الدكتور
رده سارت خطوتين أما هو فشغله عنها رنين هاتفه برقم أخته رأت كلبا يتجول أمامها فعادت إليه مرة أخرى قائله
ممكن تعديني من الگ لب
ده لو سمحت
ابتسم قائلا
حاضر تعالي
سار أمامها وتبعته صدع هاتفه بالرنين مجددا فرد قائلا
أيوه يا يسر قولتلك راجع بكره مش فاهم قلقانين
ليه يا حببتي طمنيها وقوليلها إني كنت بشوف شقه في المدينه عشان نقعد فيها لما نستقر هنا لا مستحيل أقعد في البلد مش هستحمل
خلاص يحببتي هكلمك بعدين محمد رسول الله
أغلق هاتفه ونظر لفرح قائلا
فين بيتك!
عقبت قائلة
البيت لسه قدام شويه ارجع حضرتك وأنا هكمل لوحدي خلاص الگ لب مشي
عقب يوسف قائلا
طيب همشي معاك شويه كمان
اومأت رأسها موافقه فهي تريد أن تسأله سؤالا جمعت كلماتها وهتفت
رقمها بنظرة سريعة وقال
أنا تقريبا
عارف هتسألي عن إيه!
ابتسمت معقبة باستفهام
طيب هسأل عن إيه!
عقب يوسف بثقه
أكيد عن أي حاجه بخصوص المكالمه دي
ابتسمت قائله
بصراحه أيوه كنت هسألك ليه مش حابب تعيش هنا دا أنا بتمنى أقعد هنا
ابتسمت بحب وهب تنظر حولها قائلة
هنا هدوء وجو جميل والناس كلها بتحب بعضها
قصدك الناس كلها بتتدخل في حياة بعضها مش بتحب بعضها
رمقها يوسف بنظرة عابرة وأردف قائلا
إنت لسه صغيره متعرفيش حاجه!
ردت موضحة
أنا مش صغيره أنا عندي ٢٠ سنه
وقف مكانه ونظر لها بتعجب قائلا
بتهزري صح! أنا والله فاكرك ١٤ أو ١٥ سنه بالكتير!
ابتسمت قائلة
لأ أنا شكلي صغير بس أنا في ثالثه جامعه
ما شاء الله ويا ترى إنت في كلية إيه بقا
في
خلاص شكرا ليك أنا هكمل لوحدي البيت قريب
مسح على رأسه بإحراج قائلا
مع السلامه خلي بالك من نفسك
خرجت الجمله من فمه كالسهم الذي طعن قلبها الضعيف فزرع به شيئا غريب وإحساس لأول مرة يسلك طريقه لقلبها وعقلها عقبت دون أن تنظر إليه قائله
ظل يوسف يتتبعها بعينه حتى اختفت عن مد بصره أثرت نظرته لعينيها بأعماق قلبه كيف لا وكل المصائب والمصاعب تبدأ بنظرة تلك النظره لا تكون نظرة عابرة تمس القلب بهدوء وتمضي إنما هي كالسهم الذي يخترق القلب بدون استئذان ليحرك مشاعر العاطفه
كم نظرة فعلت في قلب صاحبها
فعل السهام بلا قوس ولا وتر
بدأ يوم جديد ارتفعت أصوات الديكه معلنة عن حلول الصباح كانت فرح تتقلب على سريرها طوال الليل بقلق فتحت عينيها بنعاس وأخذت هاتفها لتفقد الوقت فكانت الخامسة والنصف صباحا أغلقت عينيها وكانت ستكمل نومها لكن
وبعد فتره صلت فرضها وجلست تقرأ وردها اليومي من القرآن الكريم حتى وصل إلي مسمعها صوت الشيخ المنشاوي الذي يخطف القلوب قامت تنظر من نافذة الغرفه فكان جدها يقف بالحديقه ويسقي الورود وهو يردد آيات القرآن مع صوت شيخه المفضل ابتسمت وتنهدت بحب دعت الله أن يمد بعمره بل تمنت أن يعيش أبدا ركضت للخارج وسرعان ما وقفت خلف جدها هاتفة بمرح
اي إلي مصحيك بدري كدا يا عسل
نظر لها بحب وعقب قائلا
متعود أصحى الفجر ومنامش إلا الظهر
ضحكت
قائلة
أنا بقا متعوده أنام الفجر ومصحاش إلا الظهر
عقب بحسرة
إنتوا جيل ما يعلم بحاله إلا ربنا دا إحنا زمان كانت العشا تأذن نصليها ومتلاقيش نفر ماشي في الشارع
عقبت وهي تشير بيدها للخلف
زمان بقا يا جدي إحنا جيلنا غير جيلكم
عقب الجد بجديه
زمان يا فهيمه نادرا لما كنا نسمع عن شباب بېموت إنما دلوقتي نادر لما نسمع عن حد كبير في السن بېموت!
وقف عن سقى الورود ونظر للفراغ بشرود مردفا بحنين للماضي
زمان كان فيه بركه وكان فيه حياه دلوقتي لا فيه بركه ولا حياه
تنهدت فرح بأسى قائله
زمان يا جدي مكنش فيه الضغوطات النفسيه إلي بيمر بيها الشباب دلوقتي زمان كانت الحياه أسهل
ابتسمت بسخريه مردفه
رغم تطور التكنولوجيا إلا إننا مع كل تطور جديد بيتخلق معاه ضغط نفسي جديد
زفرت پألم قائلة
إحنا تعبانين أوي يا جدي تعبانين من
كل حاجه الحياه تعبتنا أوي
ابتسم الجد وجلس أمامها على المقعد قائلا
عارفه يا فهيمه أنا أحيانا بحس إنك عاقله قوي وأحيانا بحس إنك لاسعه ومحتاچه تتعالچي
قهقهت بالضحك ثم ارتسمت الجديه على ملامحها وقالت
أنا نفسي ساعات بحس كدا يا جدو
عقب الجد بحب وحنان قائلا
بس تعرفي أنا بحبك في كل حالات يا بت إنت
وأنا بمۏت فيك يا أحلى جدو في الكون كله
فرح فهيمه
بقلم آيه السيد
_
يجلس يوسف على سجادة الصلاه بعد أن أنهى صلاة الصبح فلم يلحق بصلاة الفجر واليوم الذي يغفل عن صلاة الفجر يتأكد أنه قد أذنب بشيء ما حتى منع من أجرها قام وطوى السجادة وبدأ يومه بالإستغفار ذكره قلبه بفرح وما حدث ليلة الأمس فتنهد بحسرة لأنه أطلق بصره ونظر إليها
بحريه نظر في المرآه مخاطبا لنفسه
خلاص يا