الأحد 01 ديسمبر 2024

للعشق وجوه كثيره _الجزء الثاني _بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 60 من 91 صفحات

موقع أيام نيوز

وكأن شيئا لم يكن ! 
فصاحت مغلولة 
_ عايزة اعرف هي بتعمل ايه في أوضتك يا يوسف 
رفع يوسف إحدى حاجبيه و قال بلهجه ساخره 
_مش ملاحظه إن سؤالك غريب شوية ! يعني في حد يسأل واحده بتعمل إيه في أوضة جوزها 
إن كانت قبل للحظات غاضبه فبعد إجابته هذه أصبحت مشټعلة كالچحيم لتزداد ثورتها و علو صوتها وهي تقول باستنكار
_ بعد كل اللي حصل يا يوسف و بتقول مراتك !
قاطعها بصرامة و نظرات قاسېة 
_ نيفين الزمي حدودك و اوعي تتخطيها اللي بيني وبينها محدش له فيه 
ازدادت قتامة نظراته و شابهتها لهجته حين قال
_ و متقلقيش قريب اوي هكشف كل اللي حصل أيه أسبابه ادام الناس كلها فمتستعجليش اوي 
أصابتها كلماته في الصميم فهل كان يهددها الآن هل أخبرته كاميليا بما فعلته والدتها 
نفى عقلها تماما تلك التساؤلات فإن كان علم شئ لن يصمت ولو ثانيه فكان سيقيم القيامه فوق رؤوسهم 
إذن فتلك الحية قد استخدمت سحرها عليه مرة أخرى 
قاطع سير أفكارها سؤاله لها و خاصة عندما تحدث بتلك النبرة و كأنه صبره عليها قد نفذ و لم يعد يحتمل وجودها كحاجز بينه وبين غريمتها 
_ مش هتقولي كنت عايزة ايه بردو ولا هنقعد طول الليل نبص لبعض هنا !
_ أبدا يا يوسف كنت جايه عشان نكمل كلامنا ! 
استنكر بجفاء
_ كلامنا ! احنا كلامنا خلص خلاص و أنا قلتلك اللي عندي و أظن انك دلوقتي اتأكدت أن كلامنا خلص 
لم تؤلمها كلماته و لا نظراته و لا تشبثه بغريمتها بتلك الطريقة و إنما أكثر ما آلمها تلك النظرة المنتصرة في عينيها و التي جعلتها تقسم داخليا أنها لن تجعلها تستمر طويلا فكل ما استطاعت أن تفعله هي إيماءة بسيطة من رأسها متبوعه بكلمات واهيه ثم اندفعت خارج الغرفه كالبرق 
وما أن خرجت نيفين من الغرفه حتي فوجئ يوسف بتلك الشعلة الڼارية تمسك به من مقدمة قميصه وهي في حالة ڠضب چنوني قائله 
_ بص أنا هاديه و عاقله اهوة عايزاك بقي انت كمان تبقى عاقل كدا وتقول بالحرف الواحد ايه الكلام اللي حصل بينك و بين البت دي عشان مولعش في البيت دا حريقة 
لو لم يكن يدرك علميا بأنه خطأ لظن بأن قلبه قد انسل من بين ضلوعه محلقا في السماء من فرط السعادة بتلك الغيرة الچنونية التي تملكتها و لكنه قاوم بشق الأنفس فكرة أن يريها الآن مدى عشقه لها خوفا من عدم قدرته على التحكم بمشاعره ليقوم باحتوائها حتى لم تعد قدماها تلامس الأرض ليتقدم إلى باب الغرفه و قام بفتحه ثم وضعها خارجه بعد أن قام بغرس زهر عشقه على جانب وجهها الايمن ليقول بفظاظة تنافي روعة ما تحمله كلماته
_ مش لازم كل حاجه تعرفيها و يالا قدامك عشر دقائق بالكتير عشان تجهزي في ميعاد عشا عايز انزل الاقيك تحت و إياك تتأخري 
لم تستوعب ما يحدث و حين أوشكت على الحديث فجر بارود عشقه في تلك الجمله البسيطة 
_ يا أحلى إستثناء في حياتي 
انهي كلماته ثم قام بإغلاق الباب خلفها و دقات قلبه تقرع كالطبول فتلك المجنونه التي امتلكت قلبه قادرة على التسبب في احتراقه كليا بهذه المشاعر القوية التي تثيرها به و المقاومة مهلكة حتى الألم فلا يعد يعلم أي سلطة تمتلكها تلك المرأة على قلبه لتجعله أمامها مغيبا لا يشعر بشئ سوى بأنها منه و تنتمي إليه 
لقاء واحد عابر قد يقلب حياتك رأسا على عقب قد يجعلك تشعر بأن ما مضى من عمرك لم يكن حياه
نورهان العشري 
بعد مرور عدة أيام كانت تدور في غرفتها كالفراشة الحائرة لا تدري ماذا عليها أن تفعل حتي تهدئ قليلا من ذلك الشوق الذي يحرقها منذ آخر لقاء بينهم 
فلازالت تذكر جيدا كيف كانت نظراته إليها فقد كانت تشعر و كأن عيناه تغمرها و بأن ضلوعه تحتويها بالرغم من
عدم اقترابه منها 
تشعر وكأن هناك مغناطيس يجذبهما تجاه بعضهما البعض حاولت كثيرا الا تفكر به و لكن عبثا فما أن تحاول طرده من مخيلتها و تلجأ للنوم حتى يأتيها في الحلم كفارس بحصانه الأبيض يختطفها كما يختطف الأمير محبوبته 
تعلم في قرارة نفسها بأن هناك الكثير من العقبات أمامهم و لكن ما حيلتها أمام قلبها الذي هام به عشقا من اول لقاء برغم من رفضها لتلك المشاعر كونه لم يتخذ خطوة واحدة تجاهها ولكنها تجد نفسها مجبرة على التفكير به كل دقيقه حتى أنها في بعض الأحيان كان ټتشاجر معه بداخل عقلها كي يتركها طيفه و شأنها 
قاطع شرودها صوت رنين هاتفها فقامت بإلتقاطه لتشعر وكأن تيار كهربائي قد صعقټ عندما وجدت أن المتصل لم يكن سوى ذلك الفارس المطبوعة صورته على جدران قلبها 
ازدادت وتيرة أنفاسها وارتجافه يدها و هي تضغط على زر الرد لتضع

الهاتف على أذنها تجيب بنبرة مهزوزة 
آلوو 
أتاها ذلك الصوت الذي اشتاقته
59  60  61 

انت في الصفحة 60 من 91 صفحات