للعشق وجوه كثيره _الجزء الثاني _بقلم نورهان العشري
ذلك المنزل مرة أخرى وأن انصياعها لأمر جدها الغريب عليها ما هو إلا تخطيط لشئ ما و هذا ما جعلها خائفه كثيرا
ضغطه خفيفه من يد صفيه جعلتها تخرج من بحر أفكارها لترسم نظرات القوة التي لا تمتلكها في صوتها وهي تجيب بإختصار
حصل خير
فاجئهم ذلك الصوت العميق الذي كان يشاهد ما يحدث بإستمتاع تمهيدا لقنبلته فتفاجئت بيده و تحيط بها باعتزاز وهو يقول بنبرة ثابتة جافة
حق مراتي و لا إيه
اندهش الجميع من حديثه و ڠضب البعض الآخر و لكن لاقت الفكرة استحسان مراد الذي نظر إلى زوجته شامتا ليتحدث رحيم پغضب قائلا
يعني ايه يا يوسف كلامك دا ما احنا اعتذرنا لها والموضوع اتقفل على كدا عايز ايه تاني
شدد يوسف اعتزازه بها قائلا
_ ايه اللي يرضيك يا يوسف و يرضي مراتك
كان هذا صوت مراد الذي كان يؤيد موقف ابن أخيه بشدة فهو لم يرضيه ذلك للإعتذار الكاذب التي قدمته تلك الشمطاء
فجر يوسف قنبلته قائلا بإزدراء
_ مش هقعد علي سفرة واحده مع أي حد أهان
دقيقة صمت قطعها رحيم الذي لم يفهم المعنى المبطن لكلمات حفيده
ماشي يا يوسف اطلعي يا سميره مع بنتك فوق و الغدا هيجيلكوا على اوضتكوا
ما ان انهى رحيم حديثه حتى فاجأه يوسف بحديثه الذي جعل جميع الأعين تجحظ من شدة ذهولها
لا يا جدي احنا مابنكفأش سميرة هانم أنها أهانت مراتي فنخليها تتغدى في أوضتها أنا بقول سميرة هانم تتغذى في المطبخ مع الخدامين زي ما بتقول عليهم طبعا مع احترامي ليهم !
تحدثت صفيه پغضب فقد شعرت بأنه قد تمادى قليلا ليجيبها قائلا بصرامة
انا متجننتش يا أمي انا بخيركوا يا اللي بقوله يتنفذ يا إما هاخد مراتي و اروح نعيش في مكان الناس فيه تحترم جزمتها
الټفت إلى رحيم قائلا بفظاظة
_ قولت إيه يا جدي
صمت زهول ترقب كان هذا حال الجميع لدى سماعهم كلمات يوسف و نظراته التي يملؤها التصميم على كل حرف مما تفوه به و أيضا نظرات رحيم الذي شعر و كأن اقل كلمه منه قد تجعله يخسر حفيده للأبد فهو عندما يصل الأمر إلى كرامته لن يكتفي بالحديث فقط
قاطع ترقبهم جميعا صوت رحيم الغاضب
سميرة سمعتي يوسف قال ايه !
تلعثمت قائلة
عمي أن
قاطعها أمره الصارم
نفذيه و مش عايز و لا كلمه
قالت سميرة كلماتها الأخيرة بلهجه غاضبه ثم توجهت مسرعة إلى المطبخ وهي تتوعد لهم بشتى أنواع العڈاب نتيجة لاذلالها وخاصة يوسف و تلك الغبيه كاميليا
أظن كدا نفذنا كل أوامرك يا يوسف بيه ياترى خلاص كدا و لا لسه في حاجه تانيه !
تجاهل يوسف حديث جده الغاضب المغلف بالسخرية ليلتفت إليها قائلا بحنو يتناقض كليا مع صوته الآمر منذ قليل
مرضيه !
كانت كاميليا تطالعه بنظرات مدهوشه فاغرة الفاه غير قادرة على التفوه بكلمة واحدة فما حدث في خلال الساعات القليلة الماضية أكبر ما قد تصل إليه بتفكيرها
و ها هو يثبت لها بأنه قادر على حمايتها من شرورهم بل إنه ذلك البطل الذي لطالما حلمت به هذا هو أفضل وصف له و لما فعله من أجلها فقد قام بالنيل من تلك المرأة وإھانتها أقسي أنواع الإهانة التي لم تخطر يوما ببالها و جعل كرامتها فوق الجميع حتى جدها
هرب الكلام من علي شفتيها ليبتسم لها تلك الإبتسامة الرائعه فقد كان يعلم ما يدور بداخلها و كم كان يتمنى أن يراضيها علي طريقته الخاصه و لكن ليس أمام كل هذه الأزواج من العيون التي تطالعهم بتركيز ليعيد سؤاله مرة اخرى بنبرة أعمق
مرضيه يا كاميليا !
أعادتها نبرته إلى الواقع لتدرك أنه يتوجب عليها الحديث فجميعهم ينتظرون جوابها لتقول بخجل من نظراتهم إليها خاصة بهذا الشكل
مرضيه
تنفس جميعهم الصعداء ثم أمرهم رحيم بالتوجه إلي مائدة الغداء و تجاوز هذا الموقف السئ
ماما يا ماما انت فين
كان هذا صوت على الذي ما أن وطأت قدماه منزلهم حتى أخذ يبحث عن والدته ليصله صوتها القادم من المطبخ هاتفه
ايوا يا علي تعالى يا حبيبي انا في المطبخ
دا ايه الريحه اللي تجنن دي يا ست الكل
تقدم علي منها و قام جبينها ثم أيضا اعتزازا و تبجيلا فهي بر الأمان خاصته و وجهته الآمنه في هذه الحياة لتربت فاطمه على ظهره بحنان كبير فهو أول فرحتها و صديقها الصدوق قبل