الأحد 01 ديسمبر 2024

للعشق وجوه كثيره _الجزء الثاني _بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 56 من 91 صفحات

موقع أيام نيوز

انسكب فوق رأسها فمن تقف أمامها ليست تلك الطفلة التي ربتها و اوهمت الجميع أنها ابنتها هل يمكن أن تكون تشبهها إلى هذا الحد ! 
خرج من بين شفتيها إستفهام هامس 
تقصدي إيه


اقصد إننا مصلحتنا واحدة و هنفضل ام و بنتها حلوين كدا لحد ما نمشي بنت زهرة من القصر و نغورها من حياتنا خالص و أنا اتجوز يوسف و ابقى الهانم هنا و مرات كبير
العيله و طبعا انت اكيد هينوبك من الحب جانب هتقدري تأمري و تنهي في القصر براحتك من غير ما حد يقولك تلتت تلاته كام 
و هتعملي دا ازاي بقي 
نيفين بغموض 
هتشوفي ! و هتعرفي مين فينا اللي ذكي و مين اللي غبي يا ماما !
قالت الأخيرة بسخرية لم تخفي علي سميرة التي لوهله ظنت أن نيفين قد علمت حقيقة هويتها و لكنها نفت هذا الظن من رأسها تماما فلا أحد يعلم هذا الموضوع سوي هي و شخص آخر !
قاطع حديثهم طرق على الباب ليلتفت كلا منهما لمعرفة الطارق و الذي لم يكن سوى يوسف الذي وجه نظرات محتقرة إلى سميره و من ثم تجاهلها لينظر إلى نيفين التي كانت تتطلع إليه بذهول فهو لم يدخل غرفتها أبدا و ما فاجأها أكثر هو سؤاله عن حالها 
عامله ايه دلوقتي 
أجابت نيفين بصوت حاولت أن تضفي عليه الضعف و الإنكسار 
_ الحمد لله بخير
وجه يوسف إنظاره لتلك التي كانت تنظر إليه بترقب و حذر من أي ردة فعل قد تصدر منه فهي لم تنسى مظهره المرعب و هو غاضب بالأسفل ليتحدث إليها بنبرة آمرة محتقرة
بينادوا عليك في المطبخ تحت عشان ميعاد العشا 
اغتاظت كثيرا من نبرته و مغزى كلماته لكنها آثرت الصمت خوفا من عواقب قد تجعلها في موقف أسوء لاحقا فالتفتت إلى ابنتها قائله 
انا هنزل تحت اخليهم يجهزو لك العشا و يجبهولك على هنا عن اذنكوا 
ما إن خرجت من باب الغرفه حتى احنت نيفين رأسها متظاهرة بأنها تجفف عبراتها لينظر إليها يوسف بغموض قبل أن يقطع ذلك الصمت المحيط بهما قائلا بلهجة حاول أن تكون ودودة بعض الشئ 
_ اقعدي يا نيفين خلينا نتكلم مع بعض شويه 
طاوعته نيفين بدون أن تتفوه بكلمة واحدة ليقطع صمتهما مرة ثانية قائلا بجفاء
اولا ألف سلامه عليك انا عرفت انك كنت تعبانه و أنا مسافر 
أجابته هامسه 
_ الله يسلمك 
زفر يوسف حانقا فهو يعلم أن كل ذلك الحزن و الإنكسار ليس من طبيعتها ليقول بنبرة حادة بعض الشئ
نيفين ياريت ترفعي راسك و تعلي صوتك شويه و لو باللي بتعمليه دا عايزة تعرفيني انك زعلانه عشان اللي حصل لسميرة فهي اخذت اقل من اللي تستحقه كمان 
رفعت نيفين رأسها بحدة و قد لمعت عينيها بوميض من الڠضب قائله بصوت ينافي تماما صوتها الرقيق منذ برهة
لا هفرح و أنا شايفه امي بتتهزق و بتتذل و بتاكل مع الخدامين في المطبخ عشان ست كاميليا تتبسط 
لونت السخرية معالمه و لهجته حين قال
_ أيوا كدا خلي صوتك يطلع 
ثم تابع بلهجه حادة بعض الشيء 
_ و بعدين كاميليا دي مراتي و مش هسمح لحد أبدا أنه يضايقها أو ېهينها طول مانا عايش و سميرة غلطت فيها 
ايه عرفك مش يمكن كاميليا اللي استفزتها ممتي مش هتغلط فيها من الباب للطاق كدا !
تابع يوسف بلهجه ساخره
_ لا والشهادة لله ممتك مش غلاطه خالص 
انمحت السخرية من ملامحه و تبدلت إلى أخرى حادة تشبه لهجته حين قال
_ انا مش جايلك عشان اتناقش في اللي حصل تحت دا موضوع و اتقفل و من هنا و رايح أي حد هيغلط في كاميليا هيدفع التمن غالي اوي و دا شيء غير قابل لأي جدال 
قاطعته نيفين غاضبة 
و ياترى يا يوسف لو كاميليا هي اللي غلطت في حد هيكون دا موقفك و هتجبله حقه منها و لا هتقول مرات يوسف الحسيني مبتغلطش و هتقف في ضهرها بردو ! 
يوسف بفظاظة
انا عمري ما كنت ظالم و الغلط عندي مفهوش تهاون و لو كاميليا غلطت هكون اول واحد يعاقبها و ياريت نقفل عالموضوع دا و مش عايز اسمع فيه حرف تاني 
اهتزت لنبرة الڠضب في صوته فآثرت أن ترتدي ثوب الضعف حتى لا تضيع تلك اللحظات الذهبية بينهم فلأول مرة تجلس معه في مكان واحد يتحدثان سويا بالعادة كان معظم الوقت يتجاهلها
ولا يحاول حتى النظر إليها لتقول بنبرة خاڤتة 
_ حاضر يا يوسف اللي تشوفه 
زفر حانقا فهو لا يبغي مناقشة حاميه بل يريد السلام حتى يصل لمبتغاه معها فحاول أن يخفف من حدة نبرته قليلا عندما قال 
_ احنا طول عمرنا عايشين في بيت واحد بس عمرنا ما قعدنا مع بعض و اتكلمنا يمكن عشان أنا طول الوقت مشغول و مش موجود يمكن عشان فرق السن أيا كانت الأسباب بس انا عايزك تعرفي انك زيك زي روفان عندي بالظبط 
ما أن
55  56  57 

انت في الصفحة 56 من 91 صفحات