رواية أهلكني حبك بقلم دينا ناصر
بعد العصر لذا بعدها لا تترك حور غرفتها وليلا تنزل قبل عودة أوس من العمل لتحضر لنفسها بعض الطعام فقط من أجل صغيرها وكانت تتجسس حتى لا تري نهي فهي تشعر بالإهانة بمجرد رؤيتها وجعلها توصد غرفتها وكأنها سجينة و تشعر أن تلك الفيلا هي منزل نهي فقط لذا تشعر بالتطفل الشديد لمكوثها عند سيدة هذا البيت قاطع أفكارها طرق أحدهم علي غرفتها فمسحت دموعها علي الفور وعندها دخلت نهي عليها ومعها بعض الطعام و كانت ترتدي فستان بلون البحر يفصل قدها الجميل مما جعل ذلك قلب حور ېنزف دما فهي حقا جميلة جدا أما هي كانت ترتدي عباءة رثة المنظر فهي أحد الملابس التي أحضرتها لها نهي تلك اللعېنة التي تعمدت إحضار ملابس رثة لها فقالت نهي بغنج وبهيمنة مطلقة مقاطعة أفكارها
رفعت حور رأسها وقالت لها ببرود
أنا بخير
فقالت نهي بنبرة هادئة مستفزة
خذي تناولي هذا الطعام
فقالت حور لها ببرود أكبر
وكأنك تهتمين لكن شكرا لك سبق وتناولت عشائي مسبقا
فقالت نهي بلا مبالاة
حسنا كما تريدين
وخرجت ومعها الطعام صافقة الباب بشدة فتعجبت حور من فعلتها فهي صفقت الباب وكأنها غاضبة ماذا بها تلك الحمقاء
سأصعد لحور لإعطائها بعض الطعام فلابد أنها جائعة
تناول أوس طعامه بهدوء وقال
حسنا هذا جيد إذن فأنا أراك تهتمين لطعامها وتصعدين بالطعام لغرفتها كل ليلة
فقالت بتصنع
هذا واجبي فهي زوجتك الأولي وأيضا تحمل طفلك لذا هذا لا شيء
تصنعت البكاء ووضعت الطعام من يدها پغضب وقالت له بحنق
في الحقيقة أنا أتحمل تلك المتعجرفة كل يوم
من أجل طفلك الذي بأحشائها لكن أي أم تفعل ما تفعله تلك الحمقاء فهي ترفض الطعام باستمرار والليلة أهانتني وطردتني من غرفتها رافضة الطعام بشكل غير مهذب علي الإطلاق وقالت لي ألفاظ غريبة أخجل من نطقها حتى بفمي
هل حقا فعلت هذا
فقالت نهي بضعف
يا الهي لا اصدق كيف تقصر تجاه طفلها إن الأطفال نعمة وهبة من الله كيف لها فعل هذا و
لماذا ترفضين الطعام هل تعتقدين أنني سأطلق سراحك إن امتنعت عن الأكل فأي أم تفعل هذا بطفلها!!
