روايه بقلم دعاء عبد الرحمن
فجأة كده اختفى
قالت وقد بدا عليها القلق طب والفرح والناس اللى عزمناهم. دى شقة مريم خلاص خلصت وهدومها اترصت فيها هي ويوسف
قال في حسم كل كوم والفرح ده كوم تانى. الفرح هيتعمل في معاده مش هيتأجل يوم واحد
طرقت إيمان باب غرفة إيهاب وهي تقول إيهاب يالا علشان تتغدى
أتاها صوته الحزين ماليش نفس يا ايمان اتغدوا انتوا.
لو سمحتى يا ايمان سيبينى لوحدى دلوقتى.
جلست بجواره وربتت على كتفه وهي تنتزع ابتسامتها انتزاعا وقالت يا ايهاب انت قاعد لوحدك من امبارح. لازم تخرج من الحالة دى دلوقتى لازم نتكلم. يوسف عاوز يتكلم معاك كلمتين
قال دون أن ينهض أتفضل يا يوسف
قال يوسف متفهما أنا حاسس بيك. بس الحكاية متتاخدش قفش كده. بطل الحمقة بتاعتك دى. ده انت مدتهاش فرصة تنطق.
قالت إيمان على الفور والله فرحة بتحبك أوى يا إيهاب
قال دون أن يتلفت اليها صدمتنى يا إيمان. آخر واحدة كان ممكن اتخيل انها تعمل كده. كنت فاكرها حافظانى وفاهمانى وأى حد هيجيب سيرتى في غيابى هتدافع عنى من غير حتى ما تسألنى.
لم يأتيها منه ردا فقالت بترجى أديها فرصة تدافع عن نفسها يا ايهاب. ده ربنا سبحانه وتعالى بعزته وجلاله مش هيدخلنا الجنة أو الڼار يوم القيامة إلا لما يخلينا نقرأ كتاب أعمالنا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. حتى العبد المؤمن ربنا سبحانه وتعالى هايعاتبه زى ما الرسول عليه الصلاة والسلام قال اما العبد المؤمن يدنيه ربه فيضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه فيقول أتذكر ذنب كذا وكذا أتذكر ذنب كذا وكذا قال حتى إذا ظن أنه قد هلك قال أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته بيمينه.
أخترقت هذه الكلمات قلب وعقل يوسف الذي كان جالسا في شرود ويستمع لها وهي تتحدث
انا كمان مدتش فرصة لمريم انها تدافع عن نفسها. كنت القاضى والجلاد من غير ما اسمع دفاعها. كنت بسمع عنها أسوء شىء في الدنيا وفي نفس الوقت ماكنتش بديها فرصه تتكلم. أزاى احكم من غير ما اسمع من الطرفين ده انا كده ابقى سفيه واستاهل كل اللى جرالى.
ماما!
خرجت إيمان وتبعها إيهاب ثم يوسف ليجدوا والدتهم تقف على باب المنزل ويظهر عليها القلق والإضطراب وهي تخطو داخل المنزل وتتجه لتعانق أولادها قال ايهاب وهو يشير إلى يوسف
ثم الټفت إليها بتسائل هو حضرتك جيتى أمتى.
قالت وبصرها معلق بمريم لسه واصله
وقالت موجهة حديثها لمريم خدت أول طيارة نازلة مصر بعد مكالمتك امبارح
قال يوسف بارتباك طيب استأذن انا بقى
خرج يوسف وجلست أحلام
بين أولادها الثلاثة نظر ايهاب إلى مريم قائلا بحنق طبعا كلمتيها وحكتلها التفاصيل
قالت أحلام پغضب لا مكالمتنيش يا باشمهندس. أنا اللى كلمتها ومعرفتش تفاصيل ولا زفت وبعدين يعنى هي چريمة انها تكلم أمها.
نهض بعصبية قائلا لا مش چريمة. لكن الچريمة اننا نقعد نتجسس على ناس ونخطط علشان في الآخر ناخد فلوس مش من حقنا أصلا
وقفت أمامه وقالت پغضب أتكلم مع أمك كويس يا ولد. أنت نسيت نفسك ولا أيه. وبعدين مين قال أن الفلوس دى مش من حقكم أوعى تكونوا صدقتوهم ونسيتوا كلامى
قالت إيمان بمرارة لا يا ماما أحنا مصدقانهمش أحنا صدقنا الورق اللى شفناه بعنينا.
