السبت 23 نوفمبر 2024

بنت الوادي بقلم سلمي

انت في الصفحة 1 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز

بنت الوادي
مقدمةالاحداث
اولالطريق
وقفت فرحه امام مرآتها تهندم من نفسها وتجدل شعرها ضفائر كادت ان تصل الي النصف الاسفل من ظهرها تأملت ملامحها الجميلة التي جعلت كل شاب في البلد يقع صديع هواها لكنها لم تري فيهم الا ابن عمها فاروق الذي ستزف اليه بعد اسيوع
رغم عدم ظهور نتيجتها في امتحان دبلوم الزراعة
التي انتهت منه من اسبوع وحدد ابيها بعدها زفافها

كانت تعلم جيدا انها جميلة لكن ما جعل جمالها يزيد هو شدة حياءها وطبعها الحامي الذي لم يجعلها تقبل من احد ان يغازلها لهذا طبلت بمن هام بها عشقا وتقدم سريعا خوفا من تقديم الخطاب اليها بعد ظهور نتيجتها فجهز داره ومهره الذي كان كبير عن كل بنات البلد وقتها وطلب من عمه الاسراع في عقد قرأنهم وزفافهم حتي يقطع علي الجميع خط الرجعه في طلب الزواج منها
واليوم سياخذها ابيها وينزل الي المركز كي يقوم بعمل شهادة تسنين حتي يتسني له كتب كتابها لانها لم تبلغ بعد الثامنه عشر عامالتي ستتمهم بعد ثلاث شهور وهو ما يحتمل فاروق انتظارهم خوفا من ان يتقدم لها من هو احسن منه حسبا ونسبا لهذا ضغط علي عمه عويس حتي وافق علي كتب الكتاب ذلك بعد ان تدخلت زوجته وقالت له
الجواز للبنات ستره وده ابن عمها واولي الناس بيها ومن الاخر كده بنتك ريداه وموافقه عليها
وافق الاب علي مضض ليس رفضا لابن اخيه الراحل الموظف في بنك التسليف الزراعي والذي سيوفر لها حياة كريمهلكن لان فرحه هي ابنته الوحيدة والكبيرة علي ثلاث من الفتيان اصغر منها عمرا
ابتسمت فرحه بزهو لنفسها سعيدة بحب ابيها ولهفة ابن عمها عليها كي تصبح زوجته 
ثم تنهدت براحه وهي تقيم مظهرها المتدين بعد ان ربطت ضفائرها في بعضهم البعض ولفت طرحتها علي شعرها الحريري وارتدت فستان طويل يغطي كعب قدماها ولا يظهر من ها شئ وقالت محدثا نفسها بسعادة وتلقائية
اه يا فرحه والله انت خسارة في البلد دي بس مش خسارة في فاروق سيد الرجالة اللي شاريني بالغالي
رفعت يداها الي السماء ودعت ربها برجاء
يارب اجعلنا وش الخير عليه واسعدني بيه واسعده بيا واكتبلنا الخير مع بعض وارزقنا الخلف الصالح
سمعتها امها تدعي ربها فابتسمت وقالت
اه يا مقرودة بتدعي لفاروق وبتفكري في الخلف من دلوقتي مستعجله علي ايه اصبري لما تبقي حلاله
وادعي براحتك
تركت فرح مرآتها التي لم تكن الا جزء مكسور من مرآه عثرت عليها في فناء المدرسة ذات يوم فاخذت كي تزين وتري نفسها فيها كم تفعل كل الفتيات في سنه ودنت من والدتها واحټضنها بحب
والله ما حكاية مستعجلة بس هي كده الدعوة علي بعضها المهم ابويا جه من الغيط ولا لسه علشان نلحق ننزل المركز ونرجع قبل المغربية
امسكتها والدتها من اذنها تحت الطرحه وقالت
بتسالي علي ابوكي حب ولا استعجال اخ منك يا بنت بطني لولا عارفه ومتاكدة انك ملكيش في دلع البنات كنت قولت هتفوتي علي الجواز علشان تدلعي لكنه مسؤولية كبيرة ان شاء الله هتقدري عليها
ابعدت فرحه يده امها عن اذنها وطبلتها قائله بتودد
والله ابدا يا اما لا استعجال ولا حاجه بس عايزه اخف حملي من عليكم فاروق عايش لوحده مع امه وماشاء الله قرشه حلو بيكفي ويزيد
وبويا لسه تلاته في رقبته غيري ربنا يقدره عليهم وفين وفين لما الست هانم بتطلبك منك تخدميه وترضيكي بقرشين بيسدو معانا 
