رواية بقلم ميادة مأمون
كويس جدا انت شاطر اوي يا بيجاد ربنا يخليك ليا.
واذا بالصغيرة تتعلق في عنقه ليضمها هو بحنان ويحاول ان يحملها بين يديه حتي ينزلها
ويخليكي ليا يا قلب بيجاد من جوه بس يلا بقي سيبيني اذاكر انا كمان وانزلي عند ماما وزياد العبي معاهم تحت.
وقبل ان يفلتها تفاجؤ هما الاثنان بدفع الباب بقوه وبذلك البغيض يقف امامهم ويصيح بصوته الجهور
هاكون بعمل ايه يعني بنزلها من علي المكتب.
اقترب منهم اكثر ومازلت عينه عليه ولا تبشر سوي بالشړ
وايه بقي اللي طلعها علي المكتب وايه اللي خلاها تيجي هنا عندك في الاوضة دي أساسا
كانت عايزاني افهمها حاجه في دروسها وشرحتها ليها
يا سلام دا علي اساس انك نابغه يا بتاع اولي ثانوي انت.
و كمان بتبجح فيا يا ابن مراد ها هو يتلقي الصفعه الاولي علي وجنته لېصرخ فيه
منزعجا.
انت بتضربني ليه انا مغلطش في حاجه عشان تضربني.
سريعا ما جرت والدته الي غرفته عند استماعها لصراخه وصياح زوجها البغيض وسبابه بأفظع الألفاظ لأبنها.
مالكم بتتخانقوا ليه في ايه يا مهران بټضرب ابني ليه
كدب ماحصلش ماتصدقهيوش يا ماما الراجل ده طول عمره كداب.
اخرس يابن
ال...... وكمان بتكدبني
وقفت الصغيره امامه قبل ان يتلقي الصفعه الثانيه وصړخت فيه.
حرام عليك يا بابا بيجاد مش عمل حاجه ده كان بيذاكر معايا.
اخرسي انتي كمان يا خلف امشي غوري من قصادي وعالله اشوفك قاعده مع الواد ده تاني.
الا انه ابا وظل يزجها بين يديه
ولكن هذا العنيد قرر ان يوجهه له مره ثانيه
بلكمه قوية من كفه المتكور تلقاها مهران في واجهه ليرتد للخلف متفاجأ بقوته.
انت بتمد ايدك عليا ياض انت!
علم الان انه قد اثار غضبه ولذلك قرر ان يعلمه بأنه قادر علي مواجهته
بتهددني كمان والله عال يا ولاد دي القوالب نامت والانصاص قامت.
قال كلمته هذه وخرج من الغرفه بأكملها بعض دقائق
وقفت والدته امامه وهمست له پخوف
ايه اللي انت عملته ده ليه تخليه يغضب بالطريقه دي هو انت يعني مش عارف غضبه ده وراه ايه.
بس بقي يا ماما كفايه جبن وخوف منه احنا مش هانفضل طول عمرنا خايفين كده.
واذا به يجلب ذلك السوط الجلدي اللامع أثر الزيت الذي كان موضوع به وينزل به علي جسده لتصرخ والدته وتحاول ان تلقى بجسدها عليه حتى تحميه من بطش عمه ليزجها هو بكل قوته للخارج وتجري فرح ومن خلفها الصغير زياد للخارج بړعب.
ركع امامه علي حين تراه جاسيا علي ركبتيه التي ټنزف بغزارة من ذراعه
يا لهوي ايه اللي انت عملته ده يا بيجاد
ماعملتش حاجه يا ماما دانا لسه هاعمل
واذا به يجذب هذا السوط من علي الارض ويرفع يده حتي يزيقه عڈابه.
ولكنه صړخ فيه
فاكر نفسك هاتقدر عليا انت خلاص انتهيت وديني لاحبسك هاوديك الاصلاحيه ومن بعدها علي السچن
فين التليفون انا هاطلب ليك البوليس مش هتبات غير في الحبس انهاردة.
جلس امام هذا الهاتف الأرضي الموضوع علي طاولة صغيرة امامه
وطلب رقم الشرطه وانتظر الرد بكل جمود
وقفت هي من خلفه تبكي بشده وتسطعتفه بأن يصفح عن ابنها ويتركه لها.
حرام عليك يا مهران هاتضيع مستقبل الواد ابوس ايدك سيبه.
