عمر. ج2
منها بعد ان ابتعدت عنه سائلا
مالك يا حبيبتي...مالك يا روان...
وما كانت إجابتها غير همسها الغير مسموع من حدقتيها المهتزتين وهي تنادي
حازم...
ليفهمها هو ....وكيف لا وهي عشقه ...وربما ابنته روان....روانه الجديدة التي تخرج للعالم من جديد....
...يود لو انه يستطيع أن يسحب منها كل ما يؤلمها...ليؤلمه هو....بدلا منها....
وما كان منها سوى كلمة واحدة زلزلت كيانه لأنه أخيرا يسمعها .... بحبك....
متسبنيش ياحازم...اوعي تسيبني...
ليخبرها بوعد صامت انه لن يتركها ابدا مادامت تدب بداخله الروح....
وقفت لوتس بعد انتهاء الطعام
ابتسم لها رادفا
انتي الاجمل يا لوتس...ها بقي تحبي نسافر فين بعد فرحنا...
هزت كتفها قائلة
أي مكان عادي مش فارقة معايا...المهم نبقي مع بعض....
خجلت بعد كلمتها الأخير...بينما هو لم يتوقع منها ذلك....اذا هي لاتهتم سوا ان تبقي معه وله ...
ام أنه لم يعد هناك طريق للمقاومة....
الخامس عشر
كان يجلس علي مكتبه يجري بعد الاتصالات...يوصي بعض رجاله بالإسكندرية بالاهتمام بترتيب البيت وتجهيزه لحين وصوله خاله وبناته...
بعد قليل اغلق هاتفه ليشعر ببعض الألم في جسده ...ابتسم ...لايهمه هذا التعب ...مايهمه حقا هو أنه سيتزوج من روان قريبا ...
فتح هاتفه ليرد بطريقة متلهفة
وحشتيني اوي ....
ساد الصمت قليلا ليكمل هو
وحشتك...
وأخيرا إجابته بتقطع
مش عارفة...بس ....اه وحشتني..
ابتسم بحب ليقف سريعا من امام مكتبه ...ممسكا بمفاتيح سيارته...ليخرج منطلقا لها..
أغلق سريعا ليبدأ بقيادة سيارته ....اما هي اتجهت لخزانتة ملابسها تختار شئ مناسب للخروج برفقته..حازم....
كانت منهمكة في عملها ...أمامها العديد من الأوراق وبجانبها عدد من الموظفين التي تثق بهم...بينما هاتفها لا يتوقف عن الرنين....أمسكت به للرد دون النظر الي هوية المتصل...لتتفاجأ بصوت عمر...ابتسمت بخفوت ...لتقف سريعا مبتعدة عن المجموعة الموجودة حولها...
شكلك مشغول...انت في الشركة صح...
اجابته بهدوء
اه....مشغولة شوية الشغل كتير ولازم اخلصه قبل ما نسافر اسكندرية...اه صحيح انت برده مصمم متجيش تقعد عندنا...
مش كده يا لوتس بس الفيلا موجودة يبقي ليه اجي ...وبعدين ياستي كفاية ماما هتيجي تقعد معاكوا... مش عارف اقنعتيها ازاي...
ابتسمت بحب وهي تتذكر والدته تلك المرأة الحنونة بطريقة تجعلك تحبها وتحترمها..وتتمني لو كانت والدتك
عارف ...انا بحسدك عليها...والدتك دي عندها كميه حب وحنان مش طبيعين...بتخليك عاوز تفضل تتكلم معاها....وبعدين اقناعها كان سهل..احنا في بيت بابا هنعمل اجواء فرح وحنه...وهتبقي ايام كلها فرح...يبقي تقعد معاك ليه
اجابها بعبث
ماحنا برده ممكن نعملها ليالي فرح وحنة...ونبسطها...
قالت بحنق
وده ازاي ان شاء الله وانتوا رجالة....
اجاب ببساطة
عادي نجبلها ستات يرقصوا ويهيصوا
انطلق صوتها الغاصب
عمر...
وصلتها ضحكته التي تحبها وتعشقها....بينما هو يزداد بضحكته ....
وحشتيني يا لوتس علي فكرة.....
وكانت تلك الكلمة هي نهاية مكالمته معها....ليغلق تاركا إياها بقلب تزداد ضرباته ....يخفق بشدة...لتتنهد هي هامسه لنفسها
وانت وحشتني اكتر يا عمر....
خرجت روان لحازم بفستان طويل باللون الكحلي ....كانت تسير بخطوات هادئة في اتجاهه بينما هو ينتظرها امام سيارته...شاردا فيها وفي طلتها الرقيقة...وشعرها البني يتطاير قليلا ...ليزيد صورتها رقة وانوثة...
اقتربت منه ...بوجه خجول...وكأنها روان أخري بدلها الوقت غير تلك الجريئة ذات النظرات الناعسة المغوية....
....
بعد قليل كان الصمت يخيم علي الجو..فقط صوت السيارة وهي تسير وأغنية قديمة ترنو في سيارة حازم....
تنهد هو قائلا
تحبي تروحي فين....
هزت كتفيها مجيبه اياه
اي حاجة....ممكن اسألك سؤال
ابتسم لها بحب
اه طبعا اي سؤال يجي علي بالك اسأليه
قالت بصوت متوتر
هو انت عملت ايه في نعمان...
قست نظراته قليلا...واظلمت وهو يتخيل مظهر نعمان وهو يبرحه ضړبا...كاد أن ېقتله لولا خاله الذي قام بتهدئته .....ليدخله بعدها السچن....بعدة تهم...
الټفت لها مبتسما ومستعيدا لهدوئه ليشدد من امساكه
ليدها ليهمس لها
انسي كل حاجة ....نعمان وكل الي كان معاه....اطمني طول مانا معاكي....محدش هيقدر يأذيكي...
ساد الصمت بعدها ...هو يركز في قيادته...وهي تتأمله بحب وأمل...وللمرة الأولى تشعر بأن هناك مسؤول عنها وعن حياتها...ولأول مرة يغمرها ذلك الإحساس...احساس الأمان الذي لطالما افتقدته...
نظرت له لتبتسم ابتسامة خفيفة وكأنها أخيرا وجدت ضالتها وطريقها...في حبه...
كانت تجلس في منزلها بالإسكندرية مع والدتها...تكاد تجن من خبر زواج بن عمها ...حازم...
رمقتها والدتها بنبرة هادئة
يابنتي ياحبيبتي...هو محبكيش اصلا..... انت ليه مصممه انه اتخطف منك
رمقت والدتها پغضب قائلة بحدة
هتعملنا