الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية حلم ولا علم للكاتبة منى لطفي

انت في الصفحة 27 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

عينيها 
مبروووك الف مبروك يا يس مبرووك يا هبة 
ثم نظرت الى أمجد طويلا وتابعت 
مبروووك يا موجي !! ثم ضحكت ضحكة سخرية صغيرة وابتعدت تاركة هبة وهي تقف غاية في الذهول والدهشة من طريقتها في مخاطبة أمجد مندهشة لا تعلم لما كان للقب موجي الذي نادته به هذه الفتاة هذا الوقع السيء في نفسها فهى تكاد تجزم انها سمعته قبل ذلك ولكن متى وأين لا تعلم!!
والتفتت هبة الى أمجد تسأله بجدية خفيفة 
مين البنت دى يا أمجد شكلها مش مريح ! وايه حكاية موجي دي ممكن أعرف 
نظر أمجد اليها وهو يحاول جاهدا ايجاد اجابة مقنعة فقد أفقدته مفاجأة حضور سارة سرعة بديهته في الرد على هبة في حين ظلت هبة واقفة في انتظار سماع جوابه وهي تنظر اليه نظرة مليئة بالشك أغلق أمجد عينيه وزفر عميقا وهو يدعو الله ان يلهمه الجواب الصائب 
ترى ما سيكون جواب أمجد وهل ستقتنع هبة وما هي مفاجأة أمجد لعروسته في شهر العسل وماذا تخطط سارة لهدم سعادة العروسين وهل ستنجح في خطتها 
الحلقة الثالثة عشر 
استيقظ أمجد مع اولى خيوط الفجر وتطلع الى الوجه الملائكي الذي ينام بجواره لا يستطيع ان يصدق انها هنا بجانبه تنام ملئ جفنيها أمام عينيه لايستطيع تخيل ايامه ولياليه بدون طلتها الجميلة لا يريد تذكر ايام الحاډث فجسده يسري فيه قشرة شديدة البرودة كلما تذكرها وهي بين ذراعيه وډمها يلوث يديه تتأرجح بين الحياة والمۏت! سيظل طوال عمره يشكر الله على اعادتها اليه ثانية وسيبذل كل ما في وسعه ليجعلها تحيا حياة سعيده خالية من الهموم فالتجربة التى مر بها جعلته يتيقن ان اليوم الذي يمر لا يعوض 
كان يخشى من حبها الذي جرفه كالطوفان كان يكابر ويعاند ولا يريد الاعتراف بحبها الذي اخذ يتسلل تحت جلده من دون ان يشعر هو لن ينسى حال والدته بعد ۏفاة والده لن ينسى صديقه المقرب وما آل اليه حاله عندما هجرته حبيبته من أجل س غني وإن كان من عمر والدها كان هو وخالد أصدقاء منذ الطفولة ولكن أسرة خالد كانت أسرة متوسطة وأحب خالد زميلتهما رحاب بل هام حبا بها واتفقا على الزواج ما إن ينتهيا من الجامعه ويحصلا على الشهادة الجامعية والتي ستتيح لهما العمل لبناء حياتهما سوية كان خالد رجلا بحق فقد تقدم رسميا لوالدها وحصل التواق بين العائلتين فعائلة رحاب من الطبقة الكادحة وبالنسبة لها خالد وعائلته مكسب كبير خاصة وأن خالد قد رفع عنهما أعاباء جهاز العروس وتحمله هو قائلا بأنه لا يريد عروسه سوى بحقيبة ثيابها فقط وأنهما سيعملان على بناء منزلهما الصغير سوية وتمت الخطوبة لا يزال يتذكر الفرحة التي كانت تتقافز في عينيه يوم خطوبته بمن اختارها قلبه وتخرج خالد وحنان من الجامعه وعملت حنان في شركة كبيرة ملكا لوالد زميلة لها كانت صديقتها طوال سنون الدراسة الجامعية وهي التي توسطت لها لدى والدها بينما خالد فقد تعب كثيرا الى أن وجد وظيفة صغيرة في احدى الشركات الصغيرة بمرتب ضئيل ولكنه كان متفائل أنه سيستطيع الحصول على وظيفة أفضل بمرتب أكبر ما إن يكتسب الخبرة اللازمة من عمله في هذا المكان 
وكما يحدث في الأفلام تماما لفتت حنان نظر رئيسها المتصابي بجمالها كان رئيسها المباشر قد شارف الخمسين ومتزوج وله من الأبناء اثنان يقاربان حنان عمرا وبدأ بالتقرب منها وخطوة خطوة بدأ خالد يشعر بتغير حنان من ناحيته ويشكي لأمجد الى أن جاء يوم أعادت فيه حنان خاتم الخطبة وجميع هداياه مع شقيقها الأوسط والذي شعر بالخجل الشديد من خالد كانت
عائلتها جميعها تحبه وحزنوا لما فعلته ابنتهم ولكنها الحاجة التي جعلت الأب يصمت ولا يتدخل بإختيار ابنته التي ناصرتها أمها فهي تريد
لأبنتها السعادة والتي بالنسبة اليها تتمثل في المال والمال فقط وأن الحب ما هو الا كلام روايات لا يسمن ولا يغني من جوع!!
