روايه بقلم ډفنا عمر
عاد صغيره وما عادت يد البعد تفرقهما بعد ذلك
عجيب قدره!
بعد أن كان يعاني الحرمان ويشتهي عناق من أبيه ووالدته لأن تتلقفه أيادي وصدور أفراد عائلته بلهفة وحب الجميع في ذهول تام لمعرفة حقيقته وبركان عاطفة جياشة تفجر بينهم أولاد العم حمزة وريان وخالته جمانة شقيقة أمه ريحانته أما سارة فمازالت تنظر له مآخوذة كأنها تحلم بكل ما يحدث
قالها أمين وهو يربت علي ذراعه ليؤكد رضوان أبوك عنده حق ياجسار ربنا مش بيعمل حاجة وحشة وبإذن الله هيجبرك انت وبنتي
ابتسم لها بعاطفة جديدة ولثم يدها ثم قال عندكم حق أنا هروح لشمس عشان لازم تكون وسطينا في اللحظة دي
يحمد الله انه وجدها مازالت متيقطة قبل أخذ جرعة مهديء جديدة دنى منها وهو يطالعها بنظرة يفيض منها كل حبه وحنانه وهو يهمس شمسي
تريد الكشف عما تكابده وتخاف بل ټموت هلعا
حاول الاقتراب منها فابتعدت عنه سريعا كأن عقرب هاجمها تعجب جسار لفعلتها لكنه أرجأ الأمر لحالتها النفسية وتمتم بحنان شمسي عندي ليكي مفاجأة هتخليكي تقومي ترقصي من الفرحة
أنا خلاص عرفت مين أهلي ياشمس
انتبهت له بعين محدقة بريبة ليستطرد أنا وانتي طلع دمنا واحد كان مكتوب نتقابل ونحب بعض عشان بسببك انتي أوصل لجذوري واعرفها أيوة ياشمسالفضل بعد ربنا اني اعرف اهلي هو انتي ياحبيبتي صحيح فقدنا ابننا بس ربنا عوضني بعيلتي الحقيقية
أنا ابن عمك ياشمسي أبن أمين
اتسعت عيناها حد الجحوظ المرعب ونهضت من فراشها
وكاد الوهن والضعف يسقطها أرضا ليتلقفها جسار بين ذراعيه ويحول دون سقوطها وشمس تتكئ عليه تحتضن وجهه بين راحتيها هامسة بخفوت مذهول أبن عمي
يعني انت مش
لبثت نظراتها تتشرب وجهه ثم ضمته إليها بقوة وهي تبكي مهارة مع قولها الحمد لله يارب الحمد لله انك طلعت ابن عمي وحبيبي وجوزي وروحي
اعتصرها بعناق
أشد قوة ثم غمرها بقبلات شوقه ثم وقال أيوة ياحبيبتي انا كل حاجة ليكي وزي ما ربنا جمعني بأهلي هيعوضنا خير بس انتي خفي وارجعيلي تاني أنتي وحشتيني ياشمس نوري دنيتي بضحكتك تاني وواثق ربنا يرزقنا بدال اللي راح
ظلت تعانقه وتبكي الآن فقط عادت لها الحياة كل شيء يمكن تعويضه إلا ما كانت تظنه وتخافه
شوفتي القدر يا شمس روحي عرفت اخويا من غير ما افهم ليه منجذبة له كنت دايما اقولك مش عارفة اسمي مشاعري ناحية جسار ايه دلوقت بس فهمتها
هتفت بها سارة بشرود لتربت على كتفها الأخيرة
فعلا أنتي بالذات يا سارة قلبك كان دليلك
وانتي مفيش مرة حسيتي إن دمك حن لجسار
غامت بعيناها مستعيدة لقطات خاطفة من عمر تعارفهما لتقول حسيتها أول مرة لما قرب مني وبصلي ارتجفت بس حاولت اخبي ومرة تانية لما شوفته في مكتبه حزين حسيت بخنقة غريبة مافهمتش سببها ولما جه اشتغل معانا فرحت جوايا ولقيتني بعامله بود استغربته فيا وكنت فاكرة اني هكون فظة معاه بس مقدرتش في حاجة كانت بتشدني لجسار بس داريتها عشانك لما افتكرتك بتحبيه بس اما اتجوزنا اتملكت مني اكتر وحسيت انه حتة ولما حكيت لأمي اني متعلقة اوي به قالتلي لأنه حنين بس هو كمان كان عنده نفس الشعور
سبحان الله فعلا دمنا حن لبعضه
فعلا ادعيلي يا سارة أقدر اعوضه اللي فات واحققله حلمه بعزوة من صلبه
يارب يعوضكم اللي راح حبيبتي
عصفت عيناها بحزن كلام الدكتور بيقول انه هيبقي صعب
بس ربنا لا يصعب عليه شيء
أومأت لها ونعم بالله يا
سارة
طب هو فين أخويا
عمي أمين اخده عنده في الأوضة بتاعته فوق خلينا نستناهم أكيد عمي لسه مش مصدق انه رجعله وعايز يشبع منه ولعلمك ممكن بابا يصمم تعيشوا معاه في الفيلا خصوصا لما اتجوز أنا و البيت هيفضى
أقرت برأيها زي ما جسار يقرر ولو اني حبيت بيتي اوي
عادي يا شمس بيتك هيفضل موجود برضو وتبقي بين هنا وهناك
تنهدت الأخيرة ربنا ييسر الخير يا سارة خلي كل حاجة لوقتها
وافقتها الأخرى وقلبها لا يزال يحتفل بظهور شقيق لها
كم كانت تحبه دون أن تعلم
يتبع
الفصل السابع عشر
طغيان الشوق اكتسح روحه وهو يتتبع أبيه حيث غرفته سيل المفاجأت والخبايا لا يزال يهطل من