الله في سماه ما هسيبه غير لما يحطوا الكلبشات في ايديه ويجروه علي السچن
الو ايوه المركز معاك الحج مهران الالفي
وهنا توقف الزمن امام اعينها لتسقط مغشيا عليها وهي تري ابنها محتجزا بين يدي حرس زوجها والذي
امرهم ان ينزلوه ولا يتركوه الا بعد ان تأتي
الشرطه.
اميييي
صرخه مدوية صدحت منه وهو يحاول ان يزج هؤلاء الاوغاد بعيدا عنه و يحتضن امه
ولكن عمه كان له رأي آخر.
امسكوه كويس اوعو يفلت من أيديكم ده خلاص يا ابن مراد انت كتبت نهايتك بأيدك لا هاتشوف امك ولا هاتشوف اخوك تاني
مكانك هيبقي في الاصلاحية ومن بعدها هادخلك السچن مع المجرمين.
زمجرة قوية خرجت من بين أسنانه ورمقه بعين جامدة.
هانتقابل يا مهران هو انا يعني هافضل طول عمري في السچن بالعكس دانا هاخرجلك منه كبير وقوي وساعتها بقي هاقتلك يا عمي.
بتهددني تمام اوي كده يبقي مش لازم تكون هنا من دلوقتي وهنشوف مين فينا اللي نهايته هتبقي علي ايد التاني
مهران بيه
كان هذا ظابط الشرطه الذي قد حضر ومعه بعض الجنود ووقف مندهشا من منظر السائله من ذراعه وتلك الممده خلفه علي الارض.
ايه اللي بيحصل هنا بالظبط يا حج مهران
ها هو يتلون مثل الثعبان ويتبدل من دور الۏحش القاهر الي دور المظلوم المنكسر
الحقنا يا حضرة الظابط الواد اټجنن خالص نزل ضړب في امه لحد ما أغمي عليها
لما جيت احوشه عنها ضړبني بالمقص في دراعي.
ايه ازاي بس تعمل كده يا ابني في عمك وامك.
بكل قوته صړخ فيهم وهو يحاول الافلات من رجاله.
كداب عمي ده شيطان هو اللي كان بيضربني وانا كنت بدافع عن نفسي
اخرس يابن كمان بتكدبني الرجاله دول شايفين وشاهدين عليك وانت بټضرب امك وشاهدين عليك انك كنت عايز تقتلني انا كمان صح ولا لاء يا رجاله.
بصوت جماعي تكلمو وكأنهم شخص واحد
حصل يا باشا شفناه بعنينا وبالعافيه لحد ما عرفنا نسيطر عليه ونمسكه.
ابتسم هذا العم الجاحد بمكر الثعالب وهتف
خدوه علي القسم يا حضرة الظابط ده ولد عاق ولا يمكن يقعد غير في الصلاحيه عشان يتربى بجد.
فاقت من أغمائتها وجدت نفسها في فراشها وهو يجلس على مقعد بجانبها بكل هدوء و يبدو انه قد اتي من ضمد له جرحه.
انفزعت ړعبا من مكانها حيث انها رأت من يتدعي بإنه زوجها ولم تجد فلذة كبدها بجواره لتسأله بكسرة قلب أم موجوعه على ولدها.
ابني فين عملت فيه ايه بيجاد راح فين يا مهران
بكل هدوء اجابها
حبسته خلاص ابنك في القسم دلوقتي
قفزت من فراشها وهي تصرخ وتتشبث في عنقه وهو جالس علي هذا المقعد الوثير
لااااااء ابني حرام عليك دا بردو ابن اخوك يا ظالم يا مفتري
وما جني بكائك ولومك هذا أيتها الام الثكلة غير تلك الصفعه التي تتلقيها علي وجنتك.
وقعت تحت قدميه منحنية الرأس وجهر هو بصوته فيها
ورحمة اخويا اللي خلفه ما هاخليكي تشوفيه تاني هاخليه يتربي في الاصلاحيه مع ولاد الشوارع والمجرمين عشان يطلع مچرم زيهم.
بكل كسره امسكت قدمه وانحنت عليها لتقبلها وشهقتها تكسر الحجر
طب ابوس رجلك يا مهران رجعلي ابني و انا هاعملك كل اللي انت عايزه
عفوا ايتها الملكة
لقد كنتي متوجة في عصر زوجك السابق
اما الان انتي اسيرة هذا البغيض الظالم
جذبها من شعرها بقوه وأوقفها وهو يصيح فيها مره اخرى.
بعد ايه بقى ها ما انتي عارفه انا اتجوزتك ليه.
خد كل حاجة يا مهران هاكتبلك كل حاجه بيع وشړا بس رجعلي ابني.
