الخميس 28 نوفمبر 2024

روايه بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 58 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز

بصلاة العصر فى المسجد توضأ وبدل ملابسه وسريعا للخارج فوجد عبير تجلس بجوار والدته ويتسامران نظر لها بعتاب وقال
كده برضوا يا عبير أنا مش منبه عليكى تصحينى قبل الأذان بربع ساعة
نهضت وقالت معتذره
اسفه والله يا حبيبى كنت هدخل اصحيك من شوية والكلام خدنا انا وماما
نظر إلى والدته وهى تحمل طفله الصغير على قدمها وتلاعبه فقال وهو ينظر حوله
الله أومال فين باقى الولاد نايمين ولا ايه
ضحكت والدته وهى تقول
لا مش هنا أصلا واحد مع عزة واتنين مع مهرة
نظر لهم متعجبا واتجه إلى الباب وهو يتمتم
واحد مع عزة واتنين مع مهرة أنا مش عارف هما دول ولادى ولا علبة ألوان
ألقى السلام وخرج وأغلق الباب خلفه متوجها للمسجد جلست عبير وهى تحمل الطفل عن أم بلال وهى تقول
والله يا ماما أنا ما كنت عارفة هعمل أيه فى العيال دى لوحدى لولا ان ربنا من عليا بعزة ومهرة وانت كمان يا ماما بتتعبى معانا أوى ربنا يخاليكى لينا
ربتت ام بلال على كتفها برضا وأردفت تقول
انا مكنتش مستغربة من عزة لأنها كبيرة ماشاء الله وتقدر تخلى بالها من طفل صغير اللى
كنت مستغربة منه بجد هى مهرة تعرفى يا عبير لما شفتها فى فرحك حسيت أن البنت دى هتبقى قريبة مننا أوى وحسيت انى اعرفها من زمان ولما ولدتى وجبتى الأربعة ماشاء الله صممت تيجى تقعد معاكى وأمها بصراحه مقالتش لاء وفى أسبوع واحد كانت اتعلمت تتعامل مع العيال ازاى والعيال كمان اتعلقت بيها أوى بس تعرفى يا عبير أمها كمان بتحبك أوى
ابتسمت عبير وهى تقول
أم يحيى دى غلبانة أوى يا ماما هى اللى شايلة بيتها على كتفها جوزها أصلا بيخرج الفجر مبيرجعش غير نص الليل ولا يعرف حاجة عن ولادوا ومكبر دماغوا لما كلمتها عن الصلاة لقيتها ياعينى متعرفش حاجة ومن ساعة ما اتعلمت وهى مواظبة عليها وبتحبنى أوى من ساعتها
عندما عاد بلال من المسجد وجدهما فى مكانهما كما تركهما دخل وأغلق الباب خلفه ينظر إليهم بابتسامة وهو يردد دعاء دخول المنزل أقبلت عبير عليه بابتسامة على جبينها واتجه إلى أمه وقبل كفها وحمل عنها الصغير فقالت عبير 
ثوانى هحضر الغدا 
أوقفها نداء زوجها فالتفتت إليه متسائلة فاقترب منها قائلا
صليتى العصر
قالت بسرعة وهى تستدير للتوجه للمطبخ مرة أخرى
لاء لسه هحضر الغدا
واروح اصليه
جذبها من ساعدها برفق وقال
تعالى يا عبير عاوزك فى كلمتين
أخذها ودخل بها غرفتهما وأغلقها خلفه أستدار لها ينظر إليها وابتسم وهو يقترب منها ويتحسس وجنتها بأنامله فى رقة وقال 
أنا زعلان منك أوى يا حبيبتى
قطبت جبينها وقالت بلهفة 
ليه يا بلال أنا عملت ايه
قال وهو مازال يداعب وجنتها برفق
مش ملاحظة انك من ساعة ما ربنا رزقنا بالأولاد وانت بتأخرى الصلاة
خفضت نظرها فى خجل وقالت 
معاك حق يا حبيبى بس والله بيبقى ڠصب عنى بعمل حاجات كتيرة والولاد وشغل البيت بيخلونى بأخرها ڠصب عنى
قبلها على وجنتها قائلا
روح قلبى أنت عارفة كويس أن مينفعش نقدم أى حاجة على الصلاة مهما كانت الحاجة دى أيه عارفة لو أول ما سمعتى الأذان سيبتى كل اللى فى أيدك وروحتى اتوضيتى وصليتى هترجعى تلاقى الحاجة بتتعمل بسهولة ويسر أكتر من لو أخرتى الصلاة علشانها لو بداتى تتهاونى فى مواعيد الصلاة يا عبير هتلاقى نفسك يوم ورا يوم بتصليها قبل الوقت اللى بعدها بخمس دقايق و واحدة واحدة هتلاقى نفسك بتجمعى الصلوات مع بعض وأنا عارف أن حبيبتى هتاخد بالها بعد كده ولو الولد بيعيط حتى صلى وانت شايلاه مفيهاش حاجة
أبتسمت عبير وهى تمسك بيده التى سكنت على وجنتها قالت بحب
ربنا يخاليك ليا يا حبيبى أنا مبسوطة بيك أوى يا بلال وانت بتنبهنى وبتقولى الكلام ده وبالطريقة دى
أبتسم وهو ينظر لعينيها وقال بحب
لا اعملى حسابك مش كل مرة هتكلم بالطريقة دى المرة اللى جاية فى ضړب ومش أى ضړب ده هيبقى ضړب بضمير وطبعا انت عارفة ضميرى فاهمانى
ضحكت عبير وهى تحمل الطفل قائلة
إلا عارفة أنت هتقولى على ضميرك برضة انا هروح بقى اصلى وبعدين أحضر الغدا
لحق بها عند باب الغرفة وقال
لا بلاش تدخلى المطبخ
ألتفتت له بدهشة وقالت متعجبة 
ليه
قال بمزاح وهو يمسح على شعرها
بغير عليكى من عيون البوتاجاز
ضحكت عبير وأحمرت وجنتيها وخرجت مسرعة توضأت وصلت العصر وأعدت الطعام كأحسن ما يكون ولم لا فلقد بثها حنانا فأطعمته جمالا جعلها ملكة فوضعته على عرش قلبها وتوجته حاكما وملكته صكوك غفرانها
أخذت عزة الهاتف وسحبت السلك خلفها ودخلت غرفتها وأغلقتها خلفها وهى تضع سامعته على أذنها وتسندها بكتفها وابتسامتها واسعة ثم قالت بصوت خفيض
وحشتنى
قال مداعبا
أيه الجرأة دى كلها وحشتنى مرة واحدة الله يرحم
أحمر وجهها وقالت بعتاب
كده يا عمرو طب انا غلطانة مش هقولك حاجة تانى
قال على الفور
لالالا بهزر معاكى يا شيخة أنت
57  58  59 

انت في الصفحة 58 من 141 صفحات