قالت في تهكم وايه يعنى. هما يعنى هيطلعوا الورق الحقيقى أكيد ورق مزور
وقفت إيمان ونظرت في عينيها وقالت وأعلان الوراثة كمان مزور. والورق اللى بابا مضاه بخط أيده على أنه استلم ميراثه كله يا ماما كل ده مزور مفيش داعى للكلام ده يا ماما أنا اتأكدت من كل حاجة بنفسى. ظهر الإضطراب والتوتر على ملامح أحلام تابع ايهاب بحنق.
طبعا حضرتك مكنتيش متخيلة أنهم هيورونا الورق ده أبدا. مش عارف ليه. يمكن علشان مكنتيش متخيلة أن حد فينا يسأل عن الحقيقة. علشان زرعتى جوانا الخۏف منهم من واحنا صغيرين أفتكرتى أن محدش فينا هتجيله الجرأة ويروح يسأل ويدور ويطلع المستخبى. مش كده
نظرت له أحلام بارتباك وقالت وقالولكوا أيه كمان عنى
قالت ايمان بخفوت الشهادة لله محدش چرح سيرتك قدامنا أبدا.
تنهدت بارتياح ثم قالت بغطرسة ومحدش أصلا يقدر يجيب سيرتى بحاجة
وبدون مقدمات توجه إيهاب لباب المنزل وفتحه وهو يقول بضيق أنا خارج شوية
جلست أحلام بين مريم وايمان وقالت لمريم أنا عاوزه افهم أيه الكلام اللى قلتيهولى في التليفون ده
زاغت نظرات مريم بين والدتها وأختها ففهمت أحلام أنها لا تريد أن تتحدث في وجود ايمان.
ألتفتت إلى إيمان وهي تربت على يدها وهي تقول بغض النظر عن مقابلتك الباردة دى. لكن وحشنى طبيخك هتأكلينى ولا ايه
أبتسمت إيمان أبتسامة باردة ونهضت وهي تقول أنا أصلا كنت بخلص في الأكل قبل ما يوسف يجى. عن أذنكم
وذهبت للمطبخ. تناولت أحلام يد مريم وقالت تعالى نقعد في أوضتك...
دخلت وأغلقت الباب واستدارت لمريم بجسدها كله وقالت بحسم فهمينى معنى الكلام اللى سمعته في التليفون ده. يعنى أيه يوسف وافق يستر عليكى. أنت أيه اللى حصلك بالظبط. عمل فيكى أيه ابن حسين
جلست على طرف الفراش وهي تبكى وقالت بصوت متقطع مش هو اللى عمل يا ماما. أنت اللى عملتى
نظرت لها بحدة وقالت بتقولى أيه يا مريم.
مريم بقولك الحقيقة يا ماما. أنت معلمتنيش ازاى احافظ على نفسى فكان من السهل أى حد ينهشنى. من صغرى وانت بتجبيلى لبس مكشوف لما بقى كشف جسمى شىء عادى.
كنت بالبس قدامك عريان وضيق وكنت بتسبينى اخرج كده من البيت. مكنتيش بتخافى على لحمى للناس تنهشه بعنيها. كل ما كان إيهاب يضايق ويتكلم تقوليلوا دى لسه صغيرة خليها تتمتع بسنها خليها تلبس وتخرج خليتنى معرفش أفرق بين الحړام والعيب. طول ما لبسى في بنات تانية بتلبسه يبقى عادى. وكل ما إيمان تقولك اللبس ده حرام تقوليلها ما أصحابها بيلبسوا كده ولا عاوزاها تبقى نشاز وسط أصحابها. كنت باحكيلك على صحابى الولاد في المدرسة وكنت بتضحكى وتتبسطى ان بنتك كبرت وبقى ليها اصحاب ولاد وكنت بتكبريها في دماغى وتقوليلى وماله بس حافظى على نفسك. هو في حد عاقل يقول نحط وردة في وسط كوم ژبالة وتفضل الوردة محتفظة بريحتها الجميلة. طب ازاى طب احافظ على نفسى ازاى وسط كل ده. أحافظ على نفسى بأنهى مقياس. بمقياس العيب اللى خلانى أقلد اصحابى واقول لو كان عيب مكنش كل البنات دى