صمتها امها الي قدرها ونزلت دمعه من عيناها وقالت
علي عيني يا بنتي اجوزك وانت لسه صغيره بس فعلا المعايشة بقت صعبه واللي جاي مش بيكفي واهو ربنا كريم غفير العزبة بتاعت الهانم بعت لبوكي شكلت الست وصلت بالسلامه
لو كده من الفجرية هروح ليها واللي هتدهوني هكمل بيه شوارك متقلقيش هو بس فاروق لو كان يصبر شهر كمان كنت خلصت جهازك
ابتسمت فرحه ردا علي حب امها وسعيها لان تاتي لها بكل ما يجعلها تتباهي امام زوجها وحماتها التي تعلم جيدا انها لن تكون كأم لهالعدم رضاها عن زواج ابنها الموظف الميسور الحال ببنت فلاح اجري فقير رغم كونه عمه الوحيد وهي ابنة عمه
لكن عشق وحب فاروق الجارف لها كان الحاسم بينهم ورضخت بالموافقة لكنها لا تنتظر منه خير 
كفكفت دموع امها التي تبكي فراقها رغم فرحتها بها وتزويجها لمن سيقدرها حق قدرها وقالت
ياست الكل كفاية انكم ربتوني وعلمتوني هو كان يطول وكمان متقلقيش عليا من سلفتك ست اخوات
انا هراضي ربنا فيها علشان خاطر جوزي حتي لو زعلتني يكفيني فاروق يرضيني
واخذت تمازحها الي ان جعلتها تضحك بمرح اكملت
متقلقيش عليا يا ست الكل فرحه تربية ايدك وتعرف في الاصول كويس واوعدك اشرفك حتي لو من غير شوار فاروق شاريني وعمره ما هيبخل عليا
تنهدت امها وهي تزيد من صمتها الي قدرها وقالت
عارفه وده مطمن قلبي فاروق راجل وشاريكي بعمره
ولو علي حفاتك ست اخوات ربنا هيهديها عليكي باذن الله اول ما تشيلي حفيدها انا عارفها 
انا فعلا خطفته بحق ربنا بس بالاصول واظن ابويا وافق رغم ان كتير من الخطاب اتقدمولي بس القلب وما يريد يا زوزو انت يا مسكره
قرصتها امها برفق من خد بمزاح
الظاهر يابت انا دلعتك اوي ايه زوزو ڈم ا سمعك ابوك كان قطم رقبتك
سمع الاتنين ضحكت ابيها ورد عليهم قائلا
تركت فرحه حصن امها وذهبت الي ابيها وطبلت يده
والله يا با انا ما ليا غيركم ادلع عليكم وزي ما قولت كلها ايام وهكون في بيت رجلي 
مش عارفه هتحمل بعدى عنكم ازاي وهدلع علي مين
بعدكم علي حماتي ولا جوزي اللي اكيد هيخاف علي زعل امه المهم انت ايه اخرك يابا كده
مش احنا هننزل المركز زي ماقلت ولا هتخليها بكرة
طبل عويس راس ابنته وصمها الي قدره بحنان
لا مش هننزل المركز هنسافر لمصد ابن عمك جهز لينا الركوبه يلا جهزي نفسك
تهللت اسارير فرحه بسعادة وعدم تصديق وقالت
مصر بجد يابا هننزل مصر يافرحة قلبي اخيرا هشوف مصر واهل مصر
ضحك ابيها من تطالعتها للسفر وهز راسه بالايجاب فسالته امها بحيرة
ليه مصر يا عويس مش كنت وفرة غرامة السفر والشحططه وروحت المركز خلصت ليها الشهادة ولا رفضو وقولي الست هانم كانت عايزاك في ايه
اخذ عزيس نفس عميق وجلس علي اقرب مقعد وقال
الست هانم عايزانا انا وانت بس في مصدطبعا صعب تسيبي تجهيزك لفرح بنتك وتنزلي معايا هروح ليها اشوف عايزه ايه ويمكن ربنا يرزقنا منها بقرشين يساعدو معايا في فرح البت
وقولت بالمرة اعملها الشهادة في الصحه واهو فاروق نازل معايا يجيب باقي طلباته وهنرجع علي اخر النهار المهم شوفي لو عايزه حاجه اجيبهالك
معايا
تبطات فرحه ذراع ابيها ومالت علي قدره
تتلمس حنانه وعطفه الذي ستحرم منه قريب ليس كالمعتاد لكن لن يكون مثل الان وقالت بتأثر
هيوحشني حصنك اووي يابا بس قولي بجد هتاخدني عند امتثال هانم واشوف الفيلا بتاعتهم اما باقول انها فخمه اووي ياسعد قلبي والنبي يابا تخليني ادخل اشوفها من جوه
