شبح حياتي بقلم نورهان محسن
هاتي عنك الشنط انا هطلعهالك عشان الاسانسير بايظ بقاله مدة
تبعته حياة ثم بدأوا في صعود الدرج الرخامي ثم هتفت بسؤال مازحة الله يكرمك يا راجل يا طيب .. حرام الشقا دا ماصلحتهوش ليه يعني هطلع خمس ادوار علي رجلي كل يوم!!
أجاب حمزة علي سؤالها بصدق بينما مازال يصعد السلالم و هي تلاحق خطواته بأنفاس لاهثة اصل الاستاذ بدر غايب بقاله كام يوم .. وباقي السكان بيطلعو مصاريف التصليح بالعافية وانا كبرت حيلي مابقاش يستحمل المعافرة معهم .. قولت اسيب الامور علي حالها لحد لما يرجع بالسلامة
لم تكن تعرف سبب ضربات قلبها السريعة التي طرقت صدرها بشدة.
رغم أنها لا تتذكر ملامحه مطلقا لكنها شكرت ربها على تأجيل لقائها به فهي لا تريد أن تراه على الأقل الآن لأن ما تعانيه يكفيها.
قالت حياة وهي تتنفس بسرعة إذ أخرجت مفتاحا من حقيبة يدها بعد أن وقفت معه أمام باب الشقة ربنا يرجعه بالسلامة يا عم حمزة .. اتفضل المفتاح اهو يارب بس يفتح معاك زمان قفل الباب صدي
أخذ حمزة المفتاح منها بتردد وشعر بضيق بسيط ظهر في صوته عندما قال بصي يا ست حياة الحقيقة في حاجة عايز اقولهالك!
تحدث الحارس ببعض التوتر وهو يخفض عينيه إلى يده وهو يعبث بالمفتاح بين أطراف أصابعه بينما عقله يعمل سريعا محاولا التفكير في طريقة لحل هذا المأزق انتي عارفة انكو غيبتو سنين كتير و البيت اكيد مش مناسب عشان تقعدي فيه
تردد صدى ضحكات حياة في المكان بارتياح ثم قالت بمرح خضيتني يا عم حمزة .. انا عارفة ان البيت اكيد مليان تراب ومبهدل شوية بس انا عاملة حسابي جبت فارشة نظيفة انام عليها مؤقتا وحبه حبه هبقي اوضب البيت
أضافت حياة بلا مبالاة أثناء ما كانت تضع المفتاح في باب المنزل حتي تفتحه ماتقلقش يا عم حمزة قولتلك خلاص...
تلاشى صوتها فجأة و فرت الحروف من لسانها هاربة بسبب الصدمة التي تلقتها بمجرد ضغطها على زر الضوء الصغير الموجود بجوار الباب من الداخل.
أردفت حياة بشك مضحك وكأن عقلها ېكذب ما تراه عيناها التي اتسعت أثر صډمتها القوية عم حمزة متأكد اننا في الدور الصح و لا انت دخلتني شقة غلط!!
هزت حياة رأسها في حالة إنكار بينما لم يستطع عقلها استيعاب الفوضى العارمة الموجودة أمامها قائلة بعدم تصديق عندما قفزت تلك الفكرة إلى عقلها بس دي مش شقة يا عم حمزة دا مخزن .. ايه اللي جاب الحاجات دي كلها هنا و فين عفش البيت!!
حاول حمزة تهدئتها قائلا بتلعثم احم .. استهدي بالله كدا بس يا ست حياة .. وانا هفهمك
نظرت إليه حياة بعيون جاحظة كادت أن تخرج من محجرها وقد تمكن الڠضب منها تماما قائلة باتهام تفهمني ايه!! انت قالب شقة بابا مخزن للعمارة في غيابنا
أومأ حمزة برأسه و لوح بكلتا يديه في نفي سريع قائلا بإندفاع ابدا وحياة عيالي ماحصل .. مش انا اللي عملت كدا
حدقت به حياة بنظرة حادة وهي تسأله بإمتعاض اومال مين!!
ابتلع حمزة لعابه بصعوبة قبل أن ينطق بتردد استاذ بدر
رفعت حياة حاجبيها بتعجب واضحا في ملامحها وتمتمت پصدمة نعم!!
سارع حمزة في شرح الأمر لها قائلا بتبرير جعلها تستشيط ڠضبا أكثر من الأول الحكاية انه لما غير عفش بيت والده الله يرحمه وجاب عفش جديد عشان الست مراته اصرت علي كدا .. ماهانش عليه يفرط في حاجة اهله .. حطهم هنا بشكل مؤقت عشان يعني الشقة قصاد الشقة وانتو كدا كدا مش موجودين
هتفت حياة مستنكرة ما تسمعه واحمر خديها من الڠضب دي قلة ذوق منه هو عشان صاحب العمارة خلاص يتصرف علي راحته لدرجادي .. احنا لسه أصحاب الشقة .. وبعدين دا مافيش مكان اقف فيه حتي .. كل حاجة فوق بعضها .. ايه هبات علي السلم!!
هز حمزة رأسه رافضا ووصل عقله إلى فكرة عادلة قد تحل الأمر مؤقتا العفو يا بنتي ماتقوليش كدا .. انا عندي حل تمشي بيه الكام يوم الجايين لحد مايرجع بدر بيه
لمعت عيناها بأمل سرعان ما إختفي وقالت بإستفسار مشيرة إليه بإصبعها السبابة في تحذير وتصميم قويين ايه هو يا عم حمزة ! اوعي تقولي اروح