رواية حلم ولا علم للكاتبة منى لطفي
الكبرى التي تلقيها عليه بمنتهى البرودة والاستفزاز بأنها خارجة مع أخيه هو وانها كانت ستتكرم عليه وتعرض عليه مرافقتهما فعلا لقد أثبتت طيبة قلبها!!
هتف بحنق وڠضب مكتوم من بين أسنانه
والله يعني بدل ما انا اعرض عليك انك تخرجي معايا انا واخويا انت اللى بتبلغيني انك خارجه مع اخويا ومن غير ما اعرف كمان! وكنت هتعزمى عليا لا تصدقي فيكي الخير وممكن اعرف بأه على فين العزم كدا ان شاء الله
مش طالبه تريئة يا أمجد المشوار دا جه فجأه وجدك ووالدى كانو حاضرين و علاء بيقول ان زميلهم اللى بيعزف بيانو مريض جدا ومش هيقدر يحضر البروفة النهائية للفرقة بتاعتهم وبما انى حافظة اللحن اللى كان بيتدرب عليه هو و علاء ومش بس كدا لأ ولعبته اكتر من مرة ع البيانو هنا فبابا هو اللى اقترح انى ممكن اروح معاه علشان انقذ الموقف مش اكتر
انت بتستعبطي!! مراتى انا تروح تلعب بيانو مع شوية طلبه!! وبعدين من امتى وانت بتعزفي بيانو وازاي انا معرفش حاجه زى كدا يعني انا جوزك معرفش و اخويا يعرف
تطلعت اليه بسخرية خفيفة وقالت
والله دى مشكلتك انت مش انا كونك ما خدتش بالك من كدا في حين ان عيلتك كلها عارفة يبقى اكيد الغلط مش عندى
دا مش موضوعنا دلوقتى ازاي يا هانم توافقي على حاجه زى كدا من غير ما تاخدى رأيي
حاولت جذب ذراعها من يده ولم تفلح فأجابته بحدة وڠضب
بابا هو اللى اقترح دا اييه عاو اكسفه واقوله استنى اما آخد رأي أمجد الاول
صړخ غاضبا
لا المفروض تاخدي رأي جوزك الأول يا هانم هي كلمة واحده انسي انك تروحى في حتة من غيري تانى او تعملى اي شئ من غير ما ترجعيلي أنا والدك على عيني وراسي لكن انا جووووووزك دلوقتى! ورأيي هو اللي يمشي
انت اټجننت اقولك بابا تقولى جوووزك مافيش مقارنه بين الاتنين
لم يعطها الفرصة لتتم عبارتها موضحة ما عنته بقولها فقد نما الى عقله أنها تعني ان والدها هو الاهم في حين ان كل ما قصدته بعبارتها تلك ان هو له مكانه ولوالدها مكانة أخرى لديها! قاطعها حانقا وقد لمعت عيناه تفزاز ونيران الڠضب تتراقص بين فحم عينيه المشتعل ڠضبا وغيظا و غيرة
ثم افلت ذراعها بقوة وسار قليلا موليا اياها ظهره بينما وقفت تطالعه بانشداه ثم ما لبث أن الټفت اليها وقال ناظرا اليها من أعلى كتفه بنظرة سوداء عميقة بينما نبرة الآمر الناهي تلون صوته القاطع لأية محاولة منها في الاعتراض على حديثه
قودامك 10 دقايق بالظبط تجهزى نفسك علشان هتروحى معايا ف الحصان ومش عاوز اعتراض اظن مفهوم ولا كلمه زياده بعد كدا هسمعها منك انا مستنيكي في الجنينه
حااااااضر يا زوجى العزيز انا فعلا مش هقول ولا كلمه
ثم اتجهت صاعدة الى الاعلى حيث غر فتها وقد استقر تعبير من توصل الى حل نهائي وقاطع لا يقبل الفصال!!
نظر أمجد في ساعته اليدوية فوجد انه قد فات من الوقت ثلث ساعه ولم تظهر هبة بعد هو يعلم انه قد احتد كثيرا عليها ولكنها هى من تبرع في استفزازه وخاصة حين يشعر ان هناك من هو اقرب اليه منها حتى وان كان والدها!!