وتزوجت حنان و تبدل خالد تماما!! لم يعد صديقه الذي يعرفه كان أمجد يحاول مرارا أن يقنعه بالعمل معه ولكن خالد كان يرفض وبشدة حتى أثناء ارتباطه بحنان لم يكن يريد أن يعتقد أي شخص أنه استغل صداقته بأمجد في ايجاد وظيفة مرموقه له فكان أن رفض أن يسعى أمجد له في ايجاد وظيفة أفضل مما كان فيها ومن سخرية القدر أنه في ذات التوقيت التي فسخت فيه حنان ارتابطها به كان قد أزمع على الذهاب لأمجد كي يساعده في الحصول على وظيفة أفضل بعد كثرة الشجارات التي كانت تحدث بينه وبين حنان والتي خشي أن تسأم من طول المدة أو أن يضغط عليها أحد من أهلها فتتركه!! 
أصبح خالد شبح في صورة إنسان ليصاب بإكتئاب حاد وينهار فيدخل مصحة نفسية للعلاج و ېموت خالد!!
أفصحت معاينة الاطباء له أنه قد أصيب بتوقف مفاجيء في عضلة القلب مما أدى الى الۏفاة والعجيب في الأمر أن أمجد كان في زيارته بالمصح قبل ۏفاته بيوم وقد صرح له خالد بابتسامة ذابلة أنه يعتقد أنه لن يى قبل أن يتوقف هذا القلب عن العمل فهو سبب علته ودائه!! 
كل هذا
جعله يقرر انه ابدا لن يقع في تلك اللعڼة المسامة بالحب! بل إنه سيعمل عقله في كافة أموره حتى العاطفية منها فالعقل هو السبيل الوحيد كي يحيا الانسان حياة آمنة بعيدا عن القلب وتقلباته وأهوائه!!
كثيرا ما كان يعاند قلبه رافضا الافصاح عن حبه لهباه وكان كلما هددت هبة بتركه يوهم نفسه أن تشبثه بها وإصراره عليها انما لانه يريدها لأنه توافق شروطه في مواصفات شريكة الحياة التي يريدها وليس لحبه الشديد لها وولعه بها!! حتى حدث ما حدث ليفاجيء انها ستضيع من بين يديه ولم يصرح لها بحبه ابدا ليقسم بينه وبين نفسه انه ما إن يكتب الله لها النجاة فهو لن يجعل يوما يمر من دون ان يصرح لها بحبه الشديد وعشقه لها 
قطب متذكرا الليلة السابقة ليلة الزفاف وسؤال هبة عن من تكون سارة وكيف انه ارتجل الإجابة بأنها من معارفهم القدامى ونظرا لتربيتها المنفتحة فهذه طريقتها في التحدث معه وابتسم عندما تذكر رد هبة عليه قائلة وهي تقلب وجهها ممتعضة 
نعم تربيتها!! قصدك تقول قلة تربيتها حضرتك!
ضحك ضحكة خفيفة وهو يعاود النظر اليها هامسا بحب 
هو دا اللي شدني ليكي طفولتك وبساطتك مابتحاوليش تزوقي الكلام صريحة وواضحة و عنيدة! ودا اللي بيجنني بس على قلبي زي العسل اعملى اللي نفسك فيه أنا راضي 
فوجئ بمن يتكلم بهمس خاڤت وعينين فيهما اثر النوم ويلمع فيهما لمعة شقية 
اعتبر دا وعد! 
ابتسم في وجهها ابتسامة واسعه وقال 
صباح النور على احلى اميرة وعد ايه بأه حضرتك اللي عايزاه 
فابتسمت بشقاوة
محببة وهى تجيب بدلال 
وانا مالي انت اللي قلت ! اعملى ما بدالك وانا موافق ايه هترجع في كلامك 
أجابها مبتسما 
وانت حضرتك عاوزة ايه وعاوزانى اوافق عليه من غير كلام 
قالت بابتسامه ناعمة 
لا طالما
الموضوع فيه انك توافق من غير كلام فسيبني بأه افكر في حاجه تستاهل 
علق بابتسامة حب ونظرات عشق دغدغت حواسها 
انت تؤمري شبيك لبيك أمجد بين ايديكي اللي عاوزاه شاورى بس وسيبي الباقي عليا 
قالت بخفوت وهى تسبل عينيها خجلا 
ربنا يخليك ليا وما يحرمنيش منك ابدا 
فأغمض عينيه وزفر زفرة طويلة وأجاب 
يااااااه ثم نظر اليها متابعا وعيناه تلمعان بلمعة الحب 
ربنا ما يحرمني منك ابدا احلى دعوه سمعتها أد كدا انا غالي عندك يا هبة ! 
