسيتها.
بس أنا ما نستهاش أنا فعلا جيت عليكي كتير والمفروض كنت أخدت حقك من ابني لما كان بيتعدى حدوده معاكي كنت خليت خالك يكملك تعليمك من غير ما تروحي تشتغلي وتتبهدلي كنت وقفت لجاسر وماخلتهوش يتجوزك أنا مكسوفة أطلب منك تسامحيني دا أنا مش مسامحة نفسي على كل اللي عملته معاكي.
ما زالت مريم تبتسم لها وتمسك بيدها تمسحها بحنان فأخبرتها بسعادة
أنا قولتها لأمنية وبكررها لحضرتك أنا مسامحاكي من غير أي حاجة.
ألف سلامة عليكي.
كم من قلوب نقية قذفت بالوحل فجاء الغيث عليها بغزارة لتعود إلى نقائها مرة أخرى.
و بعد ثلاثة أيام صرح الطبيب بخروج السيدة هويدا من المستشفى والمتابعة من حين إلى آخر و تذهب لأخذ جلسات العلاج الكيميائي.
ذهبت أمنية إلى المنزل فوجدته رأسا على عقب وزجاجات خمر فارغة ملقاة على الأرض وأعقاب سجائر متناثرة فوق السجادة حدقت نحو هذا المنظر الشنيع بازدراء قائلة
إيه القرف اللي هو عامله ده
ذهبت إلى غرفة النوم وجدته يتمدد على بطنه فوق المضجع على الكمود جواره صينية عليها بقايا طعام من الوجبات الجاهزة تركت متعلقاتها وحقيبة يدها جانبا وأخذت ترتب هذه الفوضى حتى انتهت داهمها الشعور بالتعب ارتمت فوق الأريكة فانتفضت عندما رأته يقف أمامها يسألها بلهجة حادة
كنتي فين من ورايا كنتي بتقابلي بنت عمتك الساڤلة اللي وربنا أول ما هشوفها هكسر عضمها عشان ما تقدرش تخطي برة باب الشقة تاني
أثارت كلماته ڠضبها حيث لم تتقبل وعيده على صديقتها فصاحت في وجهه
حرام عليك ما تسيبها في حالها هي مش عايزاك ولا بتقبلك ماسك فيها ليه
قبض على عضدها بأنامله التي انغرست بقوة في ذراعها فأطلقت صړخة پألم.
انتي مالك أنا أعمل اللي أنا عايزه وانتي تسمعي الكلام وتخرسي خالص بدل ما اللي بعمله فيها اطلعوا عليكي فاهمة و لا لاء
هزت رأسها بالإيجاب فنفض ذراعها واتجه نحو المرحاض ملقيا عليها أمره
حضري ليا حاجة أكلها عشان خارج.
استدار إليها وأخبرها لإغاظتها
رايح أسهر مع بنات عندك اعتراض
نظرت إليه بامتعاض واكتفت بالصمت وذهبت إلى المطبخ لتعد له الطعام.
وفي ساعة متأخرة من الليل يجلس داخل الملهي الليلي يحتسي الخمر بشراهة كلما يتذكر رفض مريم له شعر كم هو أحمق لم يريد امتلاك أحد يمقته إلي هذا الحد تذكر السبب الرئيسي والذي جعله يفعل هذا ألا وهو شقيقه يشعر اتجاهه دائما بالحقد والضغينة.
إلحق بص كدا مش ده جاسر الراوي اللي اتجوز مريم اللي كانت بتشتغل في محل أبوه
قالها أحد الشباب الجالسين بجواره فأجاب صاحبه
أيوه البت القمر عارفها دا كمان تجوز بنت خالها اللي اسمه عرفة.
عقب الأخر پحقد وسخرية
دا يا بخته وخسارة فيه.
أخبره الأول وتعمد رفع صوته ليصل إلى سمع جاسر الذي يسترق السمع إلى حديثهما عنه
دا أنا عرفت من
 

33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 38 صفحات