رواية هل فات الاوان بقلم ناهد خالد (كاملة)
بعد أن أنتهوا من الإفطار وذهب كلا منهما لتبديل ثيابه للذهاب للعمل لم يجد رد ففتح الباب ببطئ استمع لصوت هدير المياه بالحمام فاستنتج وجودها بالداخل اتجه لهاتفها الموضوع فوق الفراش وجلبه ليجده مغلق بكلمة مرور اتجه لباب الحمام يدق فوقه قبل أن يستمع لصوتها يجيب
فقال
_معلش يادودي فوني فصل شحن وعاوز أكلم بابا ضروري أسأله علي ورق مش لاقيه عندي افتحي فونك أكلمه من عليه
_اهو طلبطهولك
أخذه منها وأغلقت هي الباب لترتدي ثيابها
خرج من الغرفه وهو ينتظر رد والده ولكن
لم يجيب حاول أكثر من مره وما من مجيب أراد مهاتفة معتصم ذهب لمكتبه ليأتي برقمه من الدفتر الخاص بالأرقام لعدم استطاعته فتح هاتفه ضغط أول خمسة أرقام ليظهر أمامه الرقم مسجل بالفعل!
دلف لسجل المكالمات الخاص بالرقم ليجد الكثير من الإتصالات حسنا آخر إتصال منذ شهر ونصف ولكن فيما قبل هذا كانت الإتصالات كثيره لدرجة الشك!
دلف لتطبيق الواتس آب وبحث عنه ووجد محادثته بها صور حسن وريهام التي آراه إياها! وأسفلها عباره
أنا مش هقدر أوريها لسليم دلوقتي لحد ما أعرف هما عاوزين ايه واي علاقتهم ببعض بس حبيت أطمنك أننا قربنا أوي
اشتعلت النيران بعيناه وهو يشعره نفسه غبيا بينهما لا يعلم ما يدري من حوله ما علاقتها بمعتصم وما معني رسالته والصور ولما بعثها لها! خرج من مكتبه كالثور الهائج واتجه لغرفتها وجدها تخرج من الحمام ملتفه بثوب الإستحمام البورنس شهقت بخضه تقول
_اي ياسليم ده مش تخبط!
صمتت حين نظرت لوجهه المشتعل وخطواته الغاصبه التي تقترب منها وفي اللحظه التاليه كان يقبض علي يدها پعنف وهو يسألها بفحيح كالأفعي
هزها پعنف بين يده وهو ېصرخ بها
كانت كعصفور كسر جناحه فأخذ يتخبط بالهواء حتي أستقر علي الأرض أخيرا معلنا سقوطه كسقوطها بين يده في اللحظه التاليه!
كانت كعصفور كسر جناحه فأخذ يتخبط بالهواء حتي أستقر علي الأرض أخيرا معلنا سقوطه كسقوطها بين
يده في اللحظه التاليه!
أسرع بإسنادها وقد أنتابه القلق حيالها رغم غضبه العاصف منها حملها يضعها برفق فوق الفراش يحاول السيطره علي أعصابه وكبت غضبه حتي يطمئن
وقف مبتعدا يضع زجاجة العطر محلها وقال وهو يعطيها ظهره
_لو ال show العرض بتاعك خلص مستني إجابة أسئلتي
يظنها أدعت الإغماء يظنها تخدعه ولكن لا يعرف أنها فقدت الوعي حقا حين رأت كل ما فعلته ينهار أمامها حين أيقنت أن اللحظه التي تخشاها قد أتت حين شعرت أنه اليوم الأخير لوجودها بحياته
انتفضت علي صوت إنكسار زجاجة عطره التي كان يمسكها بيده بعد أطاح بها لتصتدم بالحائط التف لها بأعين حمراء من الڠضب وهو ېصرخ بها بنفاذ صبر
_ورحمة أمي أنا ماسك نفسي بالعافيه فردي عشان متندميش أنك مردتيش من اللي هعمله فيك
لو تعلم كم الأفكار التي تتأجج بعقله أثر صمتها هذا لما صمتت دقيقه واحده لو تعلم إلما وصلت أفكاره لنطقت لتنجد نفسها منها
استمع لدقات فوق باب الجناح زجره بنظره حاده قبل أن يتجه للخارج وقف أمام الباب يلتقط أنفاسه الثائره يحاول تهدئة أعصابه التي أشبهت بنزين يقترب منه عود من الكبريت فأوشك أن ېحرق المكان بأكمله فتح الباب ليجد أبيه أمامه هتف باستغراب
_حضرتك لسه هنا! أنا فكرتك نزلت الشركه!
