روايه بقلم دعاء عبد الرحمن
خاص بمجرد أن رأته احتقن وجهها وشحب وقالت في خوف
يوسف.
لم يستطع يوسف أن يتحمل كل هذه القذارة التي رآها فلم يتمالك نفسه فصفعها على وجهها وطردها من المنزل فأسرعت تركض للخارج تشاجر مع وليد وهدده أنه سيبلغ والده وعمه عن أفعاله هذه وأنه ينجس المنزل بتلك الأساليب الحقېرة رأي وليد في عيون يوسف أنه سيوفى بتهديده فأراد أن يقطع عليه الطريق فتوجه له قائلا بتحذير .
تقصد إيه
نظر له وليد نظرة الواثق قائلا أقصد إن سلمى مش أول واحدة تدخل الشقة دى يا يوسف وخلينى ساكت أحسن.
ثم تابع بانفعال زائف يعنى انت تسكت أنا هدارى على صمعتها وأسكت لكن لو عملتلى فيها بطل ونضيف يبقى عليا وعلى أعدائى وھفضحها قدام العيلة كلها وانت عارف بقى أنا في الأول والآخر راجل ومفيش عليا لوم بالكتير هاخدلى كلمتين وخلاص...
ماذا يفعل! كاد أن يصعد إليها ويجذبها من شعرها ويسألها عن الحقيقة ولكن خاف من الڤضيحة ومن إيهاب.
قضى ليلته في الحديقة لم يذق طعم النوم وكلمات وليد تتردد في عقله يريد أن يبرئ مريم بأي شكل ولكن المشاهد المخزية التي رآها فيها تتصرف بأسلوب لا يليق بفتاة محترمة تتوالى أمام عينيه تمنعه من ذلك تغلي دماؤه في عروقه. غيرة على ابنة عمه وفي نفس الوقت لا يستطيع أن يلتمس لها عذرا كل الشواهد ضدها من وجهة نظره! لقد نجح وليد في زرع بذور الشك في أعماق قلبه قطع أحبال أفكاره آذان الفجر يطرق مسامعه فانتبه من جلسته ثم قام لأداء الصلاة لعله يرتاح مما يجيش به صدره وبعد أن أدى الصلاة. خرج منها بقرار حاسم. قرر أن ينتظر والده حتى يعود من أداء العمرة ثم يخبره بما رآه وسمعه من وليد نعم لا يوجد حل آخر.
توجهت مريم في الصباح الباكر وقبل ميعاد ذهابها إلى الجامعة إلى الحديقة لفتح رشاشات المياة الأتوماتيكية التي ترش المسطحات الخضراء في الحديقة وقفت تنظر إليها وتتأمل المياه المتصاعدة فاقتربت منها حتى تصلها بعض رزازها المنعش شعرت بنشوة طفولية فاقتربت أكثر من الرزاز ثناثرت قطرات المياة على وجهها وابتلت ملابسها وكأنها تقف تحت قطرات مطر خفيف مما جعل وليد يغير طريقه وهو ذاهب إلى الجراج الخاص بهم ويقترب منها وهو
صباح الخير. أيه الروقان ده كله
ألتفتت إليه قائلة صباح الخير يا وليد
تصنع وليد الجدية قائلا مريم. انا كنت عاوز اقولك حاجة ونفسى متكسفنيش
مريم خير يا وليد
قال باهتمام مصطنع انا كنت عاوز أتأسفلك على أى حاجة ضايقتك في تصرفاتى حقيقى انا بعاملك زى وفاء بالظبط علشان كده يمكن بتعامل بعشم شوية. وده اللى بيضايقك مني لكن اوعدك معاملتى هتتغير.
قال وليد بابتسامة خفيفة يعنى خلاص مش زعلانه مني
ابتسمت مريم قائلة خلاص مش زعلانه
حاول أن يتكلم ببراءة وهو يقول لا يا ستى الأبتسامة دى متنفعش. انت كده لسه زعلانه
أبتسمت مريم بشكل أوضح وهي تقول خلاص والله مفيش حاجة
وليد لا برضه متنفعش. انت بتخمينى.
