الجمعة 22 نوفمبر 2024

ندوب الهوي بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 5 من 128 صفحات

موقع أيام نيوز

بحجابه وضعت سجادة الصلاة على الأرضية لتصلي نوافل متقربه بها من الله..
أنهت صلاتها وجلست القرفصاء على سجادة الصلاة تختم مسبحة على يدها عدة مرات متتالية..
رفعت وجهها إلى الأعلى وأمامه يديها متحدثة وعينيها تريد أن تأتي بما في داخلها
يارب يارب أنت اللي عالم بحالي وغني عن سؤالي يارب ريح قلبي أن كان حبه هيفضل يعذبني... يارب انزع حبه من قلبي أن كنت هبقى من نصيب غيره..
خرجت دموعها بعد تلك الكلمات التي تحدثت بها عن كونها ستكون لغيره من الرجال هتفت وهي تنتحب پبكاء شديد قائلة
يارب مش عايزة غيره جاد الله رشوان أبو الدهب يارب اكتبني من نصيبه واكتبه من نصيبي... أنا شيفاه من فترة مهتم بيا وشاغله تفكيره وعلى طول حاسه إنه مركز معايا يارب لو اللي في بالي صحيح اديني إشارة عرفني بيها أنه بيحبني..
أزالت دمعاتها بكف يدها وعادت مرة أخرى تدعي قائلة بابتسامة زينت شفتيها ومازالت الدموع تخرج من مقلتيها
يارب أنت الغفور الرحيم وأنا عارفه أنك مش هتوجع قلبي وعارفه أن كل شيء ب أوان بقالي سنتين بحبه وأنا ساكته وبصاله من بعيد يارب يحس بوجودي ويريدني ليه زوجة صالحة..
كلامي مش مترتب ولا عارفة أقول ايه بس كل اللي عايزاه إني أكون من نصيبه
ويكون نصيبي الحلو في الدنيا دي جاد الله أبو الدهب.
اليوم التالي
بقالة
فترة متغير يا رحمة أنت مش فهماني... مش ده جاد اللي أعرفه يعني لما كان بيشوفني كان آخره يسألني اخباري ولو محتاجة حاجه.. دلوقتي بيكلمني بجد.. ومهتم بيا فعلا تفتكري أنا بتخيل ولا هو ممكن بيفكر فيا.
أنهت كلماتها المقتضبة هذه بسؤال تريد إجابة واضحة عليه لتعلم ما القادم بينها وبينه وما الذي ستفعله
نظرت رحمة صديقتها من نافذة الغرفة وقد وجدت أن جاد حقا ينظر إليها من الحين إلى الآخر هي تعلم أنه رجل متعلم ومهذب لن يفعل شيء في الخفاء وبالأخص لو كان بينه وبين فتاة وإن شعر أنه يريدها سيتقدم لخطبتها في الحال..
عادت بنظرها إلى هدير أردفت بجدية وهدوء قائلة
جاد الله معروف في الحارة كلها يا هدير دا راجل دوغري وأنا من رأي أنه لو حس بحاجه من ناحيتك هيجي يتقدملك طوالي لأنه مش بتاع شمال
أنها تعلم هذا الحديث جيدا ولا تريد أن يكرره أحد فليس هناك أحد يعلمه أكثر منها ولكن مع ذلك استنكرت حديثها ولم تصل إليها الفكرة التي تريدها
يعني ايه
ابتسمت رحمة ابتسامة بشوشة هادئة وتحدث قائلة بعد أن وضعت يدها على فخذ صديقتها تحاول أن تطمئن قلبها وتنصحها بالخير
يعني نستنى يا هدير استني شوية كده ونشوف مايته ايه عايزك بجد ولا مجرد أنه بيكلمك زي أي حد بس اوعي تقوليله حاجه ولا تتقربي منه
اتسعت عينيها بذهول ودهشة مستغربة من حديث صديقتها وهي تعلم من هي جيدا أردفت بجدية وحزم تنفي حديثها
لأ طبعا أنا عارفه حدودي كويس وعارفه ربنا وبحاول على قد ما أقدر ما اغضبش ربنا مني بسبب حبي وتفكيري فيه أنا بطلبه بالحلال ولو غير كده يبقى لأ وألف لأ
ابتسمت رحمة مرة أخرى باتساع وهي تنظر لها فخورة بتفكير صديقتها ومع حبها له المخفي داخلها إلا أنها تحاول إلا تغضب الله بتفكيرها به وتحاول التقرب منه بأي طريقة كانت لتنال رضاه عليها..
وقفت رحمة على قدميها بعد أن أخذت حقيبتها من على الأريكة جوارها لتقف هدير معها فهتفت قائلة
يلا بقى أشوفك بكرة أنا لازم أمشي علشان متأخرش على الشغل
