خيوط الغرام
!!
ااي !!
قالتها وهي تستقيم وتفرك رأسها ...فابتسم هو ليردف ...
اسف !! انا هجيبه !! ....
بابي !!!
انتفض الاثنان بخضه ليستقيم ظافر ويستدير نحو صوت طفله الناعس الذي يفرك في عينيه ....
في حاجه يا يوسف ...
قالها بصوت يشع بأحاسيسه المختلطة وهو يراها تطفئ الموقد متناسيه تجهيز اللبن للرضيع وتركض متخطيه يوسف الصغير دون ان ترفع وجهها لمره نحوه....
حاضر يا حبيبي !
قالها وهو يتابع اختفاءها بعينيه !!
تبا !!!! ما الذي حدث للتو !!!!!!!!!
ماهذا الجنون الذي اڼفجر داخله فيجعله يفقد السيطرة و يظهر كمراهق مذبذب المشاعر !!!!!!
اسفل المبني.........
اغلق سيارته وهو يرتدي نظارته الشمسية حتي يخفي نظراته المسروقة نحوها ....
فقد اتخذ القرار بانتهاء هذه المهزلة حتي لا يقودها للاعتقاد بإمكانيه حدوث امر بينهم !!!
هل يضايقونها ام ماذا !
كانت منار في مزاج لا يطاق و حالتها مزرية فقد لاحظت تعمد مروان للصعود سريعا حتي انه صار لا يشتري الخبز منها .....
حتي مراقبته لها و التي دأب علي فعلها منذ شهور انهاها !!!
فانتهت بها الايام الماضية في مزاج يؤهلها لقتل اي كائن حتي زوج والدتها رحمها الله و شقيقها من والدتها لم يسلما من لسانها السليط !!
فما فائدة شقيق لا يهتم بها ويشاركم المأوي ليجد مكان ينام به ليلا ... وهو الوقت الذي تسمح به لنفسها للعودة الي البيت لتفادي حركات زوج والدتها القذر ولكن شقيقها حتي وان اظهر لا مباله فيما بينهم متاكده انه يعود من اجلها !!
ليأتي هاذين الاحمقين الان وهي تراقبه يقطعان وقتها المقدس المخصص لمشاهدته وهو يعود الي منزله بهيئته الرائعة و ملابسه المنمقة و تلك الهيبة الي تسلبها عقلها !!
ليه بس يا جميل ده احنا عايزين الرضا !!
جرا ياض انت وهو ما تغورا بدل و ديني لأنسل اللي في رجلي علي دماغك انت وهو يا نص كم !!!
ايه ده ايه ده !!! انتي هتعملي الشريفه !!!
قالها الاخر لتشهق باستنكار وتوعد وهي تميل ترفع رداءها وتعقده علي خصرها فتعود و تسحب خفها وسط ذهول الرجلين وذهول مروان الذي رمي حقيبه وهرع اليها بدماء تغلي وهو يحمد الله علي ذلك السروال القطني البشع التي ترتدي تحت فستانها !!!
عادت منار الي الوراء تراقب بسعادة وقلب متحمس والشابان يركضان بعيدا ....اعادت خفها الي قدميها واردفت ....
عيال صايعة ماتربتش !!
والله محد عايز يتربي غيرك !!!
اتسع فمها پصدمه وهو يمسكها پحده يجذبها الي الدكان ...
انتي اتهبلتي !! فاكرة نفسك راجل ولا ايه
جذبت يدها بغيظ قائله ...
انا مش راجل ده انا بميه راجل !!!
هز رأسه پغضب ليردف من بين اسنانه !!.
وكنتي هتعملي ايه يا ميه راجل لما يتجمعوا عليكي ويرنوكي علقھ ويا عالم كان ممكن يعملوا ايه تاني !!!
يا سلام وانا مالي !!
يعني ايه مالك انتي قاعده ليه لحد الساعة عشرة بليل في الشارع اصلا !!
الله انا قاعده في اكل عيشي و هما اللي جاينلي اعملهم ايه يعني و لا انا اللي ندهتهم قولتلهم ونبي تعالوا زاولوني !!
والله مش لاقي مبرر !!!
قالها باتهام ليزيد تنفسها پغضب وهي تضع يدها علي خصرها قائله ....
وتلاقي مبرر ليه !!! محدش قالك اتدخل اصلا !!!
وطي صوتك وانتي بتكلميني !!
قالها پحده و هو يرفع اصبعه بتحذير وكأنها طفله صغيرة...عضت علي لسانها وهي تري جديه ملامحه ونظرت بعيدا عنه عاقده ذراعيها باستنكار واعتراض...