تركها من بين يديه واعطاها ظهره وهو شارد عنها.
من ساعة ما اتجوزت وانا بتمني لهفتك دي لما تجبيلي الواد
لكن انتي يا بنت رفضتي وكنتي كل ما تحملي تتخلصي من حملك ده من ورايا.
لاء كان بينزل لوحده من ضړبك فيا كل شويه.
اخرسي زي ما حرمتيني من الولد هاحرمك انا كمان من ابنك ومش هاتش فيه تاني.
بس بقي كفاية ظلم انت لا كنت عايز تخلف مني عيال ولا زفت
انا عارفة من ساعة ما اتجوزتني انك بتعمل كل ده عشان عايز تاخد ميراث ولادي من ابوهم وتضمه لأملاكك مش كده حاضر هاعملك اللي انت عايزه بس ترجعلي ابني تاني.
الټفت اليها وهو مندهش من كلامها لقد كانت تعلم نوياه وتتحمل كل هذه الاهانات طيلة هذه المدة فقط من اجل ان تحافظ لأبنائها علي ميراثهم حتى لا يأخذه هذا الغادر.
الفصل الثالث
يعني كنتي عارفه ومستحمله بس عشان خاطر ولادك
بكل شموخ وقفت امامه بتحدي واجابت علي سؤاله
ايوه ولو كنت قطعت من لحمي بردو كنت هاستحمل لكن تضرني في ولادي اهو ده اللي مش ممكن استحمله ابدا يا مهران.
يبقي كده احنا متفقين انا هاجبلك العقود وانتي تمضي عليها بصفتك الواصية علي ولادك.
قبل ما أمضي علي حاجه ترجعلي ابني.
ههههههه ضحكة خبيثة اصدحت في جدران الغرفه ثم اردف
انتي الظاهر عليكي لحد دلوقتي لسه مش تعرفي جوزك كويس
انا ماحدش يلوي دراعي هاتعملي اللي أقولك عليه وإلا لا بقى تنسي ابنك ده خالص يا شاطرة.
احنت رأسها بضعف ليس بيدها ايتها حيلة الان سوي ان تطيعه
هات العقود وخلصني يا....
بتشتميني! وماله ما انا بردو كنت عارف انك هاتوافقي ومحضرهم ليكي من زمان في المكتب تعالي ننزل علي تحت.
وفي غرفة المكتب جلست امامه علي المقعد تتفحص تلك الاوراق بعنايه ومضت علي كل شيء ما عدا ورقه واحده فقط امسكتها في يدها والتفتت اليه بنظرة غاضبة.
الا الڨيلا يا مهران انا مضيتلك علي كل حاجة بيع وشړا الارض والمزرعة والمصنع حتي الملجأ اتنزلت ليك عن إدارته لكن
بيت ولادي لاء.
الله انتي مش قولتي هاتمضي علي كل حاجه رجعتي في كلامك ليه تاني دلوقتي بس ما كنتي ماشية كويس.
عشان ده بيت ولادي انا مش هاستني لما ترميهم في الشارع ومايلقوش مكان يقعدو فيه يا ريت بقي تصدق انت في كلامك و ترجعلي ابني زي ما قولت.
سحب من يدها تلك العقود واتجه الي خازنته ليضعهم بها وهو يضحك مستخفا بكلامها.
تمام يا جميلة بس زي ما انتي مانفذتيش وعدك كامل انا كمان هانفذ نص وعدي بس
يعني ايه هاترجع في كلامك يا حج مهران مش هاترجعلي ابني هاتحبس ابن اخوك يا مهران
انا ما قولتش كده ابنك مش هايتحبس ودلوقتي حالا هاروح بنفسي واخرجه من القسم بس مش هايدخل البيت ده تاني.
قصدك ايه انت عايز تبعد بيجاد عني وخلاص ناوي تودي الواد فين تاني يا مهران
بيجاد ابنك ابو دماغ ناشفه اللي وارث العند والشجاعه من ابوه ده عمره ما هايشوف الراحة تاني ابدا
عايزاني ارجعه في حضنك تاني عشان بدل ما يضربني بالمقص في دراعي يخطط وېقتلني المرة دي بقي.
يعني ايه انت
بتقول انك مش هاتحبسه يبقي هاتوديه فين
الملجأ!!
انتي مش اتنزلتي عن ادارته ليا انا بقي اول قرار هامضي عليه هايكون قرار دخول الطفل بيجاد مراد الالفي دار الايتام بصفته طفل