أجابته بهمس ووجنتيها بلون ثمرة الفراولة الطازجة 
انت لسه معرفتش انت غالي عندي أد ايه انا بيتهيألى انى معرفتش يعني ايه الحب الا لما شوفتك وقابلتك و 
سكتت ليحثها على المواصلة برجاء قائلا بهمس خاڤت 
و وايه يا هبة قوليها 
ابتسمت بحب ورفعت عينيها اليه تطالعه بحب قد نفذ الى ه مباشرة من بريق عينيها وقالت بهمس 
وحبيتك !! 
زفر براحه وأجاب وهو يسند جبينه على جبينها بهمس 
بحبك 
لمعت عيناها بشوق بينما إزداد وجيب قلبها وهي تسمع حبيبها يهتف بحبه لها في حين استمر هو قائلا 
بحبك وعمري ما حبيت ولا هحب غيرك انت احلى حاجه في حياتي انت هبة ربنا ليا انت هبايا 
ثم ابتسم بمكر وهو يتابع 
أنما صحيح مش الأول تخلصي اللي عليكي وبعدين تطلبي اللي انتي عاوزاه 
ابتسمت بحيرة وأجابت وهي عاقدة جبينها 
اللي عليا وايه هو اللي عليا
هننصب انت ناسية يا آنسة أنك نمتي مني امبارح زي ما أكون كنت بقولك حدوتة قبل النوم! صلينا واتعشينا ولسه بنقول يا هادي وابتدينا نتكلم ونسمي لاقيتك روحتي مني خالص! شيلتك وجبتك تنامي هنا وانتي طول الليل نايمة وبتحلمي وسايباني أنا أعض في صوابعي!! 
أخفت هبة ابتسامتها بصعوبة وتصنعت البراءة وهي تجيب 
وإيه اللي خلاك ما تنمش وبعدين تعض في صوابعك ليه بس ينفع كدا يعني يا أمجد حد يعمل كدا لو شافك حد بتعض في صوابعك دلوقتي يبقى شكلك ازاي راجل ما شاء الله طول بعرض بإرتفاع ويعض في صوابعه إزاي 
هتف مقاطعا إياها وهو يضع راحته فوق فمها 
هشششش خلاص! انتي ما صدقتي! بردو عماله تغيري في الموضوع بس لأ انتي مديونالي يا آنسة!! 
عقدت جبينها هاتفة بحنق طفولي 
آنسة آنسة ايه حكاية آنسة معاك اللي انت ماسكهالي دي أنا فرحي كان لو كنت ناسي!!
أجاب بمكر وهو يهتف أمام تيها 
لا يا قلب أمجد آنسة إنت مدام هي بس لغاية دلوقتي عموما ما تقلقيش هتبقي مدام فهمي نظمي رسمي وحالاااااااا 
حدقت به دهشة وهتفت 
إزاي يا أمجد إنت نزلا متوجهين لمطعم الفندق لتناول طعام الافطار وسألت أمجد عن وجهة سفرهما ليخبرها انها مفاجأة 
بعد أن انتهيا من طعام الافطار صعدا الى جناحهما حيث رتبا اغارضهما واتصل يوسف بابنته ليطمئن عليها 
دمعت عينا هبة ما ان سمعت صوته فهي تشعر بالشوق الشديد له تناول امجد سماعه الهاتف حيث تكلم مع يوسف قليلا قبل أن ينهي المكالمة وقد الټفت اليها ليقول مقلدا لها بغيظ مصطنع 
انت وحشتنى أوي يا بابا مش قادرة اتصور انى ما افتحش عينيا على صورتك يا ابو حجاج بذمتك في واحده تعاكس ولو حتى ابوها كدا قدام سها لا وايه تانى يوم فرحهم احنا لحقنا !! 
لم تستطع منع ضحكتها خاصة من طريقته في تقليد صوتها وما ان هدأت ضحكتها حتى أجابت وقد رفعت حاجبها الأيمن تفزاز 
آه أنا !! فيه حاجه بأه 
أجابها بضحك مكبوت 
كدا طيب انت اللي جبتيه لنفسك! ويا ريت ما تبقيش تيجي تتحايلي عليا وتقوليلي لا يا امجد 
ونظر لها نظرة وعيد وهو يتقدم منها بخطوات بطيئة بينما تتراجع هي الى الخلف وهي ترفع يديها
26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 44 صفحات