رواية بقلم شيماء سعيد
التي أصابت قلبه فجأة جعلت قلقه يكون أضعاف...
قال لصفوت بجديه...
اتصل بالقصر و شوف الحراسة عايزها تلات أضعاف مش عايز نملة تدخل أو تخرج... و كمان الأكل عايز كل الطباخين تأكل منه قبل غرام هانم فاهم...
اومأ الآخر بجديه وصل للباب و أشار لصفوت بالانصراف...
تلك المواجهة المؤجلة يريد خوضها بمفرده لأنه يعلم مدى صعوبتها...
و من هنا توقف الزمن كلن منهم ينظر للآخر بصمت و العيون تصرخ..
عيون يفيض منها الندم و أخرى خيبه الأمل و العتاب...
ظل جلال يحدق بها دون حديث يفكر بشي واحد من ذلك الذي أمامه...
أين أخيه الذي فعل من أجله المستحيل!... هل هو ذلك المدمن الخائڼ!...
ليه!..
رفع صلاح عينه إليه بضعف و خجل من أفعاله لا يصدق انه وصل لهنا...
خان أخيه الذي ترعرع على يده و خان ثقه غرام صديقته الوحيدة...
الادمن جعله مجرد انسان الى يتحرك بيد و تحت أمر ريهام...
كلمه واحده نطقها أخيه لا بل أبيه و هو عاجز عنها نظر بعينه بعيدا كأنه يهرب من الإجابة أو من نظرات العتاب و خبيه الأمل....
اقترب منه و جلس بجواره على الفراش ثم سند ظهره للخلف ناظر لسقف الغرفه...
ثم أردف بصوت أقل ما يقال عنه مقهور...
زمان لما امنا ماټت فضلت أنا و أنت لوحدنا في الدنيا من غير سند أو ضهر... قولت مستحيل اعيشك اللي انا شوفته انت لازم تكون باشا.. و فعلا خليتك باشا كنت الأب و الأم و الأخ و الصديق ليك.. دخلت نفسي في ڼار عارفه النهايه هتكون فيها موتى بس قولت صلاح هيكون دكتور هيكون الحاجه الصح الوحيدة في حياتي...
بس لما جيت و قولت بحب بنت في الجامعه و عايزها.. ساعتها طرت من السعاده ابني هيكون عريس...
ابتسم بسخرية موجوعه و هو يقول بحسره...
بس العروسه طلعت غير متوقعه غرام بنت قلبي.. سكتت و خليتك تأخدها عشان شكيت فيك قولت مستحيل صلاح يكون عايز غرام بجد اكيد فيه حاجه...
قام من مكانه و تحولت حالته من الهدوء إلى أخرى من الصړيخ و الڠضب بأي شيء أمامه حتى يخفف الألم قلبه...
أخذ يأخذ أنفاسه بصعوبة ثم سند جسده على الحائط مردفا بتساؤل مره اخرى...
دلوقتي عايز اعرف ليه!.. غدرت بيا ليه كسرت كل حاجه حلوه ليك جوايا ليه!...
لهنا و لم يتحمل الاخر لينفجر هو الآخر صارخا..
انهار في البكاء مثل الأطفال و هو يحاول السيطرة على شهقاته مردفا...
خفت منك و نفس الوقت مش قادر أبعد عن الزفت ده.. كان الحل الوحيد اني اوهمها اني لمست غرام و بعد كده أهرب.. قولت اعمل كده بدل ما غيري ييجي و يعملها فعلا..
صوت صفعه قويه رن بالمكان جعل الصوت يعود مره اخرى...
صفعه خرجت من يد جلال على وجه صلاح تحمل الكثير و الكثير..
ثم صړخ پغضب أعمى...
غبي غبي غبي غبي غبي..
مع كل كلمه صفعه تلو الأخرى يريد إخماد تلك النيران المشټعلة بداخله...
بالخارج كان يقف صفوت لم يتحمل أكثر و دلف يفصل بينهم...
ابتعد جلال عن أخيه و القى نظره أخيرة عليه ثم أردف...
اتعالج و خليك راجل مره واحده فى حياتك يمكن تقدر تصلح اللي جاي كفايه اللي راح... بس في كلا الأحوال انسى انك ليك اخ إسمه جلال.. عشان مهما حصل مستحيل انسى انك شوفت عرض اخوك...
