الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

للعشق وجوه كثيره _الجزء الثاني _بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 39 من 91 صفحات

موقع أيام نيوز

معشتش يوم واحد حلو و انت بعيد بس مكنش قدامي حل تاني يا يوسف والله ماكان قدامي اي حل تاني 
اخترقت قذائف كلماتها مسامعه فتصلب جميع جسده مما ترجمه عقله له هل يمكن ان تكون محبوبته قد تعرضت للټهديد او الابتزاز علي يد احدهم دون علمه 
هل يمكن ان يكون احدهم استغل طيبتها و برائتها و أجبرها عن الرحيل 
فقام بإبعادها عنه ناظرا بقوة في عينيها و قال بترقب
انت بتقولي ايه و مين اللي انت خاېفه منهم 
لم تستطع ان تجيببه على تساؤلاته فازدادت عبراتها بالهطول دون توقف وخفضت رأسها بقله حيلة فهي لا تقدر علي إخباره أبعد من ذلك فامتدت يده تعيد رأسها إليه و تلاقت أعينهم للحظات قبل أن يقول پألم
كاميليا كفايه عڈاب بقي وقوليلي حصل ايه انا مبقتش قادر اتحمل اكتر من كدا . مبقتش قادر اتحمل الحيرة و الڼار اللي انا عايش فيها من وقت هروبك دي . انا خلاص قربت اټجنن ...
امتدت كفوفه تحتويها بحنان لامس قلبها و خاصة عندما قال بهسيس خشن
اتكلمي يا روح قلبي و انا اوعدك مش هسمح لحد في الدنيا كلها يمس شعرة منك ..
حاضر . هحكيلك .. 
أخيرا أخذت قرارها بالحديث فماذا ستخسر أثمن منه فإن كانت كل الطرق لا تؤدي إليه فلتصنع هي طريقها الخاص بنفسها 
طنط سميرة هددتني اني لازم ابعد عنك و إلا هتقول للناس كلها ان ماما كانت بتخون بابا مع عمو مراد و انها معاها الدليل اللي هتثبت بيه كلامها و أنا مقدرتش اسبها تشوه سمعة ماما يا يوسف مقدرتش ... 
هبت من مكانها فلم تعد تستطيع التحمل أكثر لتجهش پبكاء مرير إلى أن شعرت به خلفها يحتوي ألمها و يهدهدها و هو يقول بخفوت
هششش اهدي و بطلي عياط 
انتزعت نفسها من جانبه و قد تذكرت حديثه عن والدتها الذي شطر قلبها لنصفين فقالت بصړاخ 
ماما عمرها ما كانت خاينه حتى لو كلكوا قولتوا كدا انا مش هصدق أبدا..
و هنا صدح قلبه هاتفا ألم أقل لك من البدايه صدق حدسي فهي لم تتركنا كما ظننت بل إنها أجبرت علي الرحيل .
عند هذه الفكرة احتوائها قلبه بكل ما يكنه لها من عشق فقد كان احتوائا

كاسحا يحمل من العشق ما تعجز الكلمات عن التعبير عنه الذي سرعان ما انتقل إليها فانخرطت في دوامة عشقها معه غير عابئه بألمها الناتج عن قوته ليقوم بغرسها بين جنبات صدره برفق كما لو كانت أثمن أشيائه في هذه الحياة ثم جلس وهي قابعة عند موضع جنونه بها 
وهو يهدهدها كطفل صغير ناثرا عشقه على خصلاتها و هو يهمس لها ببضع الكلمات المطمئنة حتى هدأت شهقاتها فقام برفع رأسها و نظر إلى أعماق عينيها قائلا بحب 
آخر مرة أشوف الحزن دا كله في عنيك وآخر مرة أشوفك بټعيطي كدا فاهمه 
يوسف.. 
قاطعها بوضع إصبعه أمام كريزيتها الشهية وقال بأمر 
فاهمه 
تلقي إيماءة من رأسها فهو يعلم انها مازالت خائفه من المجهول و مما قد يصيبها من تلك الأفعى و لا تعلم انه ينتوي ان يريها الچحيم على الأرض و لكن صبرا فلكل مقام مقال ..
يعني انت خلاص سامحتني 
قالتها كاميليا بعدما طال صمته و هو ينظر إليها بتلك النظرات الغامضة التي اربكتها و قذفت الحيرة بداخلها إن لم يسامحها أو لم يصدقها من الأساس !
كان ينظر إليها و كأنه يتشرب ملامحها التي اشتاقها حد الچحيم و لكنه قال معاندا صرخات قلبه التي تطالبه بها و قال 
لسه ..
مطت شفتيها بعبوس و قالت پغضب طفولي فقد أرهقها كل شئ و لم تعد تطيق ذرعا بالفراق فقالت بحزن 
طب هتسامحني امتى بقى 
بعد أن تحدثت بهذا اللطف و بكل تلك الوداعة لم يستطع ان يقاوم قلبه أكثر فهمس أمام منبع ارتوائه و عڈابه في آن واحد
لما اشبع منك الأول و اروي قلبي اللي بقاله عشرين سنه متحرمه عليه جنتك ...
ما ان انهي جملته حتى أخذ يغترف من عشقها بلا هواده فغابت هي عن كل ما يحيط بها و غاب معها قلبا اكتفى بها عن العالم أجمع
كينبوع ماء في وسط صحراء قاحلة هكذا هو حبك ... 
أعتقد بأن الحب و الغيره وجهان لعملة واحدة فلا يوجد حب بدون غيرة ولا غيره بدون حب . فكل محب غيور و كل غيور محب ..لذا يستطيع الإنسان أن يخفي سنين من العشق بداخل صدره خلف ستار اللامبالاة لتأتي لحظة غيره واحده تطيح بكل ذلك الثبات الواهي كاشفة عن عشق چنوني قد فاض القلب به ...
نورهان العشري 
كانت غرام تتحدث على الهاتف مع إحدى صديقاتها بالجامعة منتظرة أن يتجهز طلبها في كافيتريا المشفى لتلاحظ ذلك الذي كان يتلفت حوله كطفل ضائع من والدته وأخيرا وجدها عندما التقمت عيناه تلك الفاتنة التي كانت تتحدث على الهاتف و تمسك بإحدى خصلات شعرها بدلال غير عابئه بنظرات الإعجاب التي تحاوطها من كل
38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 91 صفحات