الخميس 28 نوفمبر 2024

روايه بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 62 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز

ده بدل ما تحميها
أقترب عمرو فى سرعة وخلص أخيه من قبضة فارس وهو يقول
معلش يا فارس أمسحها فيا
ثم نظر لمحمود مؤنبا وقال
كده يصح يا محمود برضة
شرعت مهرة فى التدخل ولكن فارس نظر إليها بصرامة أخافتها وصاح بها
أمشى اطلعى على البيت وحسابى معاكى بعدين
خاڤت مهرة وهرولت إلى المنزل سريعا أطرق محمود رأسه أرضا وهو يقول
أنا مكنش قصدى اعاكسها أنا كنت عاوز اقولها انى عاوز اخطبها وهى كانت مش عاوزه تسمعنى
أمسكه فارس من ملابسه مرة اخرى وقال بعصبية
تخطب مين يلا مش لما تبقى راجل الأول وتحافظ على بنات الناس
تدخل عمرو مرة أخرى وخلص أخيه وهو يحاول تهدأت فارس الذى أفلته وتوعده بعينين تشعان ڠضبا وقال بلهجة صارمة 
أنا مرضتش أمد أيدى عليك علشان خاطر عمرو بس لكن لو الموقف ده اتكرر تانى محدش يلومنى على اللى هيحصلك على الله تقرب منها تانى ولا حتى تيجى على بالك أنت فاهمنى يلا ولا لاء
قال كلمته الأخيره وتركهم وانصرف فى ڠضب هادر نظر عمرو إلى أخيه محمود وقال بجدية
من أمتى واحنا بنعاكس البنات فى الشوارع يا محمود عيب يا أخى ده
انت حتى صاحب أخوها يحيى
قال محمود بضجر وهو يلوح بيديه
وهو ماله هو أبصلها ولا افكر فيها هو كان ولى أمرها وبعدين انا غرضى شريف وهخطبها يعنى هخطبها
دفعه عمرو من كتفه باتجاه البيت وهو يقول
طب امشى بقى فورت دمى
وتركه وأنصرف فى طريقه وهو يتمتم 
أيه البلاوى دى أروح للموزة بتاعتى ازاى وانا دمى فاير كده
دلفت مهرة باب شقتها وأغلقت الباب خلفها وهى تضع يدها على صدرها الذى كان يعلو ويهبط بسرعة وقد تلاحقت أنفاسها بشدة كأن أسدا كان يلاحقها أقبلت عليها والدتها مسرعة وهى تنظر لها بلهفة وقالت 
مالك يا مهرة فى حد بيجرى وراكى
حاولت ألتقاط أنفاسها وقالت وهى تجلس على أقرب مقعد
فارس شاف محمود وهو ماشى ورايا وكان هيضربه
محمود مين صاحب يحيى! وكان ماشى وراكى ليه ده وعايز منك ايه
بيقولى عاوز يخطبنى
جلست أم يحيى أمامها وقالت بتفكير
هو قالك كده ! طب ازاى ده لسه طالب فى الجامعة
نظرت لها مهرة وقالت متبرمة
طالب ولا مش طالب أنا أصلا مش طايقاه وهقول ليحيى ميدخلوش هنا تانى
قالت والدتها بسرعة 
أسكتى انت ملكيش دعوة أنا هبقى اشوف الحكاية دى
نهضت مهرة وحملت حقيبتها لتدخل غرفتها وهى تقول بحنق
حكاية أيه يا ماما ده ولد مش كويس وكمان شوفته مرة وهو بيشرب سجاير ولو كلمنى تانى هقول لامه
قالت كلمتها الأخيرة بعصبية ودخلت غرفتها نظرت إليها والدتها وضحكت وهى تردد كلمتها الأخيرة
هتقولى لامه !! هتفضلى عبيطة لحد أمتى يا بنتى
خرجت عزة من غرفتها سريعا عندما استمعت لصوت عمرو فى الخارج وهو يتحدث مع والدها بصوت مرتفع ويضحك بشدة تلك الضحكات التى تأسرها وتزلزل قلبها أصطدمت بوالدتها التى كانت متوجهة للمطبخ أتسعت عينيى والدتها وقالت بدهشة
خضتينى
يا عزة بتجرى كده ليه
أرتبكت عزة وهى تقول
مفيش يا ماما تقريبا كده حد بينده عليا
نظرت لها والدتها بخبث وقالت
ياسلام يابت اتقلى شوية يقول عليكى ايه
ثم أردفت وهى تتجه للمطبخ 
تعالى ورايا خدى الشاى علشان تقدميه بدل ما تخرجى زى العبيطة كده
تبعتها عزة وبدأت فى صنع الشاى فدخل والدها المطبخ وقال وهو ينظر إليها
بتعملى أيه عندك يالا اطلعى سلمي على جوزك
لم تنتظر عزة كثيرا وانطلقت فى سرعة إلى غرفة الصالون وبمجرد أن اقتربت منها وقفت وهندمت ملابسها وشعرها ثم فتحت الباب بهدوء ودلفت للداخل وقد تعلقت عيناها بزوجها الذى نهض واقفا وعلى شفتيه ابتسامة عذبة مرحة وهو يكاد يلتهمها بعينيه ونظراته المشتاقة خطت فى اتجاهه ومدت يدها تصافحه فتناول كلتا يديها ورثم وضعها على وجنتيه وهو يقول
وحشتينى جدااا يا حبيبتى
تأملت وجهه وهى تقول بحب
وانت كمان
فرت دمعة من عينيها بدون شعور فمد يده ومسحهما وداعب وجنتيها وهو ينظر إلى عينيها التى تحمل الشوق المختلط بالحزن وقال 
أنا مش هسألك الدموع دى ليه أنا عارف انى مقصر معاكى بس والله ڠصب عنى
أبتسمت بأسى وقالت 
حمد لله على سلامتك وأوعى تقولى انهم كلفوك بشغل فى حتة تانيهة زى كل مرة
أبتسم وألتفت إلى الأريكة وتناول من فوقها شنطة من الورق الملون المقوى وأخرج منها علبة مستطيلة الشكل صغيرة من القطيفة الحمراء وقدمها لها قائلا
حبيبتى ممكن تقبل منى الهدية البسيطة دى
أخذتها عزة بلهفة وفضتها أمامه واتسعت عينيها وهى تنظر إلى الهدية ثم تنظر إليه
وقالت بسعادة
الله برفان !
وضعت منه قليلا على يدها وقربتها من أنفها واستنشقتها بنشوى وهى تقول 
الله دى جميلة أوى يا عمرو متشكرة أوى يا حبيبى
أمسك عمرو كفها واستنشقه وهو يغمض عينيه استمتاعا برائحته ثم نظر لها وقال بشوق
البرفان ده ميتحطش غير ليا انا بس فاهمة ولا لاء
طرقت والدتها الباب ودخلت تحمل صينية الشاى أخذها عمرو من يدها ووضعها على الطاولة أمامه فقالت
ايه الريحة الحلوه دى
قالت عزة بسعادة
شوفتى يا ماما عمرو جابلى أيه
قالت والدتها وهى
61  62  63 

انت في الصفحة 62 من 141 صفحات