للعشق وجوه كثيره _الجزء الثاني _بقلم نورهان العشري
كان يضحك و لكن قلبه لم يكن يرى سواها فتلونت عيناه بلهيب الغيره ...
أهلا يوسف بيه .. اتفضل عشان اشتكي لك من كاميليا هانم ..
كان هذا صوت رامي الذي الټفت ليجد يوسف يقف علي باب الغرفه و لكنه لم يلحظ ظلام عينيه فقد كانت تلك الجنيه الغاضبة تسرق كل تفكيره
اقترب يوسف من كاميليا المړتعبة من نظراته المظلمة و خطواته التي كانت ترسو على قلبها و تجلى رعبها منه في ارتعاشة يدها التي طغت علها بشدة حتى كادت تكسر عظامها وهو يجلس بجانبها علي السرير ثم يحاوطها و كأنه يعلن ملكيته لها و هو يرمقها بنظرات متوعدة و من ثم الټفت إلى رامي قائلا بلهجة خطړة فهمتها فاطمه على الفور
لحد دلوقتي مفطرتش و طبيعي مخدتش دواها و ضغطها وطي ينفع
الټفت يوسف وقد شعر بالحزن علي حالها و لكنه لم يظهر شئ مما يدور بداخله و ظلت نظراته لها جامده لكن رقت نبرت صوته قليلا ليقول وهو يضغط على راحتها
مفطرتيش ليه لحد دلوقتي
لم تستطع ان تخرج الكلمات من بين شفاهها فهي تعلم انه غاضب منها بشدة فارتفع صوت انفاسها و ألقت نظرة استجداء على خالتها التي كانت تعرف بأن غضبه لن يلين سوي معها فوجهت نظرها لرامي قائله
قالت الأخيره و هي توجه ليوسف نظرة ذات معنى فحواها كن حنونا معها
لتتلقي إيماءة بسيطة منه دلالة على تفهمه ما تقصده لتردف بعدها
يالا يا بنات نستني بره علي ما كاميليا تفطر و تاخد دواها
ثم همت بالخروج تلاها كارما و غرام و رامي الذي نظر ليوسف و قال
زادت إرتجافة جسدها ما ان سمعت الباب يغلق فهذا يعني انهم جميعهم تخلوا عنها و تركوها وحدها في مواجهة غضبه الچحيمي فشعر بارتجافة جسدها الذي كان بالقرب منه فتصاعدت أبخرة الڠضب بداخله على خۏفها الغير مبرر منه وأخذ يلعن قلبه الذي لم يستطع الابتعاد عنها لعدة ساعات فعاد به متحججا بأنه يريد فاطمه لأمر هام ...
مرت عدة دقائق غلفها الصمت حتى سمع طرق على الباب ودخلت الممرضه ليأمرها بترك الطعام و الدواء على الطاولة قرب سريرها و أثناء ذلك ألقى نظرة خاطفه عليها ليجدها تعتصر كفيها بشده و تضغط علي شفتيها السفلية حتي كادت أن تدميها ليقول بلهجة مريرة
ما أن اغلقت الممرضه الباب خلفها
كل دا خوف مني و لا متضايقه انك شوفتيني
آلمتها تلك النبرة في صوته وتلك الارتجافة بجانب فمه التي تحكي مقدار الألم الذي يعانيه لتقول بصوت رقيق ممتلئ بالحزن
ليه بتقول كدا
ضحكتك الي كانت منورة وشك و مسمعه المستشفي كلها و اللي اتحولت ميه و تمانين درجه لما انا دخلت ..
يوسف ...
شعر باقترابها منه لينتفض قلبه بداخله إشتياقا لها ويزداد جحيمه لعجزه عن الالتفات إليها و غرسها بجانب قلبه فهو يشتاق لكل إنش بها و لكن تبقى كلماتها وأفعالها حاجزا بينهم ليطبق فمه مانعا تدفق الكلمات من بين شفاهه لتفاجئه بتلك الكلمة التي فجرت براكين غضبه
أنا آسفة ..
و كأن تلك الكلمه كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ليلتفت إليها پغضب چحيمي قائلا بصوت غاضب
أسفه !
و لكن إلتفاته بهذا الجنون كادت ان توقعها أرضا فشعرت بنفسها تترنح و كادت ان ترتطم بأرض الغرفه لولا أنه حال دون ذلك لترتفع رأسها تنظر إلى عينين تعشقهم حتى النخاع لترى بهم ذلك العڈاب الذي كانت هي المتسببة به فتمتد يداها تحتويه بكل ما تملك من قوة و تتسابق عبراتها بالهطول و ينتفض جسدها وهي تقول
انا بحبك اوي يا يوسف و مقدرش اعيش من غيرك . انت مشيت الصبح من غير ما تفهم معنى كلامي ايه انا سبب تعبي و حزني في الدنيا دي هو خۏفي من اني اخسرك . انا هربت عشان مخسركش . انت اغلى حاجه عندي في الدنيا أرجوك متسبنيش ھموت من غيرك
لا اعرف اي لعڼة أصابتني عندما عشقتك فأنا في اللحظة التي تمتد فيها يدي لنزعك من قلبي أجدها تجبرك بالبقاء و ترغمني على تقبل وجودك كما لو كان قلبي خلق بك و من أجلك .
نورهان العشري
كان رامي يتجول في طرقات المشفي و ابتسامه حالمه بلهاء ترتسم علي وجهه