شاهد سميرة فطلب منها الذهاب لغرفة هبة لابلاغها بانتظاره لها في الأسفل ولكنها فاجأته بقولها
ست هبة خرجت من زمان مع سي علاء يا سي أمجد
نظر أمجد اليها مذهولا في حين اقتربت سارة والتي شعرت بوجود أمر غريب بينه وبين هبة فانتهزت الفرصة لتزيد الحطب اشتعالا وقالت بخبث
تؤ تؤ تؤ بأه كدا ينفع يعني تفضل الخروج مع اخوك على الخروج معاك هى متجوزاك ولا متجوزه اخوك
نظر اليها أمجد بقوة فسكتت بينما اتجه منطلقا الى داخل المنزل وهو يرغي ويزبد بينما الشياطين تتراقص امام عينيه
الحلقة الة
سحب أمجد الكرسي في صالة المسرح الجامعى حيث تقوم بروفات الحفل السنوي وجلس في الظلام يستمع الى الالحان التى تصدح من جيتار اخيه و بيانو هبة لم يرها في البداية حتى اعتادت عيناه الظلام فاستطاع ان يتبين معالمها بسهولة استراح في جلسته واغمض عينيه وسبح مع الالحان الجميلة حتى افاق على صوت يقول وهو يصفق بيديه عاليا
هااايل برافو برافو ايه الجوهرة اللى انت جبتهالنا دي يا علاء كانت مستخبية فين
ال أمجد في جلسته ثم ثبت نظره على صاحب الصوت وما لبث ان نهض وسار حتى وقف وراءها وسمع صاحب الصوت يتابع بحماس
انتي مش ممكن بجد اقول ايه كروان بلبل صوابعك تتلف في حرير فعلا امتع
موسيقى اسمعها من زماان على كدا بأه اسماعيل كان بيخبط في الحلل مش بيعزف!!
لم ينتبه اي شخص لوجود هذا التنين التي تكاد النيران تخرج من انفه وفمه على حد سواء وسمعها تقول بخجل
شكرا يا أ ممدوح دي شهادة اعتز بيها من فنان زى حضرتك
أجاب ممدوح مبتسما وهو يشير بيده نافيا
لالا انا مش بجامل في شغلى ابداا واسالي علاء وهو يقولك بيسمونى الغول علشان مش برحم حد لكن بجد ماشاء الله عليك
قال علاء ضاحكا
خلى بالك دي مشغولة !! الخط مشغول مش فاضي !! واللى داخل في الخط مش سهل ابداا ! وانا اكبر نصير ليه علشان تبقى عارف
تساءل ممدوح بمزاح
يا سلام وليه ان شاء الله يبقى مين يعني
أنا!! ت هذه الكلمة وبقوة من أمجد الواقف وراءهم متواري في الظلام ثم سار حتى اصبح في دائرة الضوء فالتفتت الأعين اليه في حين نبض قلب هبة بشده فهى تعلم انها تمادت في استفزازه هذه المرة ولكنها لا تطيق طريقته في القائه الاوامر وخاصة بوجود هذه ال سارة !!
افاقت من شرودها وهى تسمع
ممدوح يرحب بأمجد بينمايمد يده لمصافحته قائلا
اهلا اهلا استاذ أمجد فرصة سعيدة
شد امجد على يده وهو يجيب تحيته بابتسامة صفراء
أنا اسعد
هتف علاء تغراب ودهشة
امجد ! غريبة ! ما قولتش انك جاى يعني دى اول مرة
تعملها!
أجاب أمجد ونظره مثبت على هبة والتي هربت بعينيها منه
لا ابدا قلت اخليها مفاجأه انا عارف انك عندك بروفة هنا وبعدين انا متأكد ان زيارتى دي مش هتكرر تانى
بينما هو ينظر الى هبة متوعدا ففهمت انه يلقي اليها بأمر كعادته وتحذير مبطن من أنها لن تأتي الى هنا ثانية ڠضبت هبة من طريقته الة في تناول الأمور ونظرت اليه بنزق في حين قال ممدوح
لالا يا أ أمجد اسمحلي ! لازم تيجي ! على الاقل علشان تسمع احلى الحان من هبة
تضايق امجد حين سمعه ينطق اسم هبة مجردا بل لقد شعر أنه ينطقه كمن اعتاد مناداته كثيرا وكأنه على معرفة جدية بها وليس أقل من ساعة زمنية!!
