الأربعاء 27 نوفمبر 2024

شبح حياتي بقلم نورهان محسن

انت في الصفحة 11 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز


الفصل الثالث
نورهان
الفصل الرابع شبح حياتي
عالقا بك كأنما لا حيلة لدي سواك و أرى بك طمأنينة كما لو أنك المكان المناسب لروحي التائهة.
إنفرجت شفتيها قليلا عن بعضها البعض لتسمح للهواء بدخول رئتيها حيث أخذت نفسا قويا مع ارتفاع صدرها وهبوطه بقوة والعرق يملأ جوانب وجهها مما جعل شعرها يلتصق بخدها وجبينها.
لا تفهم أي شيء هل الذي رأته حقيقة أم كانت تحلم أم أنها فقدت عقلها

يصعب على عقلها استيعاب الموقف إذ لم يحدث لها شيء مثل هذا من قبل وإذا أخبرها أحدهم بأن ذلك حدث له فلن تصدقه بالطبع.
أغمضت حياة عينيها بقوة وأخذت نفسا عميقا ثم زفرته ببطء مرة أخرى.
كررت هذه الحركة عدة مرات لتنظيم تنفسها لمنع نوبة الهلع التي بدأت تتشعب في أعماقها مجددا بعد أن هاجمتها تفاصيل ما حدث لها بعد إختفائه من أمامها.
غيرت ملابسها بأسرع ما يمكن ووضعت معظم أغراضها في حقيبة واحدة ثم غادرت هذا المنزل ثم ذهبت إلى فندق واستأجرت غرفة صغيرة وقررت أنها ستبقى هنا ولن تعود إلى ذلك المنزل أبدا.
مدت يدها إلى الطاولة المجاورة لرأسها ممسكة بكوب الماء الموضوع عليها.
قربت الكأس إلى شفتيها ثم تجرعت قليلا من الماء لتروي حلقها المتيبس من عطشها.
تمتمت بعيون تجول في الفراغ ايه اللي بيجرالي دا!! اكيد ماكنتش بحلم!! خاېفة لا اكون اټجننت ولا بهلوس من خۏفي من اللي اسمه بدر دا
ضحكت بسخرية على حالتها البائسة عندما نهضت من السرير تمسح وجهها بيد مرتجفة تزيل خصلات شعرها الملتصقة بها وتمشي نحو الحمام منه لله اكيد كانت تهيؤات .. وقال ايه هعفرتلو الشقة دي شقته هي اللي طلعت متعفرته .. توبة لو هبات علي السلم مش هدخل شقته دي تاني لحد لما يرجع ويرجعلي عفشي زي ما كان
أقنعت نفسها أن عليها فقط أن تنسى الليلة الماضية كما لو أنها لم تكن مطلقا.
بعد فترة زمنية من دخولها الحمام
قامت حياة بتجفيف نفسها بمنشفة كبيرة بعد نهوضها من البانيو حيث أخذت حماما دافئا ينعش مرة أخرى بعد أن كان متيبسا من الړعب والضغط من قلة النوم.
وقفت أمام مرآة الحمام برداء حمام طويل وواسع نوعا ما تزيل البخار بيدها حتى تتضح صورتها في المرآة.
أمعنت النظر في شعرها الذي بدأت الصبغة تتلاشى منه وكأن لونه الحقيقي على وشك الظهور من جديد.
.... حياة
ارتجفت أوصالها وتجمدت في مكانها حيث وضعت كلتا يديها على صدرها لمنع قلبها من القفز من بين ضلوعها على الأرض ثم تمتمت بصوت مذعور وعينين واسعتين بعد أن استدارت ووقفت على قدم واحدة پخوف سلاما قولا من ربا رحيم .. انت تاني ازاي!!
أمال بدر رأسه قليلا وابتسامة جانبية على شفتيه من نظرتها المړتعبة دون أدنى سبب من وجهة نظره قائلا بجدية انا مش هأذيكي يا حياة زي ما انتي فاكرة .. اهدي كدا وماتخافيش مني
حدقت فيه حياة وعيناها مفتوحتان على مصراعيها مصډومة ثم سألته بغباء وفمها مفتوح عرفت إسمي منين!!
زفر بدر بنفاذ الصبر ثم أجاب ببساطة سمعت عم حمزة وهو بيناديكي بيه
أعطته حياة نظرة فاحصة من أعلى إلى أسفل وهي تفكر في إطلالته التي لم تكن مختلفة عن الأمس حيث كان يرتدي نفس القميص الأسود ويفتح الأزرار الثلاثة الأولى يكشف عن بشرته البرونزية وبنطاله الأسود القماش وحزامه الأسود اللامع.
تمتمت حياة بتساؤل وكأن عقلها على وشك الجنون لما يحدث ولا تستطع إستيعابه ازاي دخلت هنا وعرفت مكاني ازاي من اصلو!!
كان بدر منغمسا في التفكير بمكان آخر لا يعرف كيف تشتت انتباهه برائحة عبق شعرها قائلا دون وعي انا ماسيبتكيش من امبارح ولا لحظة
قوست حياة فمها بحركة طفولية دليل على استهجانها واستيائها من كلماته حيث اجتاح الإحراج حصونها من نظرته المتفحصة إليها لكنها صړخت بصوت عال لإخفاء خجلها الذي كشفه احمرار خديها هو انت ايه بالظبط!! ماهو انا اكيد ماتجننتش ولا بيتهيألي انت موجود اهو وبكلمك وتكلمني
جفل بدر من صړاخها وزم شفتيه في سخط ثم سألها بصوت مذهول انتي ليه كل ما تشوفيني بتسألي اسئلة عاجز عن الرد عليها!
عقدت حياة ذراعيها أمام صدرها وسألت باستياء اومال مين يجاوبني عليها ها
إمتعضت سخطا وإنفعال عندما أدركت أين يقفان وماذا كانت ترتديه حيث وضعت يديها على رداء الحمام للتأكد من إغلاقه جيدا وقالت بإستنكار غاضب يشوبه الكثير من الخجل وازاي واقف قدامي وانا بالشكل دا!! حتي لو كنت عفريت لازم تحترم نفسك .. اطلع برا
أغلق بدر عينيه بقوة بعد أن أزعجته نبرة صوتها العالية أثناء حديثها معه وأوامرها له بمثل هذه الوقاحة التي لا تناسب شكلها إطلاقا.
خفض بدر رأسه عندما أدرك صحة كلامها ورفع يده بشكل عفوي وفرك رقبته من الخلف في حرج محاولا إخفاء ذلك خلف صوته المتذمر بطلي صړيخ عشان انا صدعت منه .. هستناكي برا
وضعت حياة يديها على فمها پصدمة عندما رأته خارج أمامها عبر باب
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 53 صفحات