شبح حياتي بقلم نورهان محسن
عدم تصديق عندما سمعت صوته مرة أخرى فالتفتت بجسدها ببطء ورأته يقف خلفها مباشرة.
استدارت يمينا ويسارا محاولة أن تجد المكان الذي كان قادرا على الدخول منه لكنها لم تجد أي مدخل أو مخرج سوى الباب خلفها.
ومضت عيناها بغرابة وبدون لحظة من التردد قذفت الكأس في وجهه بقوة واستدارت لتفتح الباب وهرولت بأسرع ما يمكن إلى باب الشقة ثم فتحته بأصابع ترتجف من خۏفها الشديد وفور خروجها بدأت بالصړاخ طلبا للمساعدة من سكان المبنى حد يلحقني .. الحقوووني .. الحقوووني ياااا ناس!!
كان يصعد بخطوات هادئة وهو يتنهد متذمرا على درج المبنى بسبب تعطل المصعد لكنه رفع رأسه متفاجئا عندما سمع صوت امرأة تستنجد بصړاخ فأسرع خطواته علي السلم بإندفاع.
وجد امرأة شابة في ملابس المنزل متسخة تخرج من شقة بدر وتجري نحوه مذعورة.
سألها مندهشا من رعبها الرهيب ايه .. پتصرخي كدا ليه .. في ايه!!
عقد حاجبيه ونظر إليها محاولا فهم شيء لكنه لم يستطع.
قال محاولا تهدئتها بعد النظر إلى وجهها الشاحب مما قد يتسبب في إصابتها بنوبة قلبية ممكن تهدي .. خدي نفسك بعدها اكلمي عشان افهم!!
ابتلعت لعابها بصعوبة بسبب حلقها الجاف ووجهت يدها إلى باب المنزل تهمس بصوت مبحوح وعيناها تحدقان للأمام پذعر في .. حد .. جوا!!
تحدثت حياة باندفاع وهي تنظر إلى عينيه الخضراوتين حرامي .. في حرامي جوا الشقة
قالتها تزامنا مع صعود حارس المبنى وعائلته وبعض السكان الآخرين ثم اندفع الجميع إلى الداخل.
بعد مرور عدة دقائق
كانت حياة جالسة على الكنبة بصمت ولكن حالما سمعت ما قاله حمزة هزت رأسها غير مقتنعة وصاحت بإصرار وكل ارتجف من الخۏف لا يا عم حمزة .. والله انا شوفته قدامي واقف زي ما انت واقف في نفس المكان حتي
تطلعت به حياة وهو يقف عند النافذة ثم أخذت نفسا عميقا محاولة السيطرة على أعصابها فما قاله كان صحيحا لكنها همست في حيرة وهي تخفض رأسها مش عارفة .. مش عارفة .. بس انا شوفته بعيني صدقوني!!
تنهدت حياة مستسلمة فهي ليست في حالة جيدة تسمح لها بالمجادلة أكثر من ذلك يمكن!!
ظهر رجل في منتصف الثلاثينيات من عمره يدعي كرم هو الابن الأكبر لحمزة الذي كان يبحث في الغرف لعله يجد شيء لكنه قال بثقة صعب حد يدخل العمارة يا انسة حياة من غير ما نحس بيه .. العمارة ليها باب واحد بس واكيد مش استاذ بدر اللي كان هنا عشان عربيته مش واقفة تحت
خرجت ابنة كرم البالغة من العمر 11 عاما وتقول بفخر طفولي لطيف لانها قد اديت مهمتها بنجاح خلاص يا ابلة حياة انا نظفت الارض و المطبخ
ضمت فمها في حرج ثم قالت بابتسامة صغيرة تسلمي حبيبتي .. انا اسفة اوي علي اللي حصل تعبتكو معايا و قلقتكو علي الفاضي
تحدث حمزة بصوت عطوف طمئن قلبها قليلا ماتقوليش كدا يا بنتي نامي و ارتاحي .. كرم اطمن علي كل الشبابيك مقفولة وانتي اقفلي باب الشقة كويس عليكي من جوا
حياة بتمتمة تمام
خرجت زوجة حمزة من المطبخ وقالت بابتسامة حنونة اتفضلي يا بنتي عملتلك ليمون يروقلك اعصابك ويهديكي
نظرت حياة إليها بصمت ووجه باهت وهي تأخذ الكأس منها بكلتا يديها و لسان حالها يقول بسخرية مضحكة يروق اعصابي ايام ما كان عندي اعصاب .. ما طفشت خلاص .. كل اعصابي قطعت تذكرة للمالديف تروق نفسها بنفسها بقي
لكنها بدأت في استعادة زمام أمور نفسها ووجدت أنه لا داعي للمبالغة أكثر في هذا الأمر ربما كانت متوهمة كما قالوا وبغض النظر عما قالته فيبدو أنهم لن يصدقوا ذلك بأي حال من الأحوال.
كانت آخر من خرج من باب المنزل والدة كرم تقول بابتسامة تصبحي علي خير يا بنتي
ردت حياة بابتسامة قبل أن تغلق الباب جيدا من الداخل و انتو من اهله
في غرفة نوم بدر في وقت متأخر من الليل
كانت حياة منغمسة في النوم بينما كانت مستلقية بشكل فوضوي على بطنها على السرير ثم شعرت بشيء