الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية أهلكني حبك بقلم دينا ناصر

انت في الصفحة 21 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز

احتاجت لحمام بارد كي تطفئ لهيب الڼار المتقدة بداخلها وارتدت ملابس النوم وأخذت تبكي دون صوت وهي تعلم أن
يا الهي توقفي يا حور أنا حامل أجل أنا حامل
ووضعت يدها علي بطنها تخاطب جنينها وهي تبكي بضعف 
حبيبي أنا آسفة سأحرمك من والدك لكني لا أستطيع التغافل وقبول الأمر وكأن شيئا لم يكن أرجوك سامحني وليساعدني الله أن أمضي قدما بمفردي وأن أعتني بك يا صغيري وحدي 
قاطع نواحها سماع الزغاريد بالقصر فانقبض قلبها علي الفور فهي علمت أن العروسان قد وصلا فوضعت يدها حول أذنها لتسدها حتى لا تبكي مجددا وذهبت للفراش ووضعت الغطاء عليها وقالت لنفسها مجددا 
اهدئي يا حور فقط وتحملي القليل وبعدها ستكونين حرة بعيدا عن هنا تحملي فقط من أجل صغيرك 
وظلت تضع يدها علي قلبها وتربط عليه فجأة سمعت باب غرفتها يتم فتحه ووجدت أوس أمامها بطوله الشاهق و طلته الرائعة فبلعت ريقها بصعوبة ومسحت الدموع العالقة بعيناها سريعا أما هو اتجه ناحيتها وقال بنبرة منفعلة 
حور هل أنت بخير كيف تشعرين الآن 
استقامت حور وجلست علي الفراش وقالت له بضعف وانكسار 
أنا بخير لا تقلق فأذهب لعروسك 
ربط علي شعرها وقال بعد أن ابتسم لها متجاهلا تعليقها عن العروس وقال لها بسعادة 
مبارك لنا الطفل 
قالت له ببرود شديد 
شكرا لك
كانت تتجنب النظر إلي عيناه أما هو فاقترب قليلا وقال لها بعتاب بطريقة مشاكسة 
لكني مستاء من فعلتك البارحة أيتها الكاذبة الصغيرة 
شعرت بالحرج فهي لأول مرة برغبتها تحرمه من حقه كزوج لكن ما العمل هي لن تستطيع تحمل لمساته مجددا بعد أن أصبح لأخرى فوجدت نفسها ترد بصرامة 
ولما الاستياء !! فسوف تعوضك عروسك الجديدة جيدا الليلة 
تنهد سريعا وقال بصوت أجش 
أنت أيضا زوجتي يا حور ولن أتنازل عن حقي بكي أبدا لذا ما حدث البارحة لن أسمح به أبدا مجددا مفهوم
تنهدت بصعوبة شعرت أن أنفاسها انقطعت هو يخبرها انه لن يتنازل عن حقه بها ماذا سيفعل إذا عندما يعرف ما خططت له لكنها بالرغم عنها شعرت لوهلة بتأثر لكلماته لكن بعد أن يتذوق جمال نهي لا تعتقد أنه سيريدها في الفراش مجددا وستكون بالنسبة له مجرد واجب زوجي لا أكثر ولا أقل فهو ونهي هناك لغة للحوار بينهم بينما والأهم من هذا وجود الحب أما هي صارت مملة بالنسبة له لانعدام لغة الحوار بينهم فشعرت برغبة في البكاء لكنها بالرغم من هذا قالت له بسخرية 
عروسك تنتظرك اذهب إليها حتى لا توبخك وأيضا لو عرفت والدتك أنك هنا ستفتعل المشاكل فاذهب قبل أن تأتي و
أتركني أنك تؤلمني 
أجل يجب أن تتألمي لتعرفي معني إهانة زوجك وأذكرك مجددا لن أتهاون مجددا معك هل تفهمين 
أومأت برأسها بقوة فهي لا تستطيع معارضته فهو غاضب وبشدة وهي بائسة لعينة وتخاف مجادلته وتهابه
قال لها بعد أن لانت ملامحه 
والآن سأذهب مودعا إياك 
فأغمضت عيناها پألم وهي تكتم دموعها فهي لن تتذوق هذه مجددا وهو سيتذوق غيرها وسينساها وإن ابتعدت عنه الآن ودفعته عنها لا تعرف ما سيكون عليه رد فعله فهو حذرها أن تتمنع عليه مجددا و أخبرها أنه لن يمرر لها هذا مجددا 
بدأت تتأثر رغما عنها ولوهلة رغبت في أبقائه معها لا تريده أن يذهب لنهي أبدا 
أريدك هكذا دوما معي يا حوري 
شعرت بالحرج من كلماته 
سأذهب الآن تصبحين علي خير 
وهنا رجعت للواقع الأليم فقد تم كسر سحر اللحظة التي كانوا بها فهو الآن مع سواها فشعرت بلهيب في صدرها وانقطعت أنفاسها عندما وجدته تحرك وخرج من الغرفة 
