روايه بقلم دعاء عبد الرحمن
حتى كسر القلم في يده ونهض وهو يدفع مقعده بعيدا كاد أن ينطلق خارج المكتب ولكنه تفاجأ بدخول السكرتيرة تخبره بأن هناك عميل ينتظره والمسأله عاجلة أضطر يوسف أن يستقبل العميل لم يستطع يوسف أن يركز ذهنه مع الرجل فلقد كان مشتتا في خيالاته أنهى حديثه مع الرجل بوعد بلقاء آخر خرج العميل وخرج يوسف خلفه مباشرة من المكتب كالسهم ومنه إلى الأسفل استقل سيارته وانطلق مسرعا عائدا إلى المنزل.
قبل أن تدخل مريم حياتهم ويعلم كيف يثيره وكيف يستفزه وكيف يحركه في الطريق الذي يريد وبالفعل خطط لكل شىء لكى يؤكد ليوسف أن هناك علاقة حقيقية بينه وبين مريم كان يعلم أن هناك شىء ينبت في قلب يوسف تجاه مريم فأراد وئده في المهد فلقد تشرب الكره الشديد لأولاد عمه علي من أمه فاطمة كما أنه يعلم أن يوسف لن يفضح ابنت عمه وبالتالى لن يفضح علاقته بسلمى.
الشك أصبح يقين في قلب يوسف تأكد من وجود علاقة آثمة بينهما تأكد أنها ليست فقط فتاة تتصرف بطريقة غير لائقة لا أنها تعدت كل الحدود أشتعلت ڼار الغيرة في قلبه أكثر وأكثر الآن تأكد بأنه يغار عليها ولكن هي لاتستحق سوى السحق بالأقدام.
نظرت إيمان إلى عفاف التي تجلس بجوارها بابتسامة وهي تقول لها الحمد لله عرفت أربطه لوحدى
ضحكت عفاف وهي تقول كده أحسن برضه. بدل ما نحتاس زى المرة اللى فاتت
أبتسمت إيمان قائلة ها حفظتى دعاء الركوب
نظر الحاج حسين إلى عبد الرحمن الذي يجلس على المقعد بجواره قائلا بابتسامة عمره مقبوله يابنى ان شاء الله
قبل عبد الرحمن يده وقال ربنا يتقبل يا حاج وميحرمناش منك ابدا
صمت الحاج حسين قليلا ثم الټفت إلى عبد الرحمن وقال بصوت خفيض وبنبره جدية بقولك أيه يا عبد الرحمن أنت مش ناوى بقى تفرحنا بيك ولا ايه
أقترب منه وهمس وهو يشير إلى المقعد الخلفى طب ماهى بنت الحلال موجودة أهى
الټفت عبد الرحمن للخلف ثم نظر إلى أبيه باستنكار وقال حضرتك بتتكلم جد
نظر له والده يتفرس في وجهه يحاول أن يقرأ انفعالاته وقال طبعا بتكلم جد وجد الجد كمان. لو فيها عيب طلعهولى
أرتبك عبد الرحمن وقال مش مسألة فيها عيب يا بابا. بس بس انا بحس انها عندى زى فرحة كده. مش أكتر.
ده بس علشان مفيش بينكم معاملة. لكن لما تبقى خطيبتك المسافة بينكم هتقرب اكتر
قال عبد الرحمن باعتراض خطيبتى ايه بس. انا يا بابا مبفكرش في الموضوع ده خالص دلوقتى
شرد حسين وقال بخفوت أول مرة تعارضنى يا عبد الرحمن
قال عبد الرحمن مسرعا أعوذ بالله أنا مقدرش اعارضك يا بابا بس ده جواز وحياة يعنى مينفعش أتجوز واحدة بحبها زى أختى.