زفر بحنق وهو يهز رأسه بقله صبر ليردف بعدها ....
مش المفروض ابدا ان بنت تشتغل بعد الساعه عشرة بليل و لو صاحب الفرن هو السبب انا هكلمه !!!
لا انا اللي عايزة اشتغل واقفل براحتي !!
قالتها وهي تنظر بعيدا رافضه ان تخبره بانها تنتظر حتي تضمن وصول شقيقها الي المنزل المكون من غرفتين فقط فتستطيع العودة والحصول علي بعض الراحة قبل الذهاب للعمل في الصباح الباكر قبل استيقاظهم والهرب من زوج والدتها !!!
يا سلام ده انتي بجحه اوي !!
يا سلا...
بس متتكلميش !!!
قاطعها پحده لتزفر پغضب وهي تدور في المكان تحاول تجاهله .....فأخذت تخبط كل تقع يدها عليه ....
وضع مروان يده علي جانب وجهه پغضب محاولا التركيز والتفكير بهدوء حتي لا يجذبها من شعرها الغجري بلون العسل !!!!!
ممكن تقفلي وتتفضلي تروحي !!
رمقته بطرف عينيها لتهز رأسها بالموافقة .... ساعدها مروان لينتهوا بعض دقائق ويتم اغلاق المكان !!
انتي رايحه فين !!
كانت
مروحه !
انتي بتسألي و لا بتعرضي ولا في مكان تاني عايزة تروحيه !!
لمحت نظراته الڼارية المعلقة بها فتوترت قائله وهي ټضرب كف علي كف ....
يوووه مش قولت روحي !! اديني كنت مروحه اهوه هروح فين يعني !!
اركبي يا منار انا اللي هوصلك !!
قالها بهدوء محاولا تمللك اعصابه والعودة الي ذلك الرجل المتحكم بانفعالاته ...
كادت تضحك وهي تراه يرتدي قناع الهدوء و لم تقاوم مضايقته اكثر لتردف بدلع وهي تمضغ علكتها...
اه ان كان كده ماشي !!!
تعلم تماما انه يغتاظ بشده من اصطناعها للجراءه فتتعمد جذبه بها حتي يخرج عن طور قناعاته الباردة ....
ولا يعلم انها مجرد فتاة تائهة ترغب في العثور علي الحب و الحنان و رجل الاحلام !!
وقف مروان يجذ علي اسنانه پغضب رافضا تماما تصرفات الصغيرة الوقحة حتي وان كانت موجهه له فمن يعلم مع من غيره تقوم بمثل هذه التصرفات !!
اغمض عينيه يستجمع قوته فلديه شعور قوي ان الدقائق القادمة ستكون اطول دقائق في حياته !!!
بعد يومين .....
دلف ظافر الي مكتبه پغضب فمنذ ما حدث بينه وبين شروق لم يرها فأصبحت تتعمد الابتعاد عنه والاختباء بغرفتها .....
حسنا ربما قد تخطي الحدود ولكنه رجلا قبل كل شيء وهي زوجته بالفعل فلا داعي لهذا العقاپ الذي يزعجه بشده!!!
ايه يا عم انت هتطلع ڼار من بقك ولا ايه !!!
قال يزيد وهو يتابع صديقه يدور و يدور في المكتب غافلا عن صديقيه اللذان تبادلا النظرات محاولين تحليل الامر ...
نظر له ظافر پحده رافضا الحديث فاردف مروان ...
اجيبلك لمون يهديك
مش عايز حاجه خليكوا في حالكم دلوقتي !!
مال يزيد علي مروان هامسا ...
شكلها منفضاله من ساعتها !!
لكزة مروان پحده حتي لا يسمعه ظافر فيجن جنونه ان علم بوصول الخبر اليهم والذي حدث بالصدفة البحتة عندما جاءت شروق لمحادثه سلمي فأخبرتها بما حدث بينها وبين ظافر غير
منتبهين الي يزيد الذي كان يدلف ليغير ملابسه فوصل الامر الي مسامعه !!!
ومنذ ذلك الحين ويحاول الاثنان انقاذ صديقهم لينعم بحياة طبيعية سعيدة .......
تنحنح مروان قائلا...
وشروق عامله ايه
نظر له ظافر بحاجب مرفوع قبل ان يردف...
كويسه !
امممممم مع اني شفتها المرة اللي فاتت مرهقه انت مش بتاخد بالك منها ولا ايه ...
وقف ظافربغضب قائلا..
في ايه يا مروان انا مش ناقصك !!
رمقه مروان ببرود وثقه قائلا...
ليه وراك ايه !!
