الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 53 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

رضوان الصعداء وهواجسه المخيفة ټموت في مهدها بينما أمين كادت قدماه تتهاوي به ليسنده بفزع امسك نفسك يا اخويا!
طلع ابني يا رضوان كنت حاسس انه ابني ابن ريحانة نجى ورجعلي بعد سنين طويلة جسار ابني 
system codeadautoadsصار أمين يهذي وشقيقه يبكي فرحا
لنجاة ابن أخيه ليستطرد الأول بلهفة عايز اشوفه لازم يعرف اني ابوه ويترمي في حضڼي أنا نفسي احضنه واشم فيه روح ريحانة الله يرحمها 
طب اهدي وخلينا نفكر في طريقة مناسبة نعرفه بيها ماتنساش الولد غرقان في حزنه عشان بنتي 
لأ مش هصبر هروح اخده في حضڼي وبعدها يجي وقت الكلام 
اسمحولي انا اتصرف واجيبلكم جسار في مكان مناسب للقاء زي ده لأن ماينفعش حد غريب يحضره 
وذهب الجد ليستدعي جسار ويمهد له الحقيقة وليهون عليه الله ألم الفراق 
الفصل السادس عشر
القلوب لا تنتظر صك هوية لتعبر المسافات لمن تحب 
سلطانها نافذ أينما حلت لها عيون ترى وذراع يحتوي 
لا تخطئ طريقها مهما تراكمت أسباب الضلال 
انقلب عالمه رأسا على عقب صرخات قلبه العجوز تشبه صړخة صغيره حين تلقفه بين يديه قطعة لحم حمراء لا حول له ولا قوة تمزق وشاح الحقيقة عن وجهه وتجلت خبايا ماضيه هو ذاته من سيخط بدموعه كلمة النهاية من نبع مقلتيه الذابلة سيخبر جسار أنه لم يعد مجهول الهوية جذوره اضحت شجرة عريقة النسب تثير الفخر لم يعد مصدر أمانه و فخره الوحيد قريبا جدا سيصبح ذكرى بعالم صغيره سينتمي لغيره فقد كل الحق به ويا ۏجع روحه على هكذا فقد سيدعوه للحضور وليكن الله في عونه حين تحين ساعة الفراق 
system codeadautoads 
لا يعرف لما أصر جده أن يقابلته في الفيلا وعلى مضض ترك زوجته لرعاية والدتها وسارة متوجها إليه 
عمي رضوان و أمين بيه هنا
اطلق جسار دهشته من رؤيتهما فور دخوله وغمغم أنا مش فاهم حاجة ياجماعة احنا ليه متجمعين هنا بالذات فهمني في ايه ياجدي! 
تقدم نحوه الأخير وهو يحدجه بنظرة غريبة لا تخلو من الحزن العميق انا استدعيتك عشان هنا بدأت الحكاية وهنا مكتوب تنتهي يا ابني ضياعك وحزنك ووحدتك خلاص آن الأوان ينتهوا جذورك اللي كنت بتدور عليها اتشال عنها الغبار ورعرت فوق الأرض تاني و هتديك حياة جديدة وبداية تعوضك اللي فات 
كلمات جده الغامضة أشعلت فضوله وحيرته أكثر دارت عيناه بين الجميع ليجد من أعينهم دموع صامتة تنهمر دون سبب 
مش كان نفسك تلاقي أهلك و تعرف مين والدك يا جسار
أهله!
والده!
عقله يدور بفلك خواطره الخاطفة 
بركانه الخامد اشټعل من جديد 
أين عائلته!
من أبيه 
له أشقاء أعمام واولاد عمومة 
عشرات الأسئلة تدوي برأسه دون رحمة
لينتفض بغتة لخاطر فرض منطقيته بقوة 
أيعقل أن من النقطه عقله صحيح!
آن الأوان تعرف مين هما أهلك يا ابني 
هنا انتبهت كل حواسه مع حديث جده بدأ عقله يعمل بسرعة غير عادية ويحل الخيوط من عقدها وكلمات بعينها تعود وتدوي بخاطره!
في تطابق كبير في الجينات ما بينكم 
التطابق ده مايحصلش غير لسببين
أولهم وأقواهم إنكم تكونوا أقارب 
بصوت الطبيب انسابت في دهاليز عقله 
تنقلت حدقتاه بين أمين ورضوان وجده يغمغم 
أنا عملت ليكم انتم التلاتة تحليل Dna والنتيجة أكدت مين أبوك وممكن ببساطة اقولك حالا النتيجة رجحت كفة مين فيهم وأثبت نسبك بس انا عايزك أنت اللي تحدد بإحساسك اللي عمره ماخذلك مين فيهم أبوك ومين عمك خلي قلبك يدلك علي اللي جيت من صلبه يا جسار 
حملق بجده في ذهول شديد كأنه يتلمس منه يقينا
يثبت أنه لا يحلم وأنه بالفعل يقف أمام أبيه في حيز محيطه ولا يفصلهما شيء بإيماءة ونظرة حانية كنانه جده أنه يحيا واقعا لا يقبل الكذب شعور ضخ بروح جسار قوة وتقدم نحوهما ودموعه تنهمر دون إرادة وجسده يرتعد من فرط ما هو مقدم عليه جال بينهما مليا ودون شعور دنى من أمين وامتدت يده المرتجفة يتحسس وجه أبيه كما دله قلبه ليتلقفه أمين الباكي بعناق جارف اختلط بنحيبه الذي تصاعد وهو يطلق أه ۏجع لحرمانه من ابنه الأول كل هذه السنوات لم يكن يعلم أنه
حيا يرزق ظن النيران التهمته بأحشاء والدته لو علم بنجاته لما هدأ حتي وجده وأعاده لأحضانه 
كفاية كده يا أمين سيبني اخد ابن اخويا في حضڼي شوية 
قالها رضوان وهو ينتزع جسار من صدر أبيه ويتلقفه بصدره رابتا علي ظهره وهو
يهتف من يوم ما شوفتك في عيد ميلاد سارة حسيت اني حاجة شدتني ليك بس كدبتها ومع الوقت نسيت أتاري الډم حن لبعضه وقلبي عرفك يا حبيب عمك 
العبرات كانت خير عنوان لما بحياه جسار يبكي ولا يصدق انه يتعانق الآن هو وأبيه وعمه عادت له هويته الضائعة ولم يعد شخص مجهول مبتور الجذور ها هم أهله وعزوته حمزة ريان سارة وحبيبته وزوجته شمس ابنة عمه الغالية قطعة من روحه وقطرة من دمه 
شمس 
همسهل جسار بلوعة وهو يبتعد عن عمه مواصلا بلهفة شمس يا عمي شمس لازم
52  53  54 

انت في الصفحة 53 من 69 صفحات