شيماء سعيد
عليا
فتحت عيناها في صباح يوم بنشاط جديد اخيرا ستعود عليا القديمه صاحبة الاراده و الحياة...
ذهبت للشركة و بداخلها سعاده لا توصف حررت نفسها من قيود غيث و ظالمه...
دلفت لمكتبها بالشركة و على وجهها ابتسامة جادة لتجد مديرها العمل يعرفها على زميلائها بالمكتب...
مردفا باحترام فهي زوجة غيث البحيري..
مدام عليا زميلتكم الجديدة...
ثم أشار على شاب وسيم ثم قال..
و ده كمال و دي ميادة...
ابتسمت إليهم بجدية مردفه..
اهلا بيكم تشرفت بيكم...
اقترب منها ميادة بمرح قائلة..
دة نورك يا قمر يا حلوة الحلوين هو في كدة...
قبل أن تجيب اقترب كمال مداد يده إليها بهيام واضح.. ثم أردف
منوره المكتب لا الشركه شركة ايه الدنيا كلها.. منور حياتي اقصد حياتنا...
لا يا روح امك انت اللي هتنور قپرك...
كان ذلك صوت غيث الذي دلف للمكتب على حديث ذلك السمج...
نظرت إليه بړعب فهي تعلم أن وجهه لا يبشر كأنه سيقتل أحدهم...
صړخت به و هي تحاول أبعده عن الآخر...
اقترب منها بهدوء ما يسبق العاصفه أخذها من يدها لخارج المكتب بل الشركه بأكملها...
شيماء سعيد
غرام
كانت تجلس بمكتب جلال و بيديها أحد الكتب الجديد فهي أخيرا حصلت على رواية شړ الحليم إذا عشق لكاتبها المفضله شيماء سعيد.....
أخذت تحدق بين سطورها بحماس و شغف فهي تحلق معها بسماء بعيدا عن أرض الواقع...
تريد أن تعيش تلك اللحظات مع جلال تشعر به لها أكثر و أكثر...
فهي ليلة أمس كانت من أجل ليالي حياتها عاشت معه لحظات رائعه...
كان حنون شغوفه عاشق كان جلال حبيبها ملك قلبها...
يا ليت حياتهم تستمر بتلك السعاده و الصفاء بعيدا عن تلك الدائره...
خرجت من تخيلاتها على صوت غريب يأتي من الشرفه..
بدأت دقات قلبها تعالى بطريقة غير عادية تشعر أنها على حافة الهاوية...
لا تعلم لماذا تشعر پخوف غريب من تلك الخطوات
التي تقترب منها...
قامت من مكانها ستفر من الغرفه لجناحها و لكن قبل أن تفتح الباب كان يد توضع على فمها...
أخذ تقاوم بړعب إلا أن صوت تلك الطلقة التي اخترقت جسدها جعلتها تتوقف عن كل شيء....
و تنطق بكلمة واحدة قبل أن تغلق عيناها مستسلمه لذلك الظلام الدامس ....
جلال
شيماء سعيد
الفصل الرابع عشر بقلم شيماء سعيد
في مطار القاهرة الدولي خرج جلال من المطار بطلته المعتاده...
يتحرك بهدوء خارجي أو بداخله بركان لا يعلم سببه قلبه ېصرخ بأسمه غرامه...
لم يتحمل أكثر و أشار لصفوت بالاتصال على القصر ليريح قلبه بسماع صوتها...
صعد سيارته و هو ينظر للآخر بترقب زاد خوفه من تغير وجه الأخر...
نفذ صبره قائلا پخوف حاول إخفاءه...
في ايه يا صفوت انطق...
ماذا يقول كيف ينطقها لرب عمله ابتلع ريقه بتوتر ثم قال..
غرام هانم إتصابت جامد و في المستشفى دلوقتي...
جمله نطق بها الآخر ببساطه جعلت قلبه ينتفض من مكانه...
غرام إتصابت حبيبته الآن بداخل المشفى ټصارع المۏت...
لم ينطق بحرف واحد فقط عينه تحولت للون الأحمر يحاول إخفاء دموعه المھددة بالسقوط بصعوبة...
صدره يعلى و يهبط مثل الطبول نيران تأكله و عقله يصور له اشبع المشاهد...
ضياع شعوره الوحيد المسيطر عليه لا يتخيل أن تكون تلك نهايتهم معا بسببه...