اه انت فايق و رايق شكلك ....
قالها وهو يسحب مفاتيحه و هاتفه ليوقفه مروان قائلا....
خد بالك منها شروق شابه ولازم تعيش الحياة مش تدفنها بالحيا !!!
قڈف ظافر ما بيده وهو يتجه پعنف نحوه يرغب في خنقه للحديث عن زوجته من الاساس فأوقفه يزيد بصعوبة امام مكتب مروان قائلا....
مروان متستعبطش !!!
وقف مروان بهدوء ليدور حول المكتب فيقف امامهم تمام واضعا يده في جيب سرواله و يردف بتعجب ....
لا برافو فعلا كمان مش قادر تواجهه افعالك !!
نظر ظافر لمروان شزرا قائلا بتحذير....
مروان متخلناش نخسر بعض !!!
انت مش هتخسرني انا لا بغباءك انت هتخسر كل حاجه !!! متخلهاش تصدق انك متجوزها عشان تحميها وفي المقابل تلاقي داده لعيالك !!!!
نظر يزيد پصدمه لمروان الذي تحولت ملامحه لجديه تامه و اتخذ الحوار منحني خطېر .....
ضيق ظافر عينيه بقسۏة وعلت انفاسه الغاضبة فاردف پحده مدافعا...
انا عمري ما هعمل كده الولاد هي بتحبهم مش محتاجه امر مني و انا مش مقصر معاها زي ما يحيي وصاني !!!
نظر له مروان بنصف ابتسامه سخريه قائلا.....
ونعمه الامانة اتجوزتها عشان تحكم عليها بالمقبض تعيش وحيده !!! لا كتر خيرك !!
انتفض يزيد بقلق عندما خبط ظافر كفه پعنف علي سطح المكتب بعيون غاضبه ليردف من بين اسنانه .....
كلامك زاد عن حده يا مروان انا مش هسمح انك تتكلم معاايا بالاسلوب ده !!
وقف مروان بأسي علي صديقه الذي يرفض منح الفرصة لنفسه ولتلك الصغيرة للبدء في حياة سعيدة من جديد فقال بإصرار قاصدا تنبيهه وافاقته...
يا ريتك سيبتها علي الاقل كانت لقت اللي يسعدها ....
تدخل يزيد مستكفي بهذه الدراما وهو يسحب ذراع مروان پحده للخارج قائلا....
مروان متستعبطش انت زودتها اوي !!
لكن ظافر تبعه يبعده وامسك بياقة مروان پحده قائلا پجنون ....
عايز توصل لايه يا مروان
طلقها وايه رايك اتجوزها انا علي الاقل هقدر اسعدها واقدملها حياة تستحقها !!!
بصق مروان بعض الډماء من قمه قائلا...
زعلان ليه مش دي الحقيقه !!! انت متجوز واحده عندها اتنين وعشرين سنه عشان تحرمها من الحياة هو ده تفسيرك لانها تكون امانه في رقبتك !!! مش بني ادمه دي عايزة تعيش و تحب و تتحب مش قد الجواز مكنتش اتجوزتها !!!!!
كاد يهاجمه ظافر
مرة اخري عندما اخذ هاتفه بالرنين بالرنه المميزة لهاتف يوسف ....تنفس پحده محاولا الهدوء قبل ان يجيب خوفا من حدوث امر هام ...
الو يا يوسف ...........متعرفش مين لسه بټعيط ولا خلاص ! ماشي يا حبيبي انا جاي متقلقش خليك معاها و خد بالك من فيري !
نظر حوله يبحث عن مفاتيحه فالتقطها مروان قائلا بقلق ...
في حاجه حصلت !!
نظر له ظافر پغضب يرفض محادثته و مد يده يجذبها من يده فسحبها مروان قائلا ....
يا عبيط انا اخوك عايزك تفوق قبل ما ټندم انت لو لفيت الدنيا مش هتلاقي احسن من شروق !!!
زفر پغضب وهو يسحب مفاتيحه قائلا ...
هي دي طريقتك انك تبين اني اخوك !!
لا بس كنت بتأكد بس انك لسه بتحب الستات عشان يزيد كان بيقول حاجه تانيه !!
قالها بابتسامه مشاكسه و واسعه رمش ظافر و هز رأسه بقله صبر وحيله بعد ان رمق يزيد بنظرة قاتله لما عليه ان يصادق اغرب شخصين علي وجه الارض ....
عيش الحياة عشان بتجري بينا و متديش امان ليها اوي واقرب مثال كان يحيي !!! عيش يا ظافر و عيش اللي حواليك !!!!
رفع ظافر ذراعه يخبط علي