ابناء يعقوب بقلم ولاء رفعت
خدك كدا ليه
أجابت بحزن دفين
أختك من يوم ما رجعت انت وأبوك من السفر قافلة على نفسها ومش عايزة تخرج حالها مش عاجبني من وقت ما أبوك رفض حمزة.
سألها بتعجب
هو حمزة عايز يتجوزها!
جه هو وأختي وانت و أخوك مش موجودين لأنه عارف إنه هيترفض وأبوك رفضه فحمزة شد معاه راح أبوك طرده.
تمكث رقية داخل غرفتها في حالة من الضياع تائهة ما بين أفكارها السوداء كلما تتذكر ما فعله معها هذا الوغد حمزة تبكي بشدة وتصفع خديها بحسرة وقهر حتى أصابها اليأس وقررت أن تتخلص من حياتها بدلا من أن يفعل بها والدها أو شقيقيها ذلك.
أن تفعلها طرق باب غرفتها فانتفضت وألقت ما بيدها قلبها يخفق بقوة حتى سمعت صوت شقيقها
افتحي يا رقية أنا يوسف.
ظلت تلتقط أنفاسها ثم ألقت القاطع داخل الدرج وأغلقته وذهبت لتفتح الباب بوجه شاحب لاحظه جيدا شقيقها.
ذهبت لتجلس على طرف الفراش فكانت منهكة القوى أجابت بصوت خاڤت
تعبانة شوية.
تذكر حديث والدتها فسألها
تعبانة ولا زعلانة عشان بابا رفض حمزة
وعلى ذكر اسم هذا الذئب الوضيع اتسعت عينيها وقالت باستنكار
لا مش ده السبب بقولك تعبانة يا يوسف إيه الغريب في إن الواحد يكون تعبان
طيب قومي غيري هدومك وتعالي أوديكي للدكتور.
نهضت وپغضب قالت
يوسف ممكن تسيبني فى حالي أنا هرتاح كدا اعتبروني مش عايشة معاكم.
وعندما رأى رفضها للحديث أو إبداء السبب الحقيقي وڠضبها غير المفهوم قرر أن يتركها لبعض الوقت ثم سيطمئن عليها لاحقا فقال لها
براحتك أنا كنت جاى أطمن عليكي مش أكتر.
ألو يا عم عرفة.
أخبره الأخر
إلحق يا يوسف الحاج تعب ووقع من طوله فجأة وخدناه على المستشفي.
تنتظر عائلة يعقوب أمام الغرفة التي يتم إسعافه داخلها ينظر الطبيب إلى شاشة الجهاز الطبي ويتابع مستوى الضغط والأكسجين في الډم وضربات القلب دوى صفير يعلن وقوف القلب عن العمل فصاح الطبيب إلى الممرضة
أعطته جهاز الصدمات الكهربائية أخذ الطبيب يضع الجهاز على صدر يعقوب فينتفض جسده بلا استجابة كأنه لا يريد الاستيقاظ أبدا فما أخبره به هذا الشيطان حمزة جعل قلبه لم يتحمل تلك الصدمة التي هبطت على رأسه كالصاعقة التي
تودي بحياة من تهبط عليه.
ما زال الصفير مستمرا وفي الخارج ينتظر كل من يوسف وراوية وعرفة ومريم ويقف أمامهم جاسر وحمزة الذي تصنع البراءة كالحمل الوديع.
يا رب قومه بالسلامة مالناش غيره يا رب اشفيه وعافيه من أي تعب.
خرج الطبيب وملامح الأسف والحزن على وجهه ركض جميعهم نحوه يسألونه
خير يا دكتور
أخبرهم قائلا
واضح إن الحاج يعقوب مريض قلب وماكنش متابع أو بياخد علاج والتعب النفسي زى الصدمة خلت عضلة القلب وقفت تماما عن العمل فيؤسفني أقولكم البقاء لله.
لا يا بابا ما تموتش وانت زعلان مني أنا السبب أنا
السبب.
لسه شوفتي حاجة ابقي خلي كلمة لا تنفعك وبرضو هتجوزك.
10
أبي يا من غرست حب الله في فؤادي ورسخت عقيدة التوحيد في أعماقي يا من كنت لي أما في الحنان و معلما في الأخلاق وأخا في النصح والإرشاد نصائحك نور أسير عليه في حياتي وابتسامتك ثلج يطفئ خۏفي وألمي بحر قلبي الواسع أنت وموج عقلي الدافئ أنت وبياض قلبك بدر في سماء نفسي ومهما وصفتك فلن أستطع أن أكمل ليس تهاونا ولكن شيء أعمق من ذلك.
في سرداق العزاء يقف كل من عرفة وحمزة وجاسر لاستقبال من أتوا للتعزية وكذلك يوسف الذي يكبت دموعه عنوة يشعر بآلاف من نصال السيوف تهوى على قلبه بلا شفقة فقد كان والده بالنسبة له هو الأخ والصديق رفيقه الذي لا يفارقه فماذا عساه أن يفعل بدونه فهو لأول مرة يشعر بمعني كلمة يتيم.
ربت عرفة على كتف يوسف وقال إليه
شد حيلك يا ابني انت وأخوك البركة من بعده.
نظر إليه يوسف بعينين شديدتي الحمرة من فرط البكاء على والده منذ الأمس وقد أضناه الحزن قائلا
أبويا ماټ يا عم عرفة ماټت كل حاجة حلوة في حياتي ماټ سندي وضهري.
أخذ يربت عليه وأخبره بمواساة
البركة فيك وفي إخواتك يا ابني ما تقولش كدا هو راح عند اللي أحسن مني ومنك.
ردد يوسف ودموعه تتساقط على وجنتيه
ونعم بالله ربنا يرحمه ويغفر له ويصبرني على فراقه.
لكزه شقيقه پعنف في عضده يوبخه من بين أسنانه
ما تنشف ياض وبلاش حركات الستات اللي أنت فيها دي عايز الناس يقولوا يعقوب مخلف عيال فرافير
رمقه عرفة بامتعاض وبعتاب قال له
اعذره يا جاسر مهما كان دا أبوه ومن حقه يعيط مش عيب تخرج مشاعرك.
نظر جاسر نحوه