روايه اسلام بقلم ساره منصور
صوت عمها يطرق الباب ويتوسل لها أن تفتح
ظلت فى غرفتها اسبوعا كاملا لايراها أحد
لاتفتح باب غرفتها الا لدخول طعام فقد عقد معها عمها إن لم تريد أن يأتى اليها ويتحدث معها عليها أن تتناول الطعام والا لن يتوقف عن المجئ وطرق الباب
لم يتوقف أدم عن المرور امام غرفتها ووضع أذناه على غرفتها حتى يسمع أن كانت تبكي أم لا فشعور الندم قد سيطر عليه وهو يراها بتلك الحالة
تذكر عندما كان فى المتوسط وتبكي بعد أن تعرضت لضړب من سيف كم كان سعيدا ذلك اليوم وهو يراها بتلك الطريقة
جاء بخاطره
أن كان يعلم بحالها هل كان سيساعدها أم يتركها
فيشعر بالشفقة عليها أكثر فكم كان أنانيا معها لما أراد فى تلك اللحظة الذي علم ضعفها أن يكسرها أكثر
الم يفكر فى مرضه الذي جاءه بسببها ويظل يذهب الى الطبيب معتقدا أن به علة ألا يجب عليه أن يسعد الان لأنه كان طبيعيا منذ البداية وأن قلبه السقيم كان يرى حقيقتها بدون أن ترها عيناه
يصب داخل عروقه بنقاء نسيمها عبر انفه فاستسلم لوجهها الذي أخذ يديه وسادة
أحس بأنها على وشك الاستيقاظ عندما تقلبت بجسدها الى الجهه الاخرى فخرج مسرعا يعود الى شقته فى الدور العلوي
_ ياسمين أفتحى أنا عمك هقولك بس حاجه وامشي على طول
قلبها ينذف ۏجعا لكن يعترف لها أنه سامحه فيكفي أنه أعترف بأنوثتها
فاقتربت من باب غرفتها بتوتر وفتحت الباب بيد مرتعشه
عندما رأها عمها أحطها بين زراعيه يربت على ظهرها ويعتذر كثيرا
سامحيني يابنتي أنا مش هاين عليا أسامح اخويا لما الدكتور قالى حالتك كانت ممكن أتعالجت من زمان زعلت وقلت أزاى أنت اسحملتى كل دا
أنا عاوزة أقولك حاجه
أنت بطلة ياياسمين بطلة انا والله ليا الشرف انك تكون بنت أخويا بدون أى حاجه عارفه ليه
قالها العم ناجى وهو يربت على كتفيها ويحاول كتم الدموع فهو يريد أن يكون قويا لكى يكون داعما لها فلم يكن لها ذنبا فى أى شئ
فعض على شفتيه وهو يراها تبكي بدون توقف
فأردف
_ أنا معاك فاللى تختاريه بس بشرط
رفعت ياسمين رأسها اليه وعيناها تسبح فى غيوم ضبابية
فابتسم وهو يقول
_ تعرفي امبارح عملت ايه
روحت قدمت ليك فى كلية الهندسة
بدون ليه ولا لا أنت هتكملى تعليمك و هعوضك عن كل حاجه شوفتيها
_ بس ياعمي
_ بدون بس
_ طب سبني وقت أفكر
ربت العم على كتفيها وهو يبتسم ويميل رأسه بايجاب وخرج من الغرفه ويرمقها بنظرات تؤلمه أكثر
فحينما عرف بهذا الامر شعر أن صخور الدنيا حطمت جسده وهلكته فما يخشاه تقبل المجتمع لها ومستقبلها المجهول
أرتفع القمر يضئ خلايا وجنتيها الحمراء ويرطب عيناها الزرقاء وهى تمشي على الطريق بمفردها ذاهبه الى بيت رامي بعد تسللت من وراء عمها
تفكر دائما
ماذا ستكون رده فعله هل سيبتعد عنها أم يشفق عليها أن تخيرت بين هذين الامرين لاختارت الشفقة
وبعد أن وجدت رامي فى المنزل وقد باد عليه الحزن هو الاخر
_ انا جتلك البيت كتير كل لما اروح يقولولى انك مش موجود بجد زهقت منك انت ضاع من اول ماتش
_ معليش يارامي كنت تعبان والله
_انت مش عجبني اليومين دوول
تنهدت ياسمين وهى تميل رأسها بايجاب
و طلبت منه الخروج فى نزهه فوافق فورا لكنه ذهب واخذها معه الى جده بسيارته
مرت ساعه كامله فى الطريق فدهشت وهى تنظر الى خريطه السيارة
_ انت رايح فين بقالنا كتير وبعدين الخريطه دي جايبه على ساحل البحر ليه
_انت رغاي اووى النهاردة ليه وبعدين لسه قدامنا ست ساعات
_نعم وقف العربيه وقف اصل انط منها
قام رامي بزيادة سرعه السيارة پجنون وقال
_لو مسكتش هزود انا بقولك اهو
_ خلاص يخربيتك هتموتنا
عضت ياسمين على شفتياها بضيق تفكر بعمها فقد تأخر الوقت كثيرا
مرت سبع ساعات حتى اشرقت الشمس فلم تستطيع ان تطرد النوم من عيناها فاستسلمت له