ضحك ابيها وصمها بكلتا يداه مقربها من قدره وشد عليها بقوة وقال بحزن عميق لتفريطه فيها
اه يا بنت زينب لولا الفقر والحوجه الا احنا فيها الله في سمھاه ما كنت جوزتك دلوقتي خالص
البيت هيبقي صمله من غيرك يلا قوم زمان عريسك جاي بالركوبه ومن عيني حاضر هدخلك الفيلا من جوه طلباتك اوامر يا ست البنات
لم ينتهي ابيها من حديثه معها ودخل فاروق عليهم وعيناه تتفرس فرحه التي نكست راسها بحياء وقال
الركوبة جهزت يا عمي يلا بينا علشان نلحق نرجع طبل الليل ما يليل علينا
ثم ذهب الي حفاته وطبل يدها واكمل حديثه بمرح
ها يا عما ما تجي معانا العربية خصوصي ومفيش غيري انا وعمي وفرحه علشان ناوي اشتري شبكتها بالمره واهي حظها حلو تختارها بتفسها
ربتت زينب علي ظهرها بمحبه وانشرح قلبها من تقدير فاروق الي بنتها وحب الكبير لها وقالت
طيب واسيب اخواتك الصغيرين لمين روحو انتم ربنا يستر طريقكم ولو علي الشبكه انت مش بتجيب غير الحلو زيك يا اصيل يا ابن الاصول
ابتسم برضا ودنا من فرحه وامسك يدها قائلا بتودد
احمدك يارب حفاتي راضيا عليا عقبال بنتها فاترضي عليا هي كمان وتبل ريقه بكلمه حلوة
جذبت فرحه يده منه بقوة وعنفته بارتباك
ملكش تمسك ايدى يا ابن الناس لما تبقي حلالي ابقي خدني كلي ايدى والكلام الحلو اللي يبل الريق وبطل كلامك ده لانه مش هيودى ولا يجيب معايا كلها كام يوم وابقي كلي ليك ولا ايه يابا
حدق فيها فارو وهز يده حتي لا تسمع بصوتها العالي والديها ما دار بينهم وقال بحنق 
بطلي واكتمي وو بس ماشي يا فرحه كلها اسبوع اما طلعته علي عينك
مش بخاف لاني علي حق وبعد الجواز هعاملك بما يرضي الله واظن انت مش هتظلمني وهتتقي الله فيا ولا ايه يا سيد الرجالة
ضحك فاروق وعض علي شفتاه باحراج
كسفتيني بالاصوال يا بنت عمي حقك علي راسي يلا بقي ابوكي سبقنا خلينا نجيب شبكتك ونخلص الشهادة علشان نكتب الكتاب ونعلي الجواب وتبقي حلالي يا ست البنات
هرعت فرحه من امامه حين لاحظت انهم وحدهم بالغرفة وجرت الي الخارج فرات امها تودع ابيها
دنت من امها وطبلتها بقوة وكذلك اخواته واستقلت السيارة وانتظرت الي ات ابيها وخطيبها الذي جلس بجوارها وجلس ابيها في الامام
وانطلقت السيارة ظل فاروق طول الطريق يحدثها عن شكل حياتهم بعد الزواج واخذه الحماس وامسك يدها فدفعته پغضب وصاحت فيه بصوت خاڤت
احترم نفسك يافاروق احسلك مش انا اللي الكلام بيدوخني اظبط كده بڈم ا اقول لبويا وتبقي جنازة بڈم ا هي جوازه اتعدل كده ماشي
تافف فاروق من طبعها الحامي الذي وضع حدود بينهم لا يتقبلها وهما مقبلين علي الزواج بعد ايام ويريد ان يزيل تلك الحدود حتي يستطيع ان يجعل الود بينهم سهل ليلة زفافهم فغامت عيناه ورد عليها بحنق وصيق
معرفش انت بتعمليني كده ليه كاني غريب عليكي مش خطيبك ودبلتي في ايدك من سنه وكلها يومين وابقي جوزك في ايه يا فرحه دا انا بحبك يا بت وعاشقك وابن عمك اصونك واخاڤ عليكي
تنهدت فرحه بضيق من طلبه بان تتهاون معه وهذا ليس حقه وردت عليه بحدة 
لو صح كلامك پتخاف عليا وتصوتي يبقي تحفظ حق ابويا فيا باني بنته وحقي احافظ علي تربيته فيا انا كده وهفضل كده يا فاروق لو مش عجبك
خد دبلتك وبلاها السفريه دي ملهاش لزمه
انتفض فاروق من حدة رفضها لتودد بينهم وقال بضيق من عرضها بان ينهي ما بينهم ان لم يعجبه طبعها واحترامها لتربيتها واخلاقها العالية 
حقك عليا يا فرحه انت
 

انت في الصفحة 1 من 38 صفحات