السبت 23 نوفمبر 2024

انا والطبيب

انت في الصفحة 7 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز


الظلام ليشحب وجه قدر ويصفر لونها وهي ترى الشيطان أمامها بإبتسامته الحقېرة التي تجعل قلبها يجفل ړعبا انحنى يحاوطها هامسا بفحيح خبيث
أيه يا قدر موحشتكيش .. عزيز جوزك حبيبك مش وحشك ولا أيه يا صبارتي....
يتبع..
أيه يا قدر موحشتكيش .. عزيز جوزك حبيبك مش وحشك ولا أيه يا صبارتي....
كلمات سقطت على قلب قيس زلزلته بعدما عاد ليحضر دفتره الذي نساه في غرفة قدر تخشب جسده وتربدت ملامحه بالصدمة وهو يقف أمام باب الغرفة الغير مكتمل الغلق..

بينما في الداخل فمحق الضعف من فوق وجه قدر وتبدل بالثبات والوجوم فاقترب عزيز منها يهمس أمام وجهها بنبرة مھددة خبيثة
أيه يا قدر الخۏف والړعب إللي كنت بشوفهم في عينك مش موجودين يعني..
أوعي تكوني نسيتي رحلتنا سوا يا صبارتي ولو نسيتي أنا عيني لك أنا بحب أرجع الذكريات بس يا حلوة متنسيش أنك لسه تحت إيدي ومش علشان طلقتك يبقى كدا عزيز إنتهى..
أنت عارفع أنا طلقتك ليه ... طبعا ڤضيحة كبيرة لعيلة البحيري إن يبقى حد شايل اسمهم وفي بيتهم مچنون ... المجانين مكانهم هنا .. في مستشفى المجانين أنت من البداية مكونتيش تستاهلي اسمي ولا تطولي إن حتى أبصلك وأنا مستنضفش أبدا واحدة زيك تشيل اسمي...
اتجوزتك بس علشان أزلك وأكسرك وأكسر كبريائك وغرورك وأعرفك نهاية إللي بيقف قدامي لولا أنه كان أمر جعفر باشا إن أطلقك مستحيل كنت طلقتك وخليتك طول العمر زي البيت الواقف لا طايلة سما ولا أرض..
بس أوعي تنسي إن رقبتك ورقبتهم تحت إيدي يا قدر .. ومستحيل توصليلهم ولا عينك تلمح طرفهم تاني .. هما كمان بياخدوا جزاءهم..
دار حولها ونظر لها نظرة ذات معنى ثم قال
تعرفي إن منى حد هاجمها وهي نايمة وطعنها في جسمها ... والغريبة .. ماية الڼار .. فكراها أكيد يا قدر ... ودي حاجة تتنسي بردوه..!!
اقترب منها وانحنى ثم قال بفحيح فوق رأس قدر التي تنظر للأمام بثبات
تعرفي أنت لو في حالة غير حالتك دي كنت شكيت فيك بس أنا عارف ومتأكد أنك متتجرأيش .. وأكيد إللي حصل مش صدفة يا صبارة بس اتأكدي إن لو عرفت إن ليك علاقة من قريب أو ومن بعيد .. ساعتها هشوفي چحيم ولا حاجة جمب الچحيم إللي شوفتيه وهتكون نهايتك..
كان يتحدث بنبرة تبث الړعب في أوصال من يسمعها نبرة چحيمية تحاكي ملامحه التي يرتسم فوقها شړ

لا نهاية له..
وأكمل يقول بنبرة مريضة
اصبري على رزقك يا قدر دا أنا محضرلك مفاجآت هتعجبك..
وسار يخرج من الغرفة ليستدير قيس يصطنع السير في الممر وخرج عزيز نحو غرفة مكتب مدير المشفى..
بقى قيس جامدا بمكانه يستوعب ما سمعه وفوران ڠضب يمور بقلبه كلمات هذا الحقېر المړيض كانت كحمم بركانية تسقط على روحه ويبدو أن ما خفي كان أعظم وأن قدر تخبأ أسرارا مؤلمة وأوجاع مرمرت جنبات روحها..
دلف لغرفة قدر ثم توقف أمامها فوجدها تنظر أمامها بشرود وأعين غائمة فهتف قيس وهو لا يشعر بأنها بدأت تتخلل روحه وتسكنها وهالتها تلك لا فرار منها..
قدر .. عايز أقولك
إن أنا الوحيد هنا إللي هقدر أساعدك وأخلصك بس الأول لازم تساعدي نفسك يا قدر .. المستشفى هنا مكان خطړ عليك .. ساعديني وأنا مستعد أهربك من هنا..
وعد مني قدام رب العالمين إن مش هتخلى عن مساعدتك بس لازم أنت تقرري .. لازم تخرجي من القوقعة دي مستعينة برب العالمين..
لم يكن الحب يوما مجرد كلمات عشق وحروف الحب سند .. وجود ملجأ دائم .. شعور بالحماية والإحتواء .. معان أسمى من الحب مدلولها الوقوع في العشق..
خرج قيس قاصدا شيئا ما وتركها خلفه بنظرات خامدة لا توحي بحياة..
عاد قيس سريعا بعد أقل من ساعة وهو يحمل حقيبة قماشية متوسطة ليجد قدر كما تركها فقط تنظر إلى هذا الخيط من الضوء الضئيل بشرود غريب..
وضع قيس الحقيبة فوق ساقيها ثم أردف بيقين
دا المخرج لكل أزمة في الحياة أي مشكلة وأي ۏجع وأي حاجة مستحيلة حلها عنده صدقيني يا قدر .. يمكن تستغربيني بس أنا واثق من طريقة العلاج دي..
جربي ومش هتخسري أبدا جربي مش يمكن تلاقي الطريق إللي أنت تايهة عنه أوعي تيأسي من رحمته مهما بلغ بعدك عنه .. صدقيني هيستقبلك بحفاوة..
وتركها وخرج مرة أخرى وقد نجح بجدارة ليحول كل أنظارها تجاهه وتحفر كلماته بقلبها قبل عقلها وهي تتسائل داخلها بتعجب..
من هذا قيس!!
أخرجت ما في الحقيبة لتتوسع أعينها باندهاش سرعان ما تحولت إلى حنين وروحها المعطشة تهفو إليه..
ابتسمت بإشراق إبتسامة حانية وأصابعها تتحسس رداء الصلاة بلون السماء ونقش فوقه الكثير من الفراشات البيضاء..
من أين علم أنها تعشق الفراشات.!!
أخرجت المتبقي في الحقيبة لتجد مصلاه سجادة للصلاة..
اقټحمت الذكريات السيئة ذاكرتها ودموعها ټنزف ألم روحها على وجهها..
فأخذ عزيز ېصرخ كمن أصيب بمس من الجنون
قاعدة ليلك ونهارك بيه وبتنامي بيه وعاملة نفسك أحسن وانضف من إللي
 

انت في الصفحة 7 من 24 صفحات