ماشي يا حبيبتي تعالي اوصلك
خرجت هدير وخلفها رحمة التي عندما ولجت إلى خارج الغرفة رأت جمال شقيق هدير يدلف إلى المنزل رفع نظرة إلى وجهها الأبيض المستدير عينيها السوداء وشفتيها الوردية حجابها الأسود الذي يجعلها تبدو جميلة لم يحرك عينيه من عليها متقدما منهم..
نظرت هي سريعا إلى الأرضية عندما وجدته أطال النظر بوجهها متناسيا غض البصر كما أمره الله وسريعا ودعت صديقتها وخرجت من المنزل تاركه إياه بنظر في أثرها بهيام..
تقدمت منه شقيقته بعد أغلقت الباب خلفها نظرت إليه بهدوء وقد كانت تود أن تراه من أفضل الناس ولكنه أختار طريق عليه ڠضب الله وبعض من الصالحين في هذه الحياة تحدثت بجدية قائلة وهي تضع يدها على كتفه
لو عايزها بجد اتغير علشانها حبك لوحده مش كفاية اتغير وساعد نفسك قبل أي حد وروحلها وهي مش هتمانع.. الواحدة الأصيلة مش عايزة في الراجل غير قلب يكون بيحبها وأمان تحس بيه وسند ترمي حمولها عليه
نظر إليها نظرة لم تفهم ما هي لم تفهم إن كانت حزن لحاله أو فرح بكلماتها لم تفهم إلى الآن ماذا يريد شقيقها من هذه الحياة
خرجت من المنزل منذ نصف ساعة تسير في السوق بين بائع خضار وبائع فاكهة لتأتي بما يلزم البيت هذا الأسبوع مرتدية عباءة سوداء اللون أنيقة وعصرية بها نقوش ذهبية على مقدمة صدرها ومعصم يدها فضفاضة قليلا مرتدية حجاب ذهبي اللون ولم تضع على وجهها أي من مستحضرات التجميل فقد كانت جميلة دوما من دونها..
سارت أمام محل مسعد الشباط الخاص بالهواتف المحمولة والحاسوب وغير ذلك من الالكترونيات ومن سوء حظها أنه كان يجلس خارج المحل ليمتع نظره بمن تمر من هنا وهناك كان رجل لا يعرف طريق الله لا يغض بصره عن امرأة بل لو كانت محتشمة يعريها هو..
وقف سريعا عندما وجدها آتية من أمامه ليذهب خلفها وهي تسير قائلا بنبرة لعوب لم تتحملها يوما ونظرته نحوها مفهوم ماهي
برنسس الحارة في
منطقتنا... دا يا ألف أهلا وسهلا هاتي عنك اوصلك
أقترب من يدها حاملة الاكياس ليأخذها منها ولكنها لم تجعله يلمسها وقفت أمامه وصاحت قائلة بجفاء واشمئزاز واضح
مشكرين لافضالك شيلاك للكبيرة
أتجه ليقف أمامه مباشرة لينظر إليها من الأسفل إلى الأعلى متحدثا بنبرة خبيثة مقززة فهمتها على الفور
آه لو ننول الرضا وناخد الكبيرة اللي في دماغي.. هناكل الشهد سوا يا برنسس
أنهى كلماته ناظرا إلى شفتيها بهيام وقد شعرت ب اشمئزاز وكأنها تريد التقيؤ وهي تراه ينظر إليها هكذا ولكنها أجابته تصيح بحدة وعصبية وتود لو تجعله يقف عند حده
لأ يا مسعد أقف عوج واتكلم عدل مش أنا اللي يتبصلها كده ولا تقدر تفكر فيا بدماغك الژبالة دي
ينتظر موافقتها منذ الكثير وهي لا تريد ماذا تعتقد
نفسها هذه ابتسم بداخله مجيبا على نفسه بأنها أجمل فتاة في الحارة ويالا حظه لو تزوجها ضيق ما بين حاجبيه بحنق قائلا بحدة
دماغي الژبالة طلباكي بالحلال وأنت اللي مستكبرة علينا وباصه لفوق أوي يا بنت الهابط واللي أنت بصاله مش معبرك
ابتلعت ما وقف بحلقها أثر كلماته هل يعلم عن ماذا يتحدث.. أم أنه يلقي حديث هكذا فقط ليضايقها.. تساءلت بضيق وعينيها تتحرك عليه
تقصد ايه يا مسعد
ابتسم بسخرية ناظرا إليها بمكر متحدثا بنبرة خاڤتة
ولا أقصد ولا ماقصدش اللي عايزك تعرفيه أنك مش هتلاقي واحد عايزك زيي في الحارة ولا شاريكي زيي يا بنت الهابط وخليكي عارفه إن الشباط بينول اللي هو عايزه مهما كان.. والدور عليكي
ابتسمت إليه هي

انت في الصفحة 5 من 128 صفحات