ارتسمت ابتسامة صفراء على وجهه وامتدت ذراعه لي بها في حين كتمت شهقتها من المفاجأه وتصلب جسمها وحاولت الابتعاد عن ذراعه ولكنه شد على ها حتى آلمها في حين استمر ممدوح قائلا غير واعي بما يثيره من عواصف رعدية واعاصير
بجد انا بحسدك على هبة بلبل بيغرد صوابعها بتطلع الحان ما سمعتش في روعتها وانا اللي شغلى كله في الموسيقى واؤكد لك انها موهوبة لدرجة انها ممكن تعزف في الاوبرا فكرى في اللي قلتلك عليه يا هبة ولو وافقت سيبي كل حاجه عليا انا
قاطعه أمجد الذي كان قاب قوسين أو أدنى من لكمه على فمه حتى يخرس لسانه هذا الذي يلقي قصائد مديح فيها بينما هي لم تنظر اليه سوى نظرة حنق أشاحت بوجهها بعيدا بعد ذلك وتقف معاندة كطفلة صغيرة تم أخذ دميتها منها!! قاطعه مستأذنا بالإنصراف وقد أمسك بمرفق تلك الحانقة الفاتنة والتي لم تستطع الاعتراض أمام الواقفين!!
كان أمجد يسير مسرعا حتى أنها كادت اكثر من مرة ان تقع قالت وهى
تلهث
ايه يا أمجد بالراحه مش كدا هقع !!
وقف فجأه فاصطدمت بظهره وكادت تسقط لولا انه لف وأسندها قابضا على ذراعيها فتأوهت من قبضته وخاصة
ان اصابعه ماتزال اثارها موجودة وذراعها يؤلمها منذ أن شد عليه ڠضبا في وقت سابق من اليوم حين علم بانها ستأتى مع علاء البروفة هتف أمجد من بين أسنانه
من مصلحتك نمشي بسرعه من هنا قبل ما ارتكب جناية اتفضلي!!
لاحظ انها تعض على تيها بينما ارتسم تعبير الالم على وجهها فقطب وقال
هبة مالك ثم تدارك وتابع ساخرا
إيه ۏجعتك اووى ولا زعلانه علشان ماشية وسايبه المعجب الولهان
نظرت اليه بحزن وڠضب وأجابت محتدة
انت هتفضل طول عمرك كدا مش بتشوف ابعد من مكان رجليك عاوز تعرف انا تعبانه من ايه اتفضل !!
وازاحت كمها قليلا فرأى احمرار ذراعيها بهت مما شاهد ثم رفع عينيه اليها وهو يتساءل في ذهول
ايه دا من ايه
أجابت بسخرية وهى تعيد اكمامها ثانية
اكيد ما تش نفسي ولا جبت الالوان ولونت
فقال پحده
هبة ! مش وقت تهريج !! من ايه اللى انا شوفت
ثم بتر عبارته ونظر اليها مصډوما وأكمل في غير تصديق
انا مني انا معقوول مسكتي هي اللي عملت فيكي كدا
لا تعلم هبة لما اقت عليه عندما شاهدت معالم الصدمة على وجهه فأجابت محاولة التهوين من الأمر وهى تشيح بيدها
ما ما حصلشي حاجه !! انا اللي بتأثر بسرعه بشرتي حساسة!!
نظر اليها وهو لا يدري ماذا يقول فآخر ما يريده ان يتسبب لها بالأڈى أيا كان حتى وان كان بدون ش منه قال بأسف حقيقي
انا انا آسف !! معلهش حقك عليا صدقيني ما اعرفش ولا اخدت بالي اوعدك اللى حصل دا مش هيتكرر تانى
اومات براسها موافقة وهى تهرب بعينيها منه ثم سارا الى ان ركبا السيارة سوية وانطلقت في طريقها
أبطأ امجد السيارة ما ان وصلا الى فسحة خالية من الطريق وأوقفها جانبا ثم صمت قليلا قبل أن يلتفت اليها يطالعها بينما سمرت نظراتها هي على الزجاج الأمامي للسيارة تطالع الطريق الشبه خال زفر أمجد بعمق ثم تحدث بهدوء قائلا
وآخرة العند دا إيه يا هبة أنا لو ما كنتش شوفت طريقتك مع باباكي وإزاي