_لا أصل صحيت متأخر النهارده علي غير العاده مش عارف لي! معتصم كلمني كان بيسأل علينا عشان اتأخرنا احنا الاتنين وبيرن عليك تليفونك مقفول
_فاصل شحن
_طيب أنا هنزل أخد الورق بتاع الاجتماع وهروح أنا أحضره مفضلش غير ساعه وأنت ابقي أنزل علي اجتماع آخر النهار
_تمام أنا كنت لسه هكلم حضرتك أسألك عن الورق لأني ملقتوش عندي
_ خدته امبارح عشان كنت مقرر احضر اجتماع الصبح عشان العصر عندي ميعاد دكتور
تسائل بقلق
_دكتور لي حضرتك تعبان
ابتسم بهدوء يطمئنه
_لأ ده عشان يشوف الفحوصات الشهريه الي بعملها متقلقش
اتجهت بخطي بطيئه متثاقله وعيناها وشحوب وجهها يحكي الكثير
هتف محمد بقلق
_مالك يا داليا
رد سليم سريعا
_مفيش يابابا كانت تعبانه شويه
وزجرها بنظره محذره بأنه لا يريد أن يعرف أبيه شيئا اقتربت حتي وقفت أمام والده وهنا تساقطت دموعها بعجز وهي تنظر له بحسره اقترب منها سريعا لرؤيتها بهذه الحاله وقال
_مالك يابنتي في ايه
زفر سليم پعنف وكاد يتحدث حين قاطعته هي وهي تقول پبكاء
_سليم عاوز يعرف اي علاقتي بمعتصم
قطب سليم حاجبيه بشده متفاجئا من حديثها أويعلم أباه علاقتها به! ابتلع محمد ريقه بتوتر وهو ينظر لها ثم ينقل بصره له وهتف
_مفيش ياسليم ده مجرد شغل وأنا عارف
صړخت بتعب وكأنها لا تريد أن تفوت هذه الفرصه لتزيل من علي كاهلها حمل خداعها له
_لأ مش شغل أنا تعبت ومش هكذب تاني ولا هخبي تاني أيا كانت النتيجه هتبقي أرحملي من اللي أنا فيه
_هو في ايه
صړخ بها سليم بنفاذ صبر وڠضب وهو
يشعر نفسه أبله بينهما
_اتصل علي معتصم ييجي يا عمي
___________ناهد خالد ______
مرت نصف ساعه عصيبه علي الجميع
بين
توتر من محمد عما سيؤل إليه الأمر بعد كشف الحقائق ويرتب ما سيبرر به كل ما فعله ويخشي رد فعل أبنه مع زوجته وصديقه أكثر ما يخشي رد فعله معه
وسليم الذي تتضارب الأفكار في رأسه عدا فكرو أن تكون هنالك علاقه غير أخلاقيه بينهما ف أبيه
علي علم بالأمر ينظر لأبيه لحظه ويتوقف عندها لحظات حالتها توجع قلبه حقا يتمني لو كان الأمر لا يخصه لكانت بين أحضانه الآن يهدهدها ويخفف من روعها ويتمني أن يكون الأمر لا يستدعي كل هذه الجلبه فينتهي بها بين أحضانه وهو يتمتم بعبارات اعتذاريه لها
أما عنها فيويل معانتها دموعها لم تتوقف تتذكر كل كوابيسها عن هذه اللحظه وجميعها تنتهي بأنتهاء علاقتها به! ليتها أخبرته الحقيقه من يوم عقد قرانهم قبل أن يعاملها بلطف ويحاول اسعادها ويفعل كل ما فعله سلفا ازاد من تعلقها به وكأنها كانت تحتاج! ازاد من حبه ازاد من آمالها في الاستمرار معه نعمت في حبه الذي وإن لم يظهر ولم يعترف به لكنها استطاعت رؤيته في الكثير من الأحيان ليتها لم تعش معه تلك الذكريات الرائعه التي ستظل تداهم عقلها لآخر عمرها
_اي يا جماعه أنتوا ناسين الاجتماع وجايبني لي
قالها معتصم ما إن دلف عليهم بعد أن انتقلوا للطابق الأسفل في انتظاره
وقف سليم واقترب منه حتي أصبح أمامه تماما وسأله بجمود
_بعت صورهم لداليا لي وايه علاقتك بيها
وهنا وقف محمد يقول بحزم
_أنا هحكيلك كل حاجه ياسليم
مرت فتره أنتهي فيها سليم من سماع كل ما أرادوا قوله أو بمعني أدق كل ما حدث سابقا