قال والده بحزن أول مرة تاخد قرار من غير تفكير يا عبد الرحمن. انت شكلك كده لسه قلبك مشغول باللى خانتك
أعتصر كلام أبيه قلبه فقال پألم لا يا بابا حضرتك فهمتنى غلط أنا مبفكرش فيها خالص بالعكس
قال حسين متسائلا أومال ليه رفضت من غير تفكير بنت زى دى. مؤدبة ومحترمة ومتدينة وبنت عمك يعنى دمك ولحمك
شعر عبد الرحمن أن أباه يكاد يكون يحاصره ويضغط عليه فقال محاولا التخلص من هذا المأزق .
خلاص يا بابا أوعدك هفكر في الموضوع ده وأرد على حضرتك قريب
مال حسين بجسده قليلا تجاهه قائلا بخفوت أسمع يا عبد الرحمن انا عمرى ما ضغطت عليك فحاجة. لكن اعرف يابنى ان الموضوع ده مهم عندى فوق ما تتصور. قدامك يومين وترد عليا علشان افاتح البنت في الموضوع
كاد أن ينفعل من وقع كلمات أبيه ولكنه تذكر أنها وأمه يجلسان خلفهما فحاول ضبط أعصابه وأخفض صوته قائلا .
بس حضرتك يا بابا نسيت أنا سبت هند ليه. لو اللى حضرتك عاوزه ده حصل يبقى كده هنفذ لامها اللى هي عايزاه
أبتسم حسين قائلا ومين قالك انى مش هنفذلها اللى هي عايزاه
قال عبد الرحمن بتعجب أول مرة مفهمش حضرتك بتفكر ازاى.
أبتسم والده في هدوء وثقة قائلا شوف يابنى. أنا وأحلام واقفين على أول طريق. والطريق ده آخره اتجاهين. أنا عاوز آخر الطريق أحود يمين
وهي عاوزه تحود شمال. يعنى انا وهي لازم نمشى في الطريق نفسه مع بعض لكن العبرة في آخر الطريق يابنى فهمتنى
عبد الرحمن طب هي عارفة هي عاوزه أيه. عاوزه فلوسنا وخلاص. لكن حضرتك بقى عاوزنى اتجوزها ليه
شعر عبد الرحمن بالحرج من والده بشدة وهو يقول طب ليه حضرتك معرضتش الموضوع ده على يوسف اشمعنى انا
أبتسم مرة أخرى قائلا علشان مينفعش أعرض عليه واحدة هو بيحب اختها
تفاجأ عبد الرحمن بكلمات أبيه وقال باندهاش يوسف بيحب لالا مش معقول هما الاتنين غير بعض خالص يا بابا
قال والده بثقة معاك حق. انا كمان مستغرب بس انت عارف أبوك مبيقولش حاجة غير لما يكون متاكد منها.
ثم أردف قائلا بجدية قدامك يومين تفكر وترد عليا. اتفقنا
زفر عبد الرحمن بحنق وهو يشيح بوجهه بعيدا قائلا بضيق حاضر
16الفصل السادس عشر
عل إيهاب الحديقة في أبهى صورة لاستقبال أخته وعمه وزوجة عمه بمساعدة فرحة ومريم ووفاء بشكل بسيط بعيدا عن التكلف بما يليق بالمناسبة فجعل من فروع الشجر الرفيعة على بوابة الحديقة بشكل متقابل بحيث تصبح كالسهم يتدلى منه بعض أضواء الزينة البسيطة وكذلك غطى علية المظلة الداخلية بأوراق الشجر والورود البيضاء.
عاونته فرحة برسم بعض الزخارف الاسلامية على أطباق الحلوى المصنوعة من الخوص واستخدام بعض الزهور الجافة كانا يشعران بمتعة حقيقية أثناء عملهما في الحديقة لم تخلو هذه المتعة من بعض المنغصات التي تسببت بها وفاء ومريم بسبب تخبطهم في الألوان وأختلافهم فيها وأثناء عراكهم كفتيات صغيرات لمحت وفاء يوسف ووالدها يخرجان