وقالت له پغضب مماثل وقوة لم يعتادها منها
ما الذي تقوله وما الحق الذي لديك لتعنفني بتلك الطريقة اتركني أنت تؤلمني
كلا
هذه المتمردة ليست حور التي يعرفها فقال لها بقسۏة
من تظنين نفسك حتى تطردي نهي سيدة هذا المنزل من غرفتك وترفضين الطعام الذي تعطيه لك شفقة بطفل ليس له
ذنب سوي أنك تكونين والدته
انه يتفنن في تعذيبها فها هو يقولها صريحة سيدة هذا البيت توقف الزمن للحظة عند تلك الكلمة فنهي حقا سيدة هذا البيت أما هي مجرد امرأة ستلد طفلا له فقط وبعدها سيلقيها بالشارع فقالت له پألم حاولت أن تدفنه بأعماقها بلا فائدة
ما الذي تقصده
وفجأة بدأت تستوعب ما حكته لها تلك الحقېرة نهي بالتأكيد فهذا هو أسلوبها تشويه صورتها كي تكسب جانب أوس فقال لها أوس پغضب
إن كنت تسمين نفسك أما اعتني بطعامك من أجل طفلك وليس لأجلك أنت
يبدو أن تلك اللعېنة أخبرته أنها ترفض الطعام وإنها طردتها من الغرفة وبالطبع هو يصدق كلمات تلك اللعېنة ولن يصدقها أبدا فقالت پغضب
أنا لم أطرد زوجتك المصون فهي دخلت الغرفة ومعها الطعام فأخبرتها أنني سبق وتناولت عشائي لذا ذهبت وهذا كل شيء
ابتسم بسخرية و قال بغلظة
صحيح يمكنك تجريم نهي التي حافظت علي زوجها وبيتها بينما أنت كل ما تريدينه هو التخلص من طفلك حتى تتخلصين من ارتباطك بى كليا أليس كذلك
شعرت پقهر بالغ في تلك اللحظة فهو لن يصدقها مهما قالت وسيصدق تلك الغادرة التي أخبرته بأكاذيب ورغما عنها كالغبية نزلت دمعة غادرة من عيناها وقالت بتلعثم بعض الشيء وهي تحاول ربط كلماتها معا وكانت تحرك يداها بالإشارة وهي تتكلم
أنا أتناول الطعام جيدا وهذا ليس من أجلي فقط من أجل طفلي الحبيب فهذا الشيء الوحيد الذي يهون علي بلع الطعام داخل جوفي فأنا فقدت الأمل في الحياة لكنه وحده هو أملي الباقي بها لذا إياك أن تتهمني بالتقصير معه هل تفهم
وعندما وجدت نفسها فقدت السيطرة وضعت يديها حول وجهها لتخفي تلك الدموع الغادرة التي تظهر ضعفها أمامه بيدها فنظر لها وقد رق قلبه رغما عنه من ضعفها وتعبير وجهها الذي قطع نياط قلبه فقال پغضب عندما وجد نفسه سيضعف ويتأثر من هذا
توقفي عن التمثيل فلن تؤثر بى دموع التماسيح تلك
اتسعت عيناها بذهول من كلامه لتتمرد كل الدموع من عيناها فصاحت به پغضب لتمنع اڼهيارها بالكامل
أخرج من هنا دعني وحدي الآن
اڼهارت كليا بشكل لم تستطع السيطرة عليه فهرمون الحمل اللعېن يجعلها حساسة أكثر من المعتاد وقال بهدوء
اهدئي وتوقفي عن البكاء الآن
لكنها ظلت ټقاومه و لكنه كان كالصخرة التي لا تتزحزح وما أن فعلت حتى تغلغل إحساسها بالأمان والدفء الذي تشعره دوما معه
هل تشعرين بتحسن الآن يجب أن تهدأى من أجل طفلنا
ما أن قال هذا حتى شعرت بالندم علي بكائها أمامه واستسلامها فابتعدت عنه ووجدته يرفع يده وأرجع بعض الخصلات المبعثرة من شعرها خلف أذنها فقالت له بضعف لم تمنعه وهي تضع يدها علي بطنها
انه صبي يا أوس
فنظر لها أوس ونظراته تتجه لبطنها وعندما شعر بالحياة التي تنمو بداخلها ابتسم فنظرت له هي ومشاعرها تخفق باسمه كم اشتاقت لابتسامته تلك فقال بهدوء وهو لازال يتحسس بطنها برقة ونعومة
ابني أوس الصغير
لوهلة نست العالم بأكمله ونست ما فعله بها وما ينوي فعله بطفلها ففى النهاية هو زوجها ولم تمنع نفسها من الشعور بالألفة التى يقول عنها القران الكريم بين الزوجين وأحست بالحنان في عيناه وشعرت حقا سيحب ابنها كثيرا وقالت له
لقد أخبرتني الطبيبة منذ شهران انه صبي وأيضا نموه جيد جدا حمدا لله
شعر بخدر جميل يتملك منه فطفله سيكون ابنا قويا ووريثا له فقال لها بنعومة
كم بقي علي موعد الولادة
قالت له وهي تبتسم