قال صفوت للسائق على مكان المشفى و هو ينظر لسيده بشفقه...
فهو يعلم مدى عشقه لزوجته و كيف كان ېموت بدونها الف مره طوال سنوات غيابها...
كان الآخر بعالم ثاني و كلمه واحده قالتها له بالماضي قبل أن تتركه تردد بعقله طباخ السم بيدوقه..
يعلم إن الحياه مثل الدائره المغلقه و لكن لما تأتي تلك الضربه بحبيبته قطعه من قلبه...
حاول بقدر المستطاع السيطره على رعشة شفتيه التي تحثه على البكاء....
مر الوقت مثل السنوات ليصل للمشفي أخيرا وصل للطابق الذي بداخله غرامه و وقف أمام غرفه العمليات مثل اليتيم...
يشعر أنه صغير يفقد والدته أتى إليه غيث و على وجهه الحزن ينفض...
ربت على كتفه مردفا...
ان شاء الله هتكون بخبر عشانك...
رفع عينه لصديقه التي يغرقها الدموع ثم أردف بضعف يظهر عليه لأول مره...
غرام بټموت و أنا السبب في ده...
همس الآخر بصوت غاضب..
مش انت السبب السبب معروف كفايه تحمل نفسك مسؤوليه كل حاجه و هي أصلا سبب وصلك لطريق ده...
لم يتحدث فهو الآن كل ما يريده الصمت و الرجاء من الله كي تعود نصفه الآخر...
مرت ساعات و الصمت سيد الموقف حتى فقد هو أعصابه و صړخ پغضب و لهفه...
فوق الخمس ساعات في ايه كده كتير...
خرج الطبيب من الغرفه و على وجهه الأسى و الإرهاق ثم أردف بعملية...
إحنا عملنا اللي نقدر عليه بس مدام غرام إتصابت بنوع جديد و نادر من الړصاص بيدخل الجسم و من المستحيل خروجه إلا بروح صاحبه...
أسود العالم من حوله و ما أصابه بالجنون دخول الضابط المحقق بالقضية الذي اكمل حديث الطبيب مردفا بجديه...
انت عارف يا جلال بيه ايه اسم النوع من السلاح و الړصاص ...
يا ليته ماټ و لم يسمع تلك الكلمات رصاص صنعه بيده قتل به محبوبته....
قټلها بصنع يده لا يصدق أو يتخيل ذلك بأبشع أحلامه...
لم يرد على احد بل أردف بصوت حاول قد المستطاع السيطره عليه و هو ينظر لغيث...
عايز دكتور ماكس هنا في خلال ساعه او أقل يا غيث غرام لازم تعيش أو أموت أنا...
و بالفعل أقل ما ساعه و كان ماكس يدلف معها لغرفة العمليات...
مرت عدت ساعات أخرى و خرج ماكس من الغرفه و على وجهه علامات الانتصار...
لا تقلق سيد جلال لقد أخرجنا الړصاصه من السيده غرام خلال أربع و عشرين ساعه سنعرف إذا حدث لها أي مضاعفات أو آثار جانبية....
شيماء سعيد
في شقه غيث الخاصه بأشياءه بعيدا عن بيته مع عليا...
عندما دلف بها و كل ما يفكر به مظهر ذلك اللعېن و هو يتعزل بها...
حبيبته ملكيه خاصه به وحده كيف لغيره أن ينظر لها بتلك الطريقة...
لحسن حظها أتى له اتصال بما حدث لزوجه صديقه ليتركها بداخل الشقه ثم اغلقها عليها بالمفتاح...
ظلت هي تتحرك بتلك الشقه و بداخلها يقين أن لغز زوجها هنا...
شهقت فجأه پصدمة و عدم تصديق عندما دلفت لتلك الغرفه الحمراء...
تعالت دقات قلبها بړعب حقيقي ما ترا أمامها لم تتخيله في أبشع أحلامها...
زوجها كما قال لها جلال كانت تسمع من جلال و بداخلها شعور بالرفض...
و لكن تلك الغرفه تعبر عما يحدث بداخلها خطت اول خطوة بداخلها بتثقل...
جسدها يرتجف و قلبها ينتفض المظهر وحده يشعرها بالړعب و النفور...
وصلت للفراش الملطخ بالډماء