خلاص أنا كده أتأكدت أنك مش زعلانه. يالا بقى سلام احسن هتأخر على الشغل.
ابتسمت وهي تشير له بالتحية وهو يبادلها الأشارة ثم أطبق كفه وهو يضعه على أذنه أشارة إلى أنه سينتظر منها مكالمة كانت تفعل ذلك لظنها أن وليد يعتذر فعلا عن أفعاله معها ويريد أن يفتح معها صفحة جديدة ولكنها لم تكن تعلم أن وليد يعرف أن يوسف في طريقه للحديقة هو الآخر وكان يريد أن يجعله يرى هذا الموقف وكيف هما منسجمان في المزاح والمداعبة كما لم تلاحظ مريم أن كثرة رزاز المياة جعل ملابسها تلتصق بجسدها لتبرز معالمه ونسيت مريم كلمات إيمان عندما قالت لها انت بتختارى المكان الغلط واللى بيجبلك شبهه وبتقفى فيه.
شاهد يوسف ما حدث كما أراد وليد تماما رآها تبتسم وتضحك وتداعبه بضړب كفها بكفه وتشير إليه بالسلام وهو يرحل ويقول لها بالأشارة بأنه سينتظر منها مكالمة وكل هذا وهي لا تخجل من شكلها وهي تقف أمامه هكذا بمعالم جسدها الواضحة صرف وجهه عنها في ڠضب وانصرف إلى عمله.
كان يوسف يجلس في مكتب أبيه يقوم بأعماله إلى حين عودته حين دخل عليه وليد يرسم على وجهه علامات الإعتذار نظر له يوسف پغضب ثم تابع عمله وكأنه لم يره جلس وليد أمامه قائلا
جرى أيه يا صاحبى هتفضل مخاصمنى كده ومتكلمنيش أول مره يحصل بينا كده
قال يوسف دون أن ينظر إليه علشان أول مرة أعرف أنك كده يا وليد انا مش عارف انت ابن عمى ازاى.
تصنع وليد الخجل قائلا معاك حق يا يوسف انا فعلا غلطت جامد وجاى اعتذرلك
قال يوسف بجمود لا وفر اعتذارك لما عمك وابوك يعرفوا. ساعتها هتعتذر كتير أوى
قال وليد وهو يضغط أحد أزرار هاتفه النقال في راحته في الخفاء خلاص براحتك يا يوسف لو ده هيريحك من ناحيتى...
رن هاتف وليد فقام للرد على الفور وهو يخرج من مكتب يوسف ببطء شديد قائلا أيوا يا حبيبتى أنا جاى أهو. كله تمام نص ساعة هكون عندك. لا لا مينفعش لو مش دلوقتى يبقى مش هينفع النهاردة خالص.
خرج وليد من مكتب يوسف وقد حقق مراده بهذه المكالمة المزيفة بالفعل شك يوسف في الأمر فالمسافة بين الشركة والبيت نصف ساعة تماما كان من الممكن أن يفكر يوسف بشكل مختلف أو كان من الممكن أن لا يفكر بالأمر أبدا فوليد علاقاته متعددة ولكن وليد غير معتاد على ترك الشركة في هذا الوقت المزدحم بالعمل لأى ميعاد مهما كان وقد ربط ذلك بآخر جملة قالها وهو يخرج من المكتب وبين أشارته لها في الصباح بأنه ينتظر منها مكالمة.
تناول الهاتف واتصل على الخادمة التي أتت بها والدته للطبخ لحين عودتها من العمرة وسألها كأنه يسأل عن أهل البيت بشكل طبيعى
فرحة رجعت من كليتها
ايوا يا فندم. اتغدت ونامت من ساعة
يوسف الآنسه مريم اتغدت معاها
ايوا اتغدت وطلعت شقتها يا فندم.
كان يريد أن يتأكد أن مريم في المنزل وهل هي وحدها في شقتها أم مع فرحة ظل يطرق بالقلم على سطح المكتب في توتر وهو يتخيل وليد وهو يدلف إلى شقة مريم بحرص دون أن ينتبه إليه أحد ويتخيلها وهي تغلق الباب وتتلفت حولها لتتأكد انه لا أحد يراهم.
زادت طرقاته بعصبية