اللعڼة لقد اتصلت عليه وقد أغلق هاتفه
قالت فاديه والدة أوس هذا وهي تكاد تشتعل من الڠضب فأوس فور أن
عاد من العرس أوصل نهي لغرفتهم ثم صعد لغرفة تلك اللعېنة حور وقد ترك زوجته نهي وحيدة في ليلة زفافها فقالت نهي بنبرة حاولت أن تخرج هادئة قدر المستطاع 
لا بأس يا عمتي إنها أيضا زوجته وأراد الاطمئنان عليها 
فقالت فاديه پغضب 
لا يمكنني التصديق أنها حامل فلابد إنها تكذب فلماذا فقط في توقيت زواجه ظهر الأمر لابد أنها تريد استخدام كيد النساء لجعل ولدي يهتم لها ويتركك 
قاطعتها منال قائلة پغضب 
كفي أرجوك يجب أن نشعر ببعض الرحمة من أجلها فزوجها تزوج عليها للتو وأيضا كيف تشكين بها لقد كنت معها بالمشفي وتأكدت من نتيجة الحمل بنفسي من التحاليل التي قامت بها 
قالت لها فاديه پغضب 
تبا لك أيتها الغبية لا أدري لما دوما تدافعين عنها ألم أخبرك مرارا أن تبتعدي عنها إنها فقط نذير شؤم 
قالت نهي ببعض الڠضب لمنال 
أري أنك تنحازين لصفها كثيرا ولا تضعين أي اعتبارا لي فأنا أصبحت زوجة أخاك
مثلها 
تنهدت منال بعدم رضا ولم ترد فتلك النهي مخادعة وتحاول كسب صف والدتها وهي لا ترتاح لها أبدا إنها حقا خائڤة مما سيحدث في المستقبل فنهي ليست سهلة أبدا وربما تستطيع استمالة قلب أوس وجعله لا يري سواها بأسلوبها المخادع والمنافق فهي قالت بخبث لأمها أنه لا بأس أن يذهب لزوجته الأولي للاطمئنان عليها تريد إثبات أنها زوجة متفهمة ومتحضرة فيا تري ما الذي يمكن أن تقوله لأوس لاحقا وتجعله ينحاز لصفها تماما فشعرت منال بالشفقة علي حال حور تلك المرأة المسكينة قاطع أفكارها قول أمها 
أني أخاف من تلك الساحرة اللعېنة أن تجعل ولدي يميل ناحيتها بحجة أنها مريضة بسبب الحمل لتجعله تحت طوعها فأوس كان سعيد بخبر حملها بشكل لا تتصورونه 
تأففت منال وقالت پغضب 
عن إذنكم سأصعد غرفتي 
وابتعدت قبل أن تتجادل مجددا مع والدتها أما نهي فقالت بخبث لفاديه
كلا لن يحدث أعدك بهذا فأوس قد أصبح زوجي وأنا لن أجعله يقع بين براثنها أبدا 
قالت فاديه لها مبتسمة 
أجل هذا ما أريده تماما كم أتمني أن أزيح تلك اللعېنة من هنا 
فقالت نهي بثقة 
فقط انتظري قليلا وسأجعل أوس يطلقها وأكون أنا فقط زوجته
توقف الاثنان عن الكلام عندما وصل أوس فقالت والدته له پغضب 
كيف لك أن تصعد لغرفتها في
يوم كهذا يا أوس كان يجب أن قاطعها قائلا بصرامة 
كفي يا أمي فلا أحد سيملي علي أفعالي فأنا سأفعل دوما ما أراه يناسبني 
كانت علي وشك قول المزيد لكنه أشار لها بيده حتى تصمت فبالفعل صمتت فاديه خوفا من رد فعله فنظر هو لنهي وقال لها بقسۏة 
هيا ادخلي الغرفة 
فوالدته ونهي كانوا بخارج الغرفة وتحرك سابقا إياها وعندما دخلوا الغرفة سويا تصنعت الدموع وهي تقول بهدوء منكسر 
كيف حال حور الآن 
نظر لها بتمعن وقال باقتضاب 
إنها بخير حمدا لله
فقالت بنبرة أنثوية ضعيفة 
حسنا أنا لا أريد أن أبدو فظة وأردت شكرك علي ما فعلته من أجلي فلقد أحضرت لي شبكة كبيرة وأيضا مهرا كبيرا وقد أقمت لي حفل زفاف علي الرغم أنها زيجتك الثانية وقد حرصت علي رفع رأسي أمام العائلة لقد كنت سعيدة جدا لكن تأخرك عن الزفاف وأيضا تركك لي في أول ليلة لنا والذهاب إليها مهما حاولت أن أكون متفهمة أشعر بالحزن فقد أهان هذا كرامتي بين العائلة
نزلت الدموع من عيناها فتصنعت مسحها سريعا فتنهد أوس وقال بهدوء
لا شيء قد أهان كرامتك 
فقالت له باندفاع
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 56 صفحات