كان صامد جامد لا يظهر عليه أي تأثر وكأنه لا يسمع والده الذي تولي مهمة سرد كل ما حدث وحين انتهي والده رفع رأسه بعد أن كان محنيها وهو يستمع له وتشكلت ابتسامه ساخره علي وجهه وهو يبدأ بالحديث بنبره ساخره ومتألمه في الوقت ذاته
_كالعاده بتتحكم في حياتي وبترتبها زي ما أنت عاوز مش مهم أنا عاوز أيه
صمت ثواني ثم قال
_عاوز أعرف أنتوا اتصرفتوا كده بناء علي أيه ولي قررتوا ترتبولي حياتي وتدخلوا فيها عنوه
قال الأخيره وهو يرمي نظره لتلك المنزويه بآخر ركن في الغرفه علي كرسي بعيد عنهم وكأنها لا تريد الحضور من الأساس
بدأ محمد بتبرير يقول
_سليم أقسملك أني كنت خلاص موافق علي ريهام لأنها اختيارك وشيلت موضوع داليا من دماغي وأنا قلتلك أني قولتلها ده بعدين يعني مكنتش ناوي اتدخل في حاجه بس لما معتصم حكالي عن ريهام خۏفت عليك وحسيت ان مش دي الي تستاهلها أنت تستاهل حد أحسن منها تصرفت بناء علي إني عاوزلك الأحسن أنت ابني وأنا خاېف عليك ومش عاوزك تقع ولا تتوجع عشان كده قررت ادخل داليا حياتك عشان تحبها ولما تكتشف حقيقه ريهام تكون مش فارقلك ومتوجعكش ولو حتي محبتهاش عارف أنها كانت هتبقي جنبك وهتخفف عليك آنا والله عمري ما تعمدت أدخل في حياتك بس أنا دايما بحاول أبعد عنك أي حاجه ممكن توقعك أو تأذيك دايما بحاول أحميك من الدنيا أنا شايف أن ده دوري طول ما أنا عايش وربنا مديني عمر
رفع حاجبيه بسخريه وهو يقف مواجها له
_سيبني أقع و سيبني أتوجع هتعلم ازاي من غير ما أمر بتجارب صعبه طب أنت عايشلي طول العمر! عاوز تعيشني طول ما أنت معايا مرفه وتمام وميحصلش معايا أي مشكله أو أمر بتجربه صعبه وبعدين لو
جه وقت وبقيت لوحدي واتواجهت بالدنيا عارف ساعتها أقل حاجه هتوقعني ومش هقوم تاني لأني متعودتش علي الصعب أنت دورك مش تحميني وتبعد عني كل الي ممكن يواجهني فتتصرف بناء علي ده وترتبلي حياتي أنت دورك تسندني
لما أقع وتقومني لما أيأس تكون جنبي بس مش تمشي حياتي علي مزاجك
نظر ل داليا وهو يقول بسخريه
_فاكره لما قولتلك ابويا السبب في أني اتجوز ريهام
نظر لأبيه ليجد عيناه تتسع بدهشه وكأنه أتهمه بجرم ما
_أنا ياسليم!
أومئ بتأكيد وهو يكمل بتحسر
_آه أنت عندت معاك عشان كده اتجوزتها عارف قبل ما تيجيلي وتقولي ع الوصيه كنت أنا جايلك أقولك خلاص يابابا ألغي موضوع ريهام أنا مش مرتاح وحاسس أنها مش الاختيار الأفضل ليا وهيبقي بينا مشاكل كتير في المستقبل و Guess what خمن ماذا
قالها بطريقه مسرحيه ثم أكمل
_اكتشفت أني مجرد معجب بيها وملهاش جوايا الحب الكافي الي نبني بيه حياه ونعدي مشاكلنا عشانه بس صدمتني لما لاقيتك بتفرض عليا بنت صاحبك ومصمم رغم أنك فاهم أني لسه بحب ريهام وعاوزها سألت نفسي هو أنت ازاي أنا مش هامك للدرجادي! مش هامك مشاعري ورغبتي وأهم حاجه أنت عاوز ايه مش أنا عاوز ايه! وكأنك جبتني الدنيا عشان أنفذ رغباتك! عارف اتوجعت اوي وأنت بتقولي لو
متجوزتهاش اعتبرني مت بتنهي علاقتنا عشان تلوي دراعي وتجبرني اتجوزها وقلبي ده في داهيه أسيب حبيبتي مش مهم اتجوز واحده مخترتهاش مش مهم المهم أنت عاوز ايه فاكر فاكر أيام الابتدائي لما نقلتني من مدرستي الي كان فيها كل صحابي لمدرسه تانيه لمجرد أنها أقرب لشغلك فناوي تنقل حياتك هناك ولما اتعودت عليها وحاولت اتأقلم جيت قولتلي يلا يا سليم سيب صحابك الجداد وتعالي انقلك