الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية أهلكني حبك بقلم دينا ناصر

انت في الصفحة 19 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز

جدك ولست بحاجة له أو لأي شخص 
فقالت لها حور وهي ضائعة 
أوس لن يقبل أن يطلقني أبدا 
إذن أرفعي قضية خلع وتخلصي منه 
ضحكت حور بسخرية وقالت لها پجنون 
وهل تعتقدين أنه سيتركني وشأني لو فعلت هذا سيمنعني فورا لذا أنا سأرحل دون أن يعرف وسأضعه أمام الأمر الواقع ووقتها كرامته كرجل ستجعله دون التفكير يقوم بتطليقي ما أن يجدني أو 
عانقتها سلمي مجددا ووافقتها قائلة لها بآسي 
أنا سأساعدك يا حور لتبدئي من جديد ولن أتركك أبدا 
وتناولوا الغداء سويا وفي أخر المطاف التقت بمنال وعادوا سويا للقصر بعد أن هدأت قليلا وما أن وصلوا القصر واجهها مشهد مؤلم فقد كانت نهي تجلس مع أوس وحدهما بالحديقة
و قد كان أوس مندمج معها في الحديث لكنه عندما رآها قادمة من الخارج استقام واتجه ناحيتها فلحقت به نهي تنظر لحور بتحدي بينما هو قال بنبرة مخيفة لها ولمنال التي تبعتها 
أين كنتما بالضبط ولماذا تأخرتما علي موعد الغداء 
ثم نظر لحور وقال لها پغضب 
ولماذا لا تجيبين علي هاتفك 
أمسكت نهي بذراع أوس قائلة له بنعومة 
أرجوك لا تغضب لابد أن هناك عذر لتأخيرهما فلتهدأ 
قال أوس بقسۏة لها 
لا تتدخلي أنت 
شعرت حور أنها حقا منهكة القوي وأيضا رؤيتهما معا جعلها تعيسة بدرجة كبيرة فتلك النهي حقا تليق بأوس الهلالي بجمالها و أوس يبدو أنه بالفعل قد فرض سيطرته علي نهي وأيضا يغضب عليها هي الآن أمام عروسه الثانية وهذا جعلها أكثر حزنا وفكرت أنه ربما يحب تلك النهي لكنه لن يتركها تتحكم به فردت منال عنها قائلة بهدوء
لقد كنا عند صديقة لنا وتناولنا الغداء سويا ورجعنا للتو أما حور قد نست هاتفها بالغرفة
فقالت حور له باقتضاب 
أنا متعبة سأصعد غرفتي 
فهي فقط تريد الاختفاء من أمامهما وبالفعل تحركت فأشفقت منال علي حالها فهي كمن حكم عليه بالإعدام شنقا وسيعدم غدا لذا لم يعد يشعر بطعم الحياة هي فقط كالمېت الحي أما أوس أمسك يد حور ودفعها معه حتى وصلا الغرفة فترك يدها وقال بنبرة غاضبة 
من هي تلك الصديقة أهي قريبة ذلك المدعو سراج 
ردت باقتضاب 
أجل إنها هي 
شعرت باقترابه منها فابتعدت للوراء خوفا منه فهي رأت الشړ يتطاير من عيناه وقال پغضب بعد أن أمسك ذراعها پعنف 
ولماذا ذهبت إلي هناك هل رأيت ذلك الوغد 
قالت بضعف فهي حقا تشعر بالإرهاق 
كلا لم أره فلم يكن هناك 
تنهد پغضب وقال بطريقة حاسمة لا جدال فيها 
فلتقطعي علاقتك بتلك الصديقة إذا فلن تريها مجددا بعد اليوم فلقد كنت كريما كفاية لتركك تتسكعين معها كل تلك الفترة وأيضا سماحي لكي بحضور زفافها 
قاطع ثورته عليها رنين هاتفه فرد سريعا قائلا 
أهلا يا محمد ها كيف صار العمل الذي وكلتك به 
وخرج من الغرفة صافقا بابها خلفه فنظرت بحزن دفين فهو حتى يريد أن يحرمها من الصديقة الوحيدة التي تعرفها انه حقا قاسې فهو أوس الهلالي اعتاد أن يأمر والجميع ينفذ لكن سلمي موجودة بحياتها القادمة وأيضا سلمي هي من فكرت معها للاستقلال بعيدا عن محيط عائلة الهلالي سوف تعثر لها علي شقة مناسبة بالقاهرة وأيضا وعدتها أنها ستجد لها عمل مناسب بمؤهلها بشركة جيدة لو يعرف أوس كل هذا كان ليقطع رأس سلمي وليس فقط يمنعها من رؤيتها فابتسمت بأسي علي حالها وكان الخۏف يملؤها من حياتها الجديدة الخالية من أي أشخاص فقط هي وستعتمد علي نفسها 
وعندما أسدل الليل ستاره كانت ترتدي منامة قصيرة و تنظر من النافذة وتحدق في الفراغ وتفكر في حياتها القادمة فهي قد أخذت قرارها بالفعل واتخذت بعض الإجراءات لذلك وتنتظر التوقيت المناسب حتى تنهي تلك المهزلة فمسحت دموعها التي نزلت رغما عنها وأسدلت شعرها الطويل المموج حول وجهها وظلت تمشطه بأطراف أصابعها وهي تفكر أنها يجب أن تكون قوية جدا فغدا زفاف أوس والليلة أخر ليلة لها مع أوس وبعدها سترحل أغمضت عيناها تسترجع لحظاتهم الخاصة التي كانت تجمعهم معا وكيف كان بشوق ويأخذها بين ذراعيه ويجعلها تشعر بتلك اللحظات أنها أميرة متوجة بحياته فجأة أحست بيد جذبتها فشهقت عندما اصطدم ظهرها ب
أوس وتنهدت بشوق فهي حقا اشتاقت له ولا تريد أن تفكر في الغد وما سيحدث به أو أنها لن تراه مجددا ولوهلة أرادت التفكير فقط بتلك اللحظة 
منذ متي لم ألمسك يا حوري 
كم تعشق أن تسمع اسمها منه بهذا الشكل فهو يناديها بحوري في أوقاتهم هذه وكأنها تخصه وحده لا يعلم كم كانت تلك الكلمة تهز كيانها فهي لن تسمعها بعد الآن فتأوهت بصوت خفيض 
لا ترفضيني يا حوري فأنا أحتاجك 
لكنها بالرغم من رجائه الذي لم تسمعه بصوته من قبل وضعت يدها محاولة منها أن تبعده عنها لكنه سبقها بأن أزاح يدها في تلك اللحظة تذكرت أن زواجه غدا من نهي وأنه سيفعل معها ما يفعله معها الآن وهذا جعلها تشعر بالنفور منه علي الفور وأحست بانقباض بصدرها فوجدت نفسها تدفعه عنها وحركت وجهها بعيدا عنه وهي تلهث فتوقف يأخذ أنفاسه ونظر لها فقالت له بضعف 
اتركني أرجوك لا أريد 
ظهر ڠضب شديد علي وجهه وقال بنبرة حاسمة 
لكن أنا أريدك والآن 
ووجدته يقترب مجددا فقالت له پذعر 
توقف لدي عذر شهري يمنعني
وجدته توقف علي الفور وبعدها تركها وجلس علي الفراش وأرجع شعره للوراء بعصبية فعدلت ملابسها علي الفور فسمعته يقول بعصبية 
لماذا
لم تخبريني بهذا مسبقا
فقالت له ببرود 
نسيت 
شعرت أنه يريد تحطيم شيئا ما ثم استقام وتوجه للمرحاض وسمعت صوت الماء وبعد قليل خرج وقال لها بصوت أجش 
تصبحين علي خير 
شعرت بأنفاسه الدافئة علي شعرها ووجدته يحرك وجهه علي شعرها وكأنه يستنشقه وكانت حقا بحاجة له فأغمضت عيناها محاولة النوم وراجية الله ألا تفكر في الغد 
استيقظت في الصباح أخيرا لكنها لم تجده بجانبها فنظرت للوقت ووجدت إنها الواحدة ظهرا لقد نامت كثيرا جدا فالليلة الماضية أول ليلة لها تنام بأريحية منذ أن عرفت بزواجه فهي فعليا كانت لا تنام لكن يبدوأن نومها بين ذراعي أوس البارحة جعلها تغفو براحة لذا نزلت المطبخ بلا شهية لتأكل شيئا فهي لن تهمل طعامها لتسقط في الهاوية ويسقط قناعها البارد الليلة وتتركهم يشمتون بها و وجدت أمامها فاديه حماتها التي ما أن رأتها ابتسمت بخبث وقالت لها 
هل استيقظت الآن فقط !! أليس من المفترض أن تستيقظي قبل زوجك وتكونين معه علي الإفطار 
فقالت لها حور ببرود 
ما العمل لقد كنت مرتاحة بالنوم ولم أشعر بالوقت 
نظرت لها فاديه پغضب وقالت بنبرة مغيظة 
وهل من المفترض أن تنامي بتلك الراحة وزوجك سيتزوج الليلة وينام بين ذراعي أخرى 
شعرت حور بضيق يطبق علي صدرها مجددا لكنها لن تجعلها تشمت بها فقالت لها ببرود 
وما به الأمر يا عمتي ألم تمري بنفس الشيء من قبل يوم تزوج عليكي خالي سامر بسوسن رحمها الله 
وجدت حور الڠضب والشړ يكاد يخرج من عيناها وهي تقول لها پغضب شديد 
أتجرئين وتقولي هذا لي أنا يا ابنة سلمي الڤاجرة 
تنهدت حور پغضب وقالت لها بټهديد 
إياك وأن تنعتي والدتي بهذا الاسم مجددا فهي تزوجت علي سنة الله ورسوله 
وتحركت وبيدها ما تحتاجه من
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 56 صفحات