مع ذلك ستهتم بماذا سترتديه فقط كى تثبت لعمر انها مطلوبه ومرغوبه ...هى كانت متحفظه دائما في ملابسها حتى في الالوان لم تكن تحب الالوان الصارخه اما اليوم فاختارت فستان من الشيفون الاسود المنقوش بالاحمر الصارخ وارتدت فوقه جاكيت اسود رسمى قصير ...طعمت حجابها الاسود ببعض الاحمروضعت نفس كحلها الداكن وملمع الشفاه الشفاف ونظرت لنفسها في المرأه انها اليوم مختلفه جدا ... جريئه في مظهرها وصادمه ... انتقت من ملابسها القديمه اشياء لم تجرؤ علي استخدامها يوما ...هل سيتزكر عمر انه هو من اهدى اليها ذلك الفستان... اصبحت تحسب الدقائق فعمر علي وشك طرق الباب الان علي حسب موعده مع والدتها ...رنين الجرس ارسل الذبذبات في كل جسدها وجعل روحها تنسحب...ها قد اتى عمر وصدق وعده الم يتردد ابدا في قبول طلب جدته ... لكنه كما عهدته دائما يعرف تماما ماذا يريد ... لم يتردد سابقا ولو مره كان يحدد اهدافه ويسعى لتحقيقها...راقبته من خلف باب غرفتها وهو يدخل الي الصالون بصحبة جدتها...كان صلب وواثق الخطى...الم تنعته بالضعف سابقا وكانت تشعر بالقرف من ضعفه ... اين هذا الضعف الان انه الان يكاد يناطح الجبال شموخا وصلابه ...
كانت تعلم ان اسيل ستأتى مع زوجها فهى عندما حادثتها امس كانت تكلم نفسها من فعلة جدتهم ....لم يستوعب احدا ابدا تصرف الجده الغريب لكنهم جميعا التزموا الصمت وفقط تناوبوا علي الهمهات من وراء ظهرها ... فريده اغلقت الباب وتمنت ان تترك العنان لدموعها لكانت تماسكت ... حتى اخر لحظه كانت تتوقع ان يرفض عمر الحضور لكن حضوره قتل أي امل بداخلها ...وضعت رأسها بين كفيها پألم وجلست علي فراشها تتألم في صمت ...لم تشعر بالباب وهو يفتح ولا بأسيل وهى تدخل الي غرفتها لانها كانت غارقه في احزانها ...فوجئت بأسيل تربت علي كتفها من الخلف فقفزت پذعر وعندما ادركت انها اسيل بقوه فربما تجد لديها الدعم ... اسيل جلست الي جوارها علي الفراش وتمسكت بيدها بقوه ...
اسيل كانت تعلم ان فريده تغيرت تماما في السنوات الاخيره ولطالما عاتبتها علي استماعها لنصائح مدمره ډمرت كامل حياتها ...اسيل هى من فتحت عيونها علي مساؤي فاطمه وعلي ضعفها وحقارتها الشخصيه ....هى اعتبرت اسيل طفله لانها تصغرها بعامين ولم تشركها في مشاكلها الزوجيه لكنها بعد الطلاق اكتشفت انها هى الطفله الغبيه واسيل اذكى واعقل منها بكثير ... اسيل قالت في حنان ... فريده ...اتماسكى شويه انا عارفه انك مصدومه من موافقة عمر علي الحضور لكن فكري تانى متوقعه منه ايه بعد اللي انتى عملتيه ... انتى حتى بعد الطلاق بسنه باتنين محاولتيش تتصلي بيه او تعتذري ...هو كان مجروح اكتر منك بكتير وانتى فضلتى سلبيه .. اكيد اتعذب كتير عشان ينسي حبك ووصوله للمرحله دى معناه انه شاف العڈاب الوان ... من يوم ما اتخطبتى لعمر وانتى بتتصرفي غلط وعاوزه الامور تتصلح طب ازاي .. وبخصوص عماد هو صحيح صاحب طارق وانسان كويس لكن اوعى يا فريده توافقى عليه لمجرد الهروب من واقع اليم هتكونى بتظلمى نفسك وبتظلميه...فريده رفعت عيناها الناطقتان بما يعتمل في صدرها من اسي وقالت .. مش ممكن اوافق ابدا ..انا خلاص اخدت نصيبي من الجواز... فوجئت بسؤال صريح من اسيل سبب تصلب جميع عضلات جسدها فأسيل سألتها بجراءه ... فريده انتى بتحبي عمر ... صمتها التام اجاب اسيل عن سؤالها.. فريده لم تكن تحتاج الي الكلمات لتجيب فيكفي اسيل ان تنظر الي بؤسها منذد يوم زفافها لتعلم الاجابه اسيل تمسكت بيد فريده بقوه اكبر وقالت .. افتكري دايما يا فريده ان كتفي موجود وتقدري تبكى عليه في أي وقت لكن انا عاوزكى تبطلي بكى بقي وتشوفي حياتك ...صدقينى انا مكنتش اعرف عن خطوبة عمر والا مكنتش الحيت عليكى تيجى فرحى... انا مش قادره اعشمك في حاجه يا فريده لكن بطلب منك تحاولي مع عمر لاخر مره ...مش مصدقه ان حب كبير زى حب عمر ليكى ممكن ينتهى ....حاربي عشانه يا فريده ولو فشلتى مش هتخسري كتير ...اتنازلي عن كرامتك شويه في سبيل حبك وخصوصا ان كبريائك قتل كبريائه قبل كده .... طرقات علي باب غرفتها جعلتها تستدير في الم ..والدتها كانت تقف بجوار الباب وتدعوها للخروج لمقابلة العريس المنتظر في الصالون ....................................................................................
هى لن تكون تلك العروس التقليديه التى ستدخل حامله لاكواب العصير وتقدمها الي العريس الذى سوف يقيمها بنظراته واعلنت بصراحه رفضها لذلك الاقتراح حينما اقترحته والدتها...والدتها اوصلتها الي الصالون لكن لم تتجرأ علي الدخول معها ...لاحظت ان محمد واحمد ورشا اختبؤا في مكان مجهول وكأن الامر اكبر من طاقتهم ولا قبل لهم بمواجهة مثل ذلك الموقف هل كانوا يتوقعون انفجارعمر مثلا ... ووالدتها انصرفت مسرعه ما ان نهض عماد ليحى فريده .. فقط في الصالون كان يوجد عمر وجدتها وطارق بالاضافه الي عماد الذى حضر وحيدا ولم يصطحب احدا من اهله...حتى عمر لم ينهض لتحيتها عندما دخلت ...استمر يجلس وهو يضع احدى رجليه فوق الاخري بتفاخر ...اما عماد فمد يده للسلام وعندما لم تعطيه فريده يدها سحبها الي جواره مباشرة ...
بمجرد جلوس فريده نهض عمر وقال ببرود ... افضل انكم تتكلموا لوحدكم...طلبك وصلنا يا باشمهندس وطارق بيشكر جدا في اخلاقك والباقي بقي يرجع لفريده ...عن اذنكم ... جدتها استندت علي يده في طريقها للخروج ولم تفتح فمها ابدا بأي كلمه اما طارق فنهض هو الاخر ولكن تعابير وجهه كانت تفضحه ...فريده تسألت عن مدى معرفة عماد بعلاقتها بعمر ومدى تقبله لذلك الطلب الغريب ...ربما يعتقد انه دخل في مشفي للمجانين بدلا من منزل عروس يطلب يدها....
عماد بدأ بالكلام قال في بساطه .. اعرفك بنفسي مره تانيه انا عماد رضوان بشتغل مهندس وعندى مكتب مقاولات شغال معقول الحمد لله عندى 34 سنه ومطلق من سنتين ...سبب الطلاق مش هتكلم فيه الا لما توافقى لان دى خصوصيه ومش حابب انشرها الا للي هتبقي مراتى ... تنحنح باحراج ثم استطرد ... من يوم الفرح وانتى شاغله بالى مش هقولك حبيتك من اول نظره لكن في حاجه في نظرة عنيكى يومها خلتنى اشد طارق من الكوشه واسأله كل التفاصيل عنك...نظرة الحزن يومها قتلتنى خلتنى احس انى عاوز احميكى معرفش ليه ... الكلام غادرها لم تتوقع مثل هذا الكلام من عماد ...هى كانت تنوي رفضه بوقاحه دون ان تهتم بمشاعره اما كلامه لها الان احضر الدموع التى كتمتها طوال النهار الي مقلتيها...للاسف عماد بالمقاييس العاديه عريس لا يرفض ...طويل ووسيم ومرتاح ماديا وسنه مناسب جدا بالاضافه الي انه خاض من قبل تجربه وفشل فيها فسيكون حريص على نجاح تجربته الثانيه فالفشل ليس سهلا ..
ربما هى محظوظه لانها مطلقه وحظيت بمثل تلك الفرصه لكنها لا تستطيع ابدا حتى